انطلقت حملات شعبية وحزبية في تركيا لتبديل المدخرات والمكتنزات بالعملات الصعبة بالليرة التركية، كرد شعبي على تراجع سعر صرف الليرة التركية وما يراه كثيرون استهدافاً من قبل الولايات المتحدة لاقتصاد بلادهم وعملتهم، نتيجة مواقفها السياسية.
ويعتبر أستاذ الاقتصاد في جامعة ماردين التركية، عبد الناصر الجاسم، أن للحملة التي أطلقتها الأحزاب وبعض التنظيمات الأهلية التركية اليوم السبت تأثيرات اقتصادية، ولكن محدودة.
إذ بموازاة حملة بدل الدولار بالليرة، هناك حملات أخرى وأقوى، بدأت تظهر في الأسواق
إذ بموازاة حملة بدل الدولار بالليرة، هناك حملات أخرى وأقوى، بدأت تظهر في الأسواق
بعد التهاوي بسعر الصرف، تدعو إلى تبديل الليرة بالدولار خوفاً من مزيد من تراجع سعر الليرة التي فقدت خلال يومين أكثر من 25% من قيمتها.
ويضيف أستاذ الاقتصاد لـ "العربي الجديد": "الحملات الشعبية، خاصة الدعوات الحزبية، ستنعكس نفسياً وشعبياً، لتظهر وقوف الشعب التركي إلى جانب حكومة بلاده، ليقينه أن ثمة حملة واستهدافاً يتعرض لهما الاقتصاد والليرة، والنقطة الثانية التخفيف، على الأقل، من المخاوف التي بدأت تلف الأسواق التركية، بعد ما يمكن تسميته "انهيار الليرة"، خاصة أن أسباب تراجع سعر صرف الليرة ليست اقتصادية، بل هي نفسية وسياسية بمجملها".
وبدأ حزب "الحركة القومية" التركي، اليوم، بحملة لتحويل العملة الصعبة في خزانته إلى الليرة التركية، بعدما أصدر زعيم الحزب دولت بهتشلي تعليمات إلى حزبه بتحويل العملات الصعبة المقدمة لخزانته كمساعدات إلى الليرة التركية.
وقال بيان صادر عن الحزب، إن بهتشلي وجّه تعليمات إلى نائبه المسؤول عن الشؤون المالية في الحزب مولود قرة قايا، بـ "تحويل العملة الصعبة المقدمة كمساعدات إلى خزانة الحزب خلال 2018، إن وجدت، إلى الليرة التركية، اعتباراً من الإثنين المقبل".
وقال بهتشلي في وقت سابق، معلقاً على انخفاض الليرة، إن "ارتفاع أسعار العملة الأجنبية مقابل الليرة ليس وراءه الاقتصاد، بل الابتزازات السياسية والدبلوماسية، ونحن لم ولن ننحني أمامها"، معتبراً أن الهدف من وراء رفع سعر العملة الأجنبية هو "النيل من بلادنا، واستكمال ما لم يتحقق في المحاولة الانقلابية الفاشلة".
ودعا المواطنين الأتراك إلى التكاتف من أجل مجابهة الارتفاع غير الحقيقي لسعر العملة الأجنبية بقوله: "إن الليرة التركية هي من سمعتنا وعفتنا وهي مصدر احترامنا ومستقبلنا ورمز لاستقلالنا، لنكن عونًا لعملتنا الوطنية".
وتأتي حملة "بدل الدولار بالليرة" استجابة لما طرحه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال حديثه يوم الجمعة لتلفزيون "تي آر تي" الحكومي: "إن كانت لديكم أموال بالدولار أو اليورو أو ذهب تدخرونه، اذهبوا إلى المصارف لتحويلها إلى الليرة التركية، إنه كفاح وطني". مؤكداً أن "أنقرة لن تخسر الحرب الاقتصادية"، وأن بلاده مستعدة لجميع الاحتمالات الاقتصادية السلبية التي قد تواجهها. وطمأن شعب بلاده بأنه "لا داعي للقلق، فلا يمكن إعاقة مسيرتنا بالدولار وسواه".
وقال الرئيس التركي، رداً على من يراهن على انهيار الاقتصاد التركي بعد تهاوي سعر صرف الليرة: "أوصي بألا يتحمّس أولئك المتربصون بسعر صرف العملات الأجنبية والفائدة"، مشدداً على أن "الشعب التركي سيرد على معلني الحرب الاقتصادية ضد تركيا"، مؤكداً أنّ اقتصاد بلاده سيحقق نمواً جيداً خلال العام الجاري 2018، على الرغم من الحرب المعلنة ضده من قِبل بعض الجهات الدولية.