حصار تعز يوقف "أطباء بلا حدود" و"الصليب الأحمر"

20 أكتوبر 2015
حصار تعز يفاقم الأزمات الصحية (أطباء بلا حدود)
+ الخط -


علم "العربي الجديد" من مصادر خاصة أن منظمتي أطباء بلاحدود ولجنة الصليب الأحمر الدولية أوقفتا أنشطتهما في محافظة تعز (وسط اليمن)، نهاية الأسبوع الماضي، بسبب الحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي على المدينة. وبذلك تفرغ مدينة تعز من وجود أيّ منظمة إنسانية دولية.

وذكرت المصادر أن المنظمات أوقفت أعمالها بعد عجزها عن الاستمرار في ممارسة أنشطتها نتيجة تواصل الاشتباكات المسلحة وأنشطة القنص على مدار الساعة، ومنع دخول الأغذية والمياه والأدوية والمستلزمات الطبية إلى المدينة، ما فاقم معاناة الأهالي وجعل حياتهم على محك الموت، وأصاب المدينة بشلل تام.

وأكد تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية أن هذا الحصار يستهدف المرافق الطبية القليلة المتبقية في مناطق القتال، كما يمنع حركة سيارات الإسعاف الخاصة بلجنة الصليب الأحمر والهلال الأحمر اليمني، في خرق واضح للقانون الإنساني الدولي. وكان الهلال الأحمر اليمني قد أغلق مكتبيه في تعز، في شهر أغسطس/ آب الماضي، بعد إقدام المليشيات على احتلال أحدها، وقتل مريض ومرافقه مع نهب سيارتين.

اقرأ أيضاً: الهلال الأحمر يوقف خدماته في تعز والصليب الأحمر قلق

وقال الناشط الحقوقي والمصور في مدينة تعز، محمد اليمني: "أوضاع المدنيين تزداد سوءاً مع استمرار حصار تعز من كل الجهات. مشيراً إلى أن بعض التجار يلجأون إلى تهريب بعض المواد الغذائية الضرورية إلى داخل المدينة على الرغم من المخاطر، لافتاً إلى مقتل أحد المواطنين على مداخل المدينة بعدما حاول إدخال شحنة من الدجاج للأهالي.

وأضاف اليمني في تصريح خاص لـ "العربي الجديد": "أغلب أصناف المواد الغذائية وكثير من الأدوية غير متوافرة في الأسواق، وإن وجدت فتباع بأسعار مرتفعة، يعجز أغلب السكان عن شرائها، بعد توقف دفع المرتبات وإغلاق محلات الصرافة والتحويلات المالية والبنوك منذ خمسة أشهر".

أما بالنسبة لمياه الشرب، فأوضح اليمني، أن أهالي المحافظة يقومون بتفعيل بعض الآبار القديمة بالإضافة إلى توريدها من جبل صبر داخل المدينة. ويشير إلى أن تجارة الحطب انتشرت بسبب انعدام غاز الطهو.

اقرأ أيضاً: تعز اليمنية منكوبة بالحصار وغياب الخدمات




يذكر أن أهالي منطقة مشرعة وحدنان جنوب المدينة، شقوا طريقاً فرعية تربط مدينة تعز بجبل صبر، بهدف تخفيف الحصار القائم على المدينة بحسب الأهالي.

إلى ذلك، أكد الدكتور أحمد الدميني، وفاة ثلاثة مرضى مصابين بفشل كلوي خلال اليومين الماضيين، مشيراً إلى أن حالات الوفاة في تزايد ملحوظ لعدم توفر خدمة غسل الكلى بشكل متكامل، نظراً لعدم توفر المحاليل والمشتقات النفطية والمياه.

وأضاف الدميني، وهو طبيب في مستشفى الثورة في تعز، أن مركز الكلى الصناعية يعمل بطبيب واحد،"لا يوجد قسم مخصص لرقود حالات الفشل الكلوي المزمن، وناشدنا أكثر من مرة، ولكن دون جدوى".

إلى ذلك، طالبت منظمة "مواطنة" لحقوق الانسان جماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح "الكف عن حصارها المطبق على مدينة تعز وتقييد وصول السكان إلى الغذاء والماء والوقود والدواء"، مؤكدة أن حصار المدينة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع "يدفع المدنيين في المدينة المكتظة نحو الهلاك".
دلالات