حشد الحلفاء... ما قبل مواجهة إيران وأميركا

14 يناير 2019
توعّد ظريف بولندا في حال استضافت القمة(أوزان كوز/فرانس برس)
+ الخط -

أثارت دعوة الولايات المتحدة الأميركية لعقد مؤتمر في بولندا تحت عنوان عريض هو مواجهة إيران، امتعاض الأخيرة التي باتت متأكدة من أن الجهود الأميركية الحالية تتجه نحو حشد جبهة مضادة لها. فتعاطى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بسلبية بالغة مع إعلان نظيره الأميركي مايك بومبيو استقبال وارسو للقمة المزمع عقدها في 13 و14 فبراير/شباط المقبل، ونشر ظريف عدة صور في "تويتر"، إحداها من قمة صانعي السلام التي استقبلتها شرم الشيخ قبل أكثر من عقد من الزمن، ويظهر فيها الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وإلى جانبه زعماء أجانب وعرب، ليكتب معها أن من شاركوا في آخر قمة استعراضية برعاية أميركية إما ماتوا، أو هُمشوا، أو شعروا بالخزي. وجاء ذلك مع صورة أخرى كتب في أسفلها أنها للاجئين بولنديين استقبلتهم إيران في زمن الحرب العالمية الثانية، ليتجاوز الامتعاض الإيراني الطرف الأميركي ويصل إلى وارسو، التي توعّدتها طهران باتخاذ خطوات مقابلة في حال عدم تراجعها عن استقبال القمة.

تكررت الانتقادات السياسية الإيرانية بالتزامن مع حراك دبلوماسي أميركي وإيراني على حد سواء، بدا واضحاً أنه يحمل نيّة حشد حلفاء الجبهتين، فجاءت الدعوة لقمة وارسو والتي وجهها بومبيو لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزراء خارجية عدد من الدول العربية، بالتوازي مع جولة شرق أوسطية مكوكية للوزير الأميركي، حملت العديد من العناوين، من قبيل الأزمة الخليجية والحرب في سورية واليمن وغيرها، وكلها تصل إلى نقطة واحدة وهي محاولة ترتيب الأوراق لتوجيه تركيز كل الأسهم نحو إيران لاحقاً.

في المقابل، وصل ظريف إلى بغداد بعد مغادرة بومبيو، وتزامنت هذه الزيارة مع وصول الملك الأردني عبدالله الثاني إليها كذلك. وركز ظريف في أهم التصريحات الصادرة من العراق على وصوله إلى تفاهمات اقتصادية وأخذه وعداً من رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي ليساعد في إزالة العراقيل التي تُعطّل العلاقات. والجدير بالذكر أن العراق قلق كما غيره من الدول من تبعات علاقاته التجارية مع إيران، في ظل الحظر الأميركي عليها الذي قد يطاول آخرين، مع منح واشنطن إعفاءات مؤقتة فقط.


تدرك طهران أنها تمر بمرحلة حرجة ستصبح أكثر حساسية لاحقاً، خصوصاً أن أوروبا لم تقدّم لها حتى اللحظة صيغة الآلية المالية المنتظرة، وتعلم أن التركيز على صواريخها في ذات وقت إعلانها عن إطلاق قمرين صناعيين خلال أيام باستخدام ذات الصواريخ المحلية الصنع، يعني أن المواجهة قد تتسع.