حراك جديد داخل بغداد لتوسيع جبهة المعارضة البرلمانية

02 سبتمبر 2019
عمار الحكيم يقود جهوداً لتوسيع جبهة المعارضة(أحمد الربيع/فرانس برس)
+ الخط -

يضيق الخناق على حكومة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي من محاور عدّة، أبرزها الضغط الشعبي بفعل تردي الخدمات، وتصاعد معدلات الفقر والبطالة، إلى جانب تغول سلطة المليشيات وتلكؤ وعود إنهاء المظاهر المسلحة وصولاً إلى عودة المطالبات بإخراج القوات الأميركية من البلاد وإنهاء اتفاقية الشراكة الأمنية بين الولايات المتحدة والعراق على أثر استهداف مقرات "الحشد الشعبي"، والذي تأخرت فيه الحكومة في إعلان نتائج التحقيق رغم مرور أسبوع على المهلة التي حددتها مسبقاً لإعلان النتائج، انتهاءً بالحراك الحالي لزعيم تيار "الحكمة"، عمار الحكيم، والذي يسعى من خلاله إلى توسعة جبهة المعارضة البرلمانية لحكومة عبد المهدي وزيادة عدد الموقعين على طلبات استجواب وزراء بالحكومة.

وفي هذا الصدّد، كشفت مصادر عراقية في بغداد لـ"العربي الجديد"، عن حراك جديد وواسع يقوم به تيار "الحكمة"، المعارض بزعامة رجل الدين عمار الحكيم، بهدف تشكيل جبهة واسعة للمعارضة العراقية تضم كتلاً أخرى داخل البرلمان.


ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن الحراك ركّز على القوى التي لم تشترك في حكومة عبد المهدي، خصوصاً في تحالف "الإصلاح"، الذي يضم كتلاً وأحزاباً عربية شيعية وسنية مختلفة، لم تحصل على ما تعتقد أنه حصتها من المناصب الحكومية، مشيرةً إلى أن "الحراك يهدف لجذب تلك الكتل وتكوين جبهة أوسع يكون لها أكثر من 100 مقعد في البرلمان".

ولفتت المصادر إلى أن هذه "الجبهة لن تعمل على إسقاط الحكومة أو استهدافها، بل سينصب تركيزها على مراقبة الأخطاء في عمل الوزراء والمسؤولين ومحاولة تصحيحها بشكل ينسجم مع ما يجري في الديمقراطيات الغربية الراسخة".

وبينت أنّ الحوارات مستمرة مع أكثر من طرف، إلا أن تحالف "النصر" بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، يعد من أبرز القوى القريبة لتيار "الحكمة" من حيث التوجهات.

في المقابل، أكد المتحدث باسم كتلة "النصر"، النائب فلاح الخفاجي، تلك المعلومات، وذلك عبر تصريح سابق له قال فيه إنّ "تحالفه يبحث خيار الانضمام إلى تيار (الحكمة) بهدف بناء خارطة سياسية جديدة معارضة تحمل توجهات جديدة، وهناك مباحثات بهذا الخصوص".

وأشار إلى أن تحالف "الإصلاح" لم يعد له وجود بعد خروج "الحكمة" منه وإعلانه خيار المعارضة.

وفي يونيو/حزيران الماضي أعلن تيار "الحكمة" عن خروجه من تحالف "الإصلاح" وتشكيل أول نواة للمعارضة العراقية.

وتحدث عمار الحكيم عن قرب تشكيل حكومة ظل، مبيناً خلال كلمة ألقاها أمام أنصاره، السبت الماضي، أن تياره "ماض نحو التغيير مهما كلفه الثمن".

ولفت إلى "الشروع بتشكيل جبهة للمعارضة العراقية، والتي ستعلن أول حكومة ظل تشخص وتقترح البدائل المناسبة في المعالجة"، مبيناً أن تياره يتعرض لمختلف أنواع الضغوط التي وصفها بـ"الأساليب الرخيصة في الكذب والتدليس".

يشار إلى أن الحكومات العراقية المتعاقبة منذ الاحتلال الأميركي للبلاد عام 2003، لم تشهد وجود أحزاب معارضة، وهو ما خلق خللاً في بنية النظام السياسي، بحسب رئيس مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية، خالد عليوي، الذي أكد في مؤتمر أقيم بهذا الشأن، أن السبب الأساس في عدم وجود المعارضة هو عدم قبول أي من الأطراف السياسية بخسارة مواقعها في السلطة.

وبين أن بعض القوى السياسية بدأت تتحدث الآن وبعد مرور 16 عاماً على التغيير الذي أحدثه الاحتلال الأميركي عن خيار المعارضة، مشدداً على أهمية "هذا الأمر لبناء النظام السياسي البرلماني".

ويقول مراقبون إنّ الحراك الحالي يرسخ ثقافة المعارضة البرلمانية في العراق وبشكل هو الأكثر جدية منذ الغزو الأميركي للبلاد، إلا أن الإطاحة بالحكومات أو سحب ثقة من وزراء لا يزال مقيداً بالتوافق الداخلي والخارجي.


ووفقاً للباحث بالشأن العراقي أحمد الشمري، فإنّ إيران والولايات المتحدة لاعبان خارجيان بالخلطات السياسية في العراق، وداخلياً فإن قوى دينية وسياسية مختلفة ومعادلات طائفية تحكم أي تغيير في الحكومة والبرلمان بما يتعلق برئاستهما.

وأضاف الشمري، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "مع ذلك يبقى الحراك إيجابياً شرط ألا يبقى محصوراً على الذين لم يحصلوا على مكاسب فيكون توجههم انتقاميا أو ابتزازيا للحكومة وليس للتقويم والإصلاح، وكذلك أن تكون جبهة المعارضة غير طائفية ويشارك بها العرب السنة والشيعة ومكونات أخرى، يرفعون لواء وطنيا وليس مكوناتيا".