حروب العراق: نزيف بتريليون دولار

10 نوفمبر 2014
أموال الحروب تؤمّن الرفاهية لكل العراقيين (أحمد ربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
لا تُحتسب الخسائر التي تكبدها الاقتصاد العراقي منذ عام 2003 حتى اليوم بملايين الدولارات. في بلد الفقر والبطالة، يتم تقدير الخسائر بأكثر من تريليون دولار أميركي. مبلغ يمكن أن يعمّر بلداً كاملاً، ويؤمن الرفاهية لكل الشعب العراقي. 
إذ تشير دراسات حكومية إلى أن العراق تكبد خلال حربه مع الولايات المتحدة الأميركية منذ ‏عام 2003 حتى عام 2013 خسائر نتيجة الفساد الذي عم البلاد بنحو 300 مليار دولار. ليضاف إلى هذه المبالغ خسائر القطاع النفطي في العراق حتى عام 2011، التي بلغت 493 مليار دولار، والناجمة عن تعطل المشاريع وتأجيلها، وفق دراسة شركة "دي تي آي" الأميركية لشؤون الطاقة.

هدر وفساد
وفوق كل هذه الأرقام، تأتي خسائر البنى التحتية نتيجة القصف والتفجيرات، والتي تقدر أيضاً بمليارات الدولارات. فيما خسر العراق خلال ‏الأشهر الماضية نتيجة استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية على عدد من ‏المحافظات العراقية، نحو 27 مليار دولار.
يقول نائب محافظ المصرف المركزي العراقي السابق مظهر محمد صالح ‏لـ"العربي الجديد"، إنه بعد الحرب الأميركية على العراق في عام 2003 ‏اتجه العراق إلى تكوين موازناته السنوية التي يمكن على أساسها احتساب ‏الناتج المحلي الكلي للبلاد. فقد قدرت إيرادات النفط منذ عام 2004 حتى عام ‏‏2013 بـ750 مليار دولار، وهي تشكل الإيرادات الأساسية في الموازنات السنوية. لكن كل ‏تلك الموازنات، وفق صالح، لم تأت بثمارها على أرض الواقع.
ويشرح أنه "عند احتساب حجم الموازنات ومطابقتها ‏مع المشاريع المنفذة فعلياً نجد أن 25% منها تم ‏صرفه على المشاريع، والباقي تم هدره بشكل كامل".‏
ويتابع صالح أن "أكثر من 300 مليار دولار تم هدرها بين فساد إداري ‏ومشاريع لم تنفذ. ومن أسباب هذا الهدر، مخلفات الحرب على العراق وما تبعها ‏من حرب أهلية في العامين 2006 و2007. حيث تعطلت مئات ‏المشاريع، وارتفعت معها معدلات الفقر والبطالة". ويلفت صالح إلى أن "غالبية المشاريع ‏تقع في محافظات حدثت فيها معارك بين القوات الأمنية ‏والمليشيات من جهة والأهالي فيما بينهم من جهة أخرى. واقع أدى إلى وقف عدد كبير من المشاريع التي صرفت عليها مليارات الدولارات".
أما بعد دخول تنظيم داعش إلى العراق، فقد تكبدت البلاد خسائر ‏كبيرة أيضاً. ويشرح صالح أن "إجمالي الناتج المحلي السنوي ‏لعام 2014 يصل إلى 270 تريليون دينار. ونتيجة العمليات العسكرية التي نفذت في خمس محافظات (وهي ‏‏نينوى، صلاح الدين، كركوك، ديالى، الأنبار)، يمكن التأكيد أن نحو 15% من الناتج المحلي تم هدره، أي ما يقارب 27 مليار دولار".‏
أما وكيل وزارة التخطيط العراقية، مهدي العلاق، فيؤكد في حديث مع "العربي ‏الجديد"، أن "إحصاءات الوزارة تشير إلى أن الخسائر المتعلقة بالموازنة التي تكبدها ‏العراق منذ عام 2003 وحتى الآن قريبة من 300 مليار دولار.
ويلفت العلاق إلى أن تنظيم داعش قام بتفجير ‏‏36 جسراً حتى الآن، فضلاً عن تسبب الاشتباكات الدائرة في خمس محافظات بهدم المؤسسات الحكومية والأهلية. إضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة إلى ‏‏25%، وكذلك ازدياد معدلات الفقر إلى 30% بعدما كانت 13% في ‏عام 2013‏.
ومن ضمن الفاتورة الحربية المستمرة، طرح رئيس ‏الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أخيراً، مشروع تأسيس ‏صندوق لإعادة إعمار المحافظات التي تتأثر بالحرب الدائرة حالياً. وسيتم تمويل الصندوق من الواردات النفطية العراقية، إضافة إلى المنح والمساعدات الخارجية.
المساهمون