اندلع حريق في مرفأ بيروت، اليوم الثلاثاء، ناجم عن ردم بقايا مخلفات الانفجار الذي وقع بتاريخ الرابع من أغسطس/ آب الماضي في بؤرة لتجميع النفايات.
وأعاد مشهد النيران والدخان الكثيف، الذي غطّى سماء مرفأ بيروت، وأصوات صفارات الدفاع المدني وفوج الإطفاء، إلى أذهان اللبنانيين اليوم المأساوي الذي لن ينساه المواطنون بسهولةٍ، علماً أن حريقاً كان سبق الانفجار، ولا سيما أن المسؤولين عن المجزرة التي أودت بحياة ما لا يقلّ عن 191 شخصاً، عدا عن الإصابات والخسائر المادية والتداعيات النفسية، لا يزالون خارج السجون ومراكز التوقيف، لا بل هم أنفسهم يقررون اليوم مصير البلد بتأليف حكومة جديدة تنقذ البلد من الانهيار الاقتصادي.
حريق جديد في مرفأ بيروت المدمر... pic.twitter.com/gPsv8ruR2W
— Salman Andary (@salmanonline) September 8, 2020
وسريعاً، اجتاحت صور الحريق والفيديوهات "تويتر"، وعبّر المغرّدون كل على طريقته عن تأثير انفجار مرفأ بيروت عليه، وأن أي حريق يحصل في مرفق عام أو حادث يطاوله سيحدث مخاوف من امتداده وتكرار مشهد دموي، خصوصاً أنهم يفقدون الثقة بالطبقة الحاكمة ويتوقعون كل شيء منها. وأشار ناشطون إلى أنهم ما إن شاهدوا الحريق حتى سارعوا إلى فتح النوافذ والدخول إلى المنزل ومغادرة محيط المكان تخوفاً من أي تطوّر.
الله لا يسامحكن كيف رعبتونا وعم تعيشونا بالرجفة والخوف
— Fatima Abdallah (@abdallah_fatima) September 8, 2020
حريق نفايات بالمرفأ، حسب رواية #الدفاع_المدني لـ"النهار"، بس قشط قلبنا ورجف جسمنا واهتزّت روحنا
من هلق لتخلص الدني الله لا يسامحكن#مرفأ_بيروت pic.twitter.com/RynEQ59Kq1
وفي وقت لاحق، أعلن بيان للجيش اللبناني عن "تمكن وحدات فوج الأشغال المستقل في الجيش اللبناني، بالتعاون مع عناصر الدفاع المدني وبمؤازرة فوج إطفاء بيروت، من إخماد حريق شبّ في الردميات المختلطة بنفايات وبقايا أخشاب وإطارات غير صالحة في مرفأ بيروت.
ولا يزال مرفأ بيروت أشبه بمغارة يلفها الغموض وداخلها مجهول بحيث تنكشف المزيد من الخفايا مع مرور الوقت، وآخرها إعلان الجيش اللبناني قبل أيام أنه بناءً على طلب من مفرزة جمارك مرفأ بيروت، قام فوج الهندسة في الجيش بالكشف على 4 مستوعبات في "بؤرة الحجز" التابعة للجمارك خارج المرفأ قرب المدخل رقم 9، فتبيّن أنّها تحتوي على كمية من مادة نترات الأمونيوم تبلغ زنتها حوالي 4 أطنان و350 كيلوغراماً، وعملت وحدات من فوج الهندسة على معالجتها.
وتتواصل عمليات المسح في عدد من المناطق المتضررة من جرّاء انفجار مرفأ بيروت، وتقوم فرق مختصة بالكشف على الوحدات السكنية المحيطة.