27 سبتمبر 2018
حزب الله ليس إرهابياً
أصبح الأمر يتعلق بـما إذا يعتبر حزب الله إرهابياً أم لا، بعد أن صنفته السعودية كذلك، لمشاركته في القتال في اليمن، وعلى ضوء مشاركته في سورية والعراق. لكن، ما معنى الإرهاب؟ في الماضي، كان يُربط بالقتل الفردي في النشاط السياسي، وتعمّم الأمر ليطاول قتل البشر، أي كل من قصد استهداف البشر، وليس كل من شارك في حرب. لهذا، لا يوضع الصراع المسلح في مرتبة الإرهاب، كما أن وحشية ممارسات النظم ضد "مواطنيها" لا توضع في مرتبة الإرهاب، بل لها توصيف آخر، أو أنه يُستخدم مصطلح آخر لتوصيف هذه الحالة وتلك.
من هذا المنظور، ليس حزب الله إرهابياً، فهو يقاتل قوى أخرى، سواء تعلق الأمر بالدولة الصهيونية أو الثورة في سورية واليمن والحراك الشعبي في العراق، أو في غيرها من الأماكن. وهذا لا يعني أنه لم يمارس عمليات إرهابية، حيث أنه متهم بتفجيرات في بلدانٍ عديدة، وحتى بقتل رفيق الحريري. لكن، ليست هذه هي سمتة العامة. إنه يدرّب فيالق ويؤسس جيوشا، ويدرّب على حرب العصابات. وهو جزء من "التركيبة السياسية" اللبنانية، وأيضاً مقرر فيها. لكنه لم يَعُد حزب مقاومة، فهذه ممارسة ضد محتل، ولبنان لم يعد محتلاً جنوبه (ربما سوى مزارع شبعا)، وبالتالي، توقفت ممارسة حزب الله المقاومة منذ انسحبت القوات الصهيونية من باقي جنوب لبنان، وهو الجزء الذي يرجع لحزب الله تحريره، أي ليس كل جنوب لبنان الذي حرّرته المقاومة الوطنية اللبنانية، فقد بدأ فعلياً مقاومته منذ سنة 1990 تقريباً، وكان الاحتلال قد رحل عن معظم المناطق التي احتلها سنة 1982 في لبنان. وعلى الرغم من أن الأمر كذلك، فليست المسألة هنا الآن، على الرغم من ضرورة التذكير بأن اليسار هو الذي قاد المقاومة الوطنية ضد الاحتلال، وأن من صفى نشاطه وقتل مناضليه هو حركة أمل وحزب الله، وقد قتلا منه أكثر مما قتل الاحتلال. بالتالي، المسألة هي أنه منذ سنة 2000 لم يعد الحزب يمارس المقاومة (ربما لبعض الوقت في مزارع شبعا)، وإذا كان قد مارس عملية خطف جنود صهاينة من أجل المبادلة بأسرى له سنة 2006، وردّت الدولة الصهيونية بوحشيةٍ لا نظير لها (حرب تموز)، وصمد الحزب في رد الهجوم العسكري، فإن موافقته على قرار مجلس الأمن 1701 كرّست نهاية مقاومته، حيث وافق على الانسحاب ثلاثين كيلومتراً شمال الحدود، ووافق على وقف المقاومة في الجنوب اللبناني، حيث ينص القرار على ذلك.
بعد ذلك، ليس مهماً الكم من العتاد العسكري الذي يتزوّد به، خصوصاً أنه بات يركّز على الصواريخ، لأنه وافق على وقف مقاومته. فرضت هذه الواقعة أن يتحوّل الخطاب من خطاب قتال العدو الصهيوني إلى خطابٍ يهدف إلى الردع، من مثل أنه إذا "العدو الإسرائيلي ضرب فنستطيع تدمير نصف إسرائيل"، كما أشار أمين عام الحزب، حسن نصرالله، مراراً. طبعاً إنها خيانة للشعب الفلسطيني أن يكون طرف قادراً على تدمير نصف الدولة الصهيونية ولا يفعلها، لأن هذا يعني نهاية هذه الدولة. لهذا، يمكن القول إن الحزب انتقل إلى سياسة دفاعية، وأصبح يؤسس لحالة من التوازن تمنع الدولة الصهيونية من استهدافه في لبنان. وظهر ذلك في التركيز على السياسة الدفاعية اللبنانية، وهي السياسة التي اتبعها النظام السوري منذ عقود، والقائمة على الردع بالتحديد.
بالتالي، بات حزب الله معنياً بـ "ردع" الدولة الصهيونية، وليس بقتالها. والردع يعني انتظار
مبادرة العدو بالحرب، ومن ثم الرد عليه. من ثم تحوّل الحزب إلى النشاط في "اللعبة اللبنانية"، أي لعبة السلطة. وكما نرى، فإنه يشلّ النظام ككل نتيجة رفضه انتخاب رئيس جديد، ويربك الحكومة بالفيتو، على الرغم من أن عدد وزرائه محدود. وسياسته اللبنانية قائمة على عنصرين: الأول الحفاظ على المحاصصة الطائفية المكرّسة تقليدياً في لبنان، وعلى معادلها الاقتصادي، أي اللبرلة والاقتصاد الحر، والثاني تعزيز وضع "النخبة" (ولن أقول البرجوازية) الشيعية في السلطة وفي الاقتصاد. بالتالي، هو هنا يدعم فئة برجوازية "شيعية" في مواجهة البرجوازيات من الطوائف الأخرى، بالتحالف مع طرف من البرجوازية المسيحية. لهذا، لا يخرج الحزب، بالتالي، عن أن يكون من ضمن منظومة الرأسمالية اللبنانية بكل سياساتها الاقتصادية. وهو موقع "رجعي"، إذا ما حاولت استخدام تعبير عفا عليه الزمن، لأنها تكرّس القائم، على الرغم من أنها تعدّل من موقع فئة من البرجوازية على حساب أخرى.
إذن، هو هنا يعبّر عن فئة رأسماليةٍ ذات لون طائفي، كانت تشعر بأن تركيب لبنان قد همّشها، وهذا ما طاول فئات وسطى ونخباً، بعد أن تحددت المناصب الإدارية والسياسية في الدولة طائفياً. بالتالي، هي تعبّر عن "مظلوميةٍ" ما، لكنها، في جوهرها، تعبّر عن مصالح رأسمالية، لا تريد تغيير النظام السياسي اللبناني القائم على أساس طوائفي، بل تريد تعديل وضعها فيه. ولهذا، فهي ضد الشعب الذي يريد إسقاط النظام الطائفي، على الرغم من أن الحزب يتضمن قطاعاً كبيراً من الطائفة الشيعية، من مفقريها ومهمشيها، ما يعني أن الحزب وضع هؤلاء في مسار "إصلاحي"، يهدف إلى تحسين وضعهم في إطار استمرار البنية اللبنانية القائمة. وسنلمس كيف أن علاقته "الخارجية" مع إيران تسمح بتشكيل فئة كبيرة مستفيدة من وجوده، عبر الدعم المالي الذي تقدمه إيران.
يعبّر الحزب هنا عن فئةٍ رأسماليةٍ في إطار التكوين اللبناني، لكنه ليس هذا فحسب، إنه أكثر من ذلك. فالحزب يقرّ ويعلن أنه يخضع لـ "ولاية الفقيه"، ويلتزم سياسات الولي الفقيه. وتعزّز هذه العلاقة وضعه اللبناني، كما أشرت من خلال الدعم المالي، لكنها تضع الحزب ضمن سياسةٍ أوسع، تتعلق بإستراتيجية إيران التي يحدّدها الولي الفقيه أصلاً. وبالتالي، هو من خلال ذلك يعبّر عن فئةٍ رأسماليةٍ مندمجة بمصالح النظام الإيراني، الذي هو التعبير عن مافيا إيرانية، تريد الهيمنة على كل المنطقة، ولعبت بالورقة الفلسطينية، من أجل تبرير دخولها وتدخلها، وصولاً إلى هيمنتها، ففلسطين هو "الشعار الكبير" الذي يُرفع، للتغطية على ممارسات ومصالح أخرى.
هذا الانخراط في الإستراتيجية الإيرانية جعل الحزب يدخل معركة النظام السوري ضد الشعب، وأن يمارس القتل والحصار ضد هذا الشعب. وقاتل في العراق مع مجموعاتٍ طائفيةٍ عراقية، قتلت على الهوية، ومارست التعذيب والاستباحة، من فيلق بدر إلى عصائب اهل الحق إلى حزب الله العراق وغيرها، من أجل تكريس نظام طائفي ملحق بإيران، ومعادٍ لمطامح الشعب العراقي كله. ووصل إلى اليمن، حيث دعم الحوثيين الذين تحالفوا مع علي عبدالله صالح، من أجل فرض سلطتهم التابعة لإيران. لهذا، كانت تصريحات المسؤولين الإيرانيين واضحة: أنهم يسيطرون على أربع عواصم عربية، فإيران تنطلق من أنها قوة إقليمية أساسية، وتريد أن تصبح قوة "عظمى". لهذا، تلعب بأوراق متعددة، منها الملف النووي، ومنها الخطاب حول القضية الفلسطينية، لكن أخطرها هو الهيمنة على المنطقة العربية من بيروت إلى صنعاء، مروراً ببغداد ودمشق.
الحزب طائفي، لأنه يعتمد على الطائفة الشيعية، وينطلق من الأيديولوجية التي تبلورت في عصور الانحطاط، خصوصاً مع الشيعية الصفوية، وهو عبر ذلك يعزّز وضع الرأسمالية "الشيعية"، وفئات وسطى "شيعية" في بنية النظام اللبناني. لكنه انطلاقاً من الأيديولوجية الشيعية (المصاغة بالتحديد من الشيعية الصفوية، وليس الشيعية العربية) يخدم الإستراتيجية الإيرانية، ويجعلها تمسك بأوراق متعددة وهي تفاوض أميركا، كما صرّح الرئيس الإيراني، حسن روحاني.
أُُجمل بالقول إن مرحلة المقاومة في ممارسة حزب الله انتهت سنة 2006، وأصبح يلعب دوراً مختلفاً ينطلق من مصالح فئات "شيعية"، تريد تعزيز وضعها في بنية النظام اللبناني، بحيث تسيطر هي على النظام في إطار المحاصصة الطائفية التي تحكمه. لكنه كذلك يلعب دور القوة "التنفيذية" للإستراتيجية الإيرانية، بعد أن درّبته ومولته. والخطاب "الوطني" الذي يكرّره لم يعد يعني شيئاً، ربما سوى دعم دوره العملي، كما فعل النظام السوري، كما أصبح الخطاب "الشيعي" صلة الوصل مع الإستراتيجية الإيرانية.
أنهى حزب الله حربه مع الدولة الصهيونية، وباتت حروبه ضد الشعوب، من أجل الحفاظ على نظم ملحقة بإيران، أو تريد إيران إلحاقها. والقضية الفلسطينية كالعادة هي الغطاء المتكرّر الذي يستخدم كذلك ستاراً يحمي من النقد أو الكشف على دوره الجديد. آمل أن يفعلها حزب الله، ويطلق صواريخه على الدولة الصهيونية، لتدمير نصفها، كما كرّر حسن نصرالله.
من هذا المنظور، ليس حزب الله إرهابياً، فهو يقاتل قوى أخرى، سواء تعلق الأمر بالدولة الصهيونية أو الثورة في سورية واليمن والحراك الشعبي في العراق، أو في غيرها من الأماكن. وهذا لا يعني أنه لم يمارس عمليات إرهابية، حيث أنه متهم بتفجيرات في بلدانٍ عديدة، وحتى بقتل رفيق الحريري. لكن، ليست هذه هي سمتة العامة. إنه يدرّب فيالق ويؤسس جيوشا، ويدرّب على حرب العصابات. وهو جزء من "التركيبة السياسية" اللبنانية، وأيضاً مقرر فيها. لكنه لم يَعُد حزب مقاومة، فهذه ممارسة ضد محتل، ولبنان لم يعد محتلاً جنوبه (ربما سوى مزارع شبعا)، وبالتالي، توقفت ممارسة حزب الله المقاومة منذ انسحبت القوات الصهيونية من باقي جنوب لبنان، وهو الجزء الذي يرجع لحزب الله تحريره، أي ليس كل جنوب لبنان الذي حرّرته المقاومة الوطنية اللبنانية، فقد بدأ فعلياً مقاومته منذ سنة 1990 تقريباً، وكان الاحتلال قد رحل عن معظم المناطق التي احتلها سنة 1982 في لبنان. وعلى الرغم من أن الأمر كذلك، فليست المسألة هنا الآن، على الرغم من ضرورة التذكير بأن اليسار هو الذي قاد المقاومة الوطنية ضد الاحتلال، وأن من صفى نشاطه وقتل مناضليه هو حركة أمل وحزب الله، وقد قتلا منه أكثر مما قتل الاحتلال. بالتالي، المسألة هي أنه منذ سنة 2000 لم يعد الحزب يمارس المقاومة (ربما لبعض الوقت في مزارع شبعا)، وإذا كان قد مارس عملية خطف جنود صهاينة من أجل المبادلة بأسرى له سنة 2006، وردّت الدولة الصهيونية بوحشيةٍ لا نظير لها (حرب تموز)، وصمد الحزب في رد الهجوم العسكري، فإن موافقته على قرار مجلس الأمن 1701 كرّست نهاية مقاومته، حيث وافق على الانسحاب ثلاثين كيلومتراً شمال الحدود، ووافق على وقف المقاومة في الجنوب اللبناني، حيث ينص القرار على ذلك.
بعد ذلك، ليس مهماً الكم من العتاد العسكري الذي يتزوّد به، خصوصاً أنه بات يركّز على الصواريخ، لأنه وافق على وقف مقاومته. فرضت هذه الواقعة أن يتحوّل الخطاب من خطاب قتال العدو الصهيوني إلى خطابٍ يهدف إلى الردع، من مثل أنه إذا "العدو الإسرائيلي ضرب فنستطيع تدمير نصف إسرائيل"، كما أشار أمين عام الحزب، حسن نصرالله، مراراً. طبعاً إنها خيانة للشعب الفلسطيني أن يكون طرف قادراً على تدمير نصف الدولة الصهيونية ولا يفعلها، لأن هذا يعني نهاية هذه الدولة. لهذا، يمكن القول إن الحزب انتقل إلى سياسة دفاعية، وأصبح يؤسس لحالة من التوازن تمنع الدولة الصهيونية من استهدافه في لبنان. وظهر ذلك في التركيز على السياسة الدفاعية اللبنانية، وهي السياسة التي اتبعها النظام السوري منذ عقود، والقائمة على الردع بالتحديد.
بالتالي، بات حزب الله معنياً بـ "ردع" الدولة الصهيونية، وليس بقتالها. والردع يعني انتظار
إذن، هو هنا يعبّر عن فئة رأسماليةٍ ذات لون طائفي، كانت تشعر بأن تركيب لبنان قد همّشها، وهذا ما طاول فئات وسطى ونخباً، بعد أن تحددت المناصب الإدارية والسياسية في الدولة طائفياً. بالتالي، هي تعبّر عن "مظلوميةٍ" ما، لكنها، في جوهرها، تعبّر عن مصالح رأسمالية، لا تريد تغيير النظام السياسي اللبناني القائم على أساس طوائفي، بل تريد تعديل وضعها فيه. ولهذا، فهي ضد الشعب الذي يريد إسقاط النظام الطائفي، على الرغم من أن الحزب يتضمن قطاعاً كبيراً من الطائفة الشيعية، من مفقريها ومهمشيها، ما يعني أن الحزب وضع هؤلاء في مسار "إصلاحي"، يهدف إلى تحسين وضعهم في إطار استمرار البنية اللبنانية القائمة. وسنلمس كيف أن علاقته "الخارجية" مع إيران تسمح بتشكيل فئة كبيرة مستفيدة من وجوده، عبر الدعم المالي الذي تقدمه إيران.
يعبّر الحزب هنا عن فئةٍ رأسماليةٍ في إطار التكوين اللبناني، لكنه ليس هذا فحسب، إنه أكثر من ذلك. فالحزب يقرّ ويعلن أنه يخضع لـ "ولاية الفقيه"، ويلتزم سياسات الولي الفقيه. وتعزّز هذه العلاقة وضعه اللبناني، كما أشرت من خلال الدعم المالي، لكنها تضع الحزب ضمن سياسةٍ أوسع، تتعلق بإستراتيجية إيران التي يحدّدها الولي الفقيه أصلاً. وبالتالي، هو من خلال ذلك يعبّر عن فئةٍ رأسماليةٍ مندمجة بمصالح النظام الإيراني، الذي هو التعبير عن مافيا إيرانية، تريد الهيمنة على كل المنطقة، ولعبت بالورقة الفلسطينية، من أجل تبرير دخولها وتدخلها، وصولاً إلى هيمنتها، ففلسطين هو "الشعار الكبير" الذي يُرفع، للتغطية على ممارسات ومصالح أخرى.
هذا الانخراط في الإستراتيجية الإيرانية جعل الحزب يدخل معركة النظام السوري ضد الشعب، وأن يمارس القتل والحصار ضد هذا الشعب. وقاتل في العراق مع مجموعاتٍ طائفيةٍ عراقية، قتلت على الهوية، ومارست التعذيب والاستباحة، من فيلق بدر إلى عصائب اهل الحق إلى حزب الله العراق وغيرها، من أجل تكريس نظام طائفي ملحق بإيران، ومعادٍ لمطامح الشعب العراقي كله. ووصل إلى اليمن، حيث دعم الحوثيين الذين تحالفوا مع علي عبدالله صالح، من أجل فرض سلطتهم التابعة لإيران. لهذا، كانت تصريحات المسؤولين الإيرانيين واضحة: أنهم يسيطرون على أربع عواصم عربية، فإيران تنطلق من أنها قوة إقليمية أساسية، وتريد أن تصبح قوة "عظمى". لهذا، تلعب بأوراق متعددة، منها الملف النووي، ومنها الخطاب حول القضية الفلسطينية، لكن أخطرها هو الهيمنة على المنطقة العربية من بيروت إلى صنعاء، مروراً ببغداد ودمشق.
الحزب طائفي، لأنه يعتمد على الطائفة الشيعية، وينطلق من الأيديولوجية التي تبلورت في عصور الانحطاط، خصوصاً مع الشيعية الصفوية، وهو عبر ذلك يعزّز وضع الرأسمالية "الشيعية"، وفئات وسطى "شيعية" في بنية النظام اللبناني. لكنه انطلاقاً من الأيديولوجية الشيعية (المصاغة بالتحديد من الشيعية الصفوية، وليس الشيعية العربية) يخدم الإستراتيجية الإيرانية، ويجعلها تمسك بأوراق متعددة وهي تفاوض أميركا، كما صرّح الرئيس الإيراني، حسن روحاني.
أُُجمل بالقول إن مرحلة المقاومة في ممارسة حزب الله انتهت سنة 2006، وأصبح يلعب دوراً مختلفاً ينطلق من مصالح فئات "شيعية"، تريد تعزيز وضعها في بنية النظام اللبناني، بحيث تسيطر هي على النظام في إطار المحاصصة الطائفية التي تحكمه. لكنه كذلك يلعب دور القوة "التنفيذية" للإستراتيجية الإيرانية، بعد أن درّبته ومولته. والخطاب "الوطني" الذي يكرّره لم يعد يعني شيئاً، ربما سوى دعم دوره العملي، كما فعل النظام السوري، كما أصبح الخطاب "الشيعي" صلة الوصل مع الإستراتيجية الإيرانية.
أنهى حزب الله حربه مع الدولة الصهيونية، وباتت حروبه ضد الشعوب، من أجل الحفاظ على نظم ملحقة بإيران، أو تريد إيران إلحاقها. والقضية الفلسطينية كالعادة هي الغطاء المتكرّر الذي يستخدم كذلك ستاراً يحمي من النقد أو الكشف على دوره الجديد. آمل أن يفعلها حزب الله، ويطلق صواريخه على الدولة الصهيونية، لتدمير نصفها، كما كرّر حسن نصرالله.