في السنوات الأخيرة، غادر حصان الفنان التشكيلي والنحات الكولومبي فرناندو بوتيرو (1932) ساحة مدينة ميدلين في كولومبيا، وبدأت رحلته بين عدة عواصم ومدن عالمية، فعرضت في متحف "شيرينغا" في مدينة سبانبروك شمال هولندا، وفي مؤسسة "مارياني" في إيطاليا.
ومن محطات رحلة الحصان البرونزي، يصل إلى الرباط ويبدأ عرضه في العاشر من أيلول/ سبتمبر المقبل، ويتواصل حتى العاشر من كانون الأول/ ديسمبر، في "متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر".
وكان التمثال قد عرض سابقاً في مزاد "كريستي" وقدّر سعره بمليون دولار، يبلغ طول تمثال الفروسية هذا ما يزيد قليلاً عن ثمانية أقدام، وهو من البرونز الذي جرى مسحه بالزنجار الداكن ومسح بالشمع للحفاظ عليه، إذ يعرض في الفضاءات العامة المفتوحة لعوامل الطقس والطبيعة.
العمل يعود إلى مقتنيات متحف "أنتيوكيا" في ساحة مدينة ميدلين التي أصبحت تحمل اسم بوتيرو، وكان الفنان قد تبرع بـ 119 عمل فني لهذا المتحف، ليضم المتحف بذلك ثاني أكبر مجموعة من أعماله في العالم.
تشترك منحوتات بوتيرو في أنها كبيرة الحجم وتمثل نساء ورجالاً وحيوانات بوزن زائد وبالكثير من الثنيات والتفاصيل، حتى الحصان عند بوتيرو ليس كما جرى تقديمه وتصويره رشيقاً وسريعاً وجميلاً، بل إن بوتيرو يصوره كحيوان ممتلئ وتبدو سيقانه الأربعة مكتنزة وضخمة وكأنها لفيل، حتى ذيل الحصان يبدو قصيراً وضخماً.
لم يكتف بوتيرو بتجسيد الحصان مرة واحدة، بل جعل منه سلسلة أحياناً ترقد عليه امرأة كأنه سرير، وأحياناً تركبه امرأة أو رجل ممتلئين، وقدّمه أيضاً بعدة نسخ سوداء وبيضاء وبنية، كما رسمه في عدة لوحات.