وفي حين، ما زالت أسباب اندلاع هذه الحرائق في غابات المغرب مجهولة، فإن أصابع الاتهام وجهت أساساً إلى العامل البشري، إما بسبب الإهمال وضعف الوعي بأهمية الغابة، إما بسبب "انتقام" مهاجرين أفارقة غير نظاميين، كما يرجّح أن يكون السبب اشتداد الحرارة هذا العام في المغرب.
ويُعتبر أكبر حريق عرفه المغرب خلال السنوات الأخيرة، الحريق الذي اندلع قبل أيام قليلة في غابة جبل كوركو، بنواحي مدينة الناظور، الموجودة في الريف الشمالي المغربي، حيث التهم الحريق أكثر من 200 هكتار، أدى إلى استنفار السلطات المغربية لأجهزتها ومعداتها، قصد إخماد الحريق الذي دام يومين متوالين.
وحشدت السلطات المغربية طائرات من نوع "كنادير" لمواجهة الحرائق، التي انتشرت سريعا في غابة كوركو، وهي طائرات يقول المتخصصون إنها تتميز بقدرتها على التزود بالمياه دون الهبوط على اليابسة، فضلا عن طائرات تابعة للدرك الملكي، ساهمت في الحد من الحريق المهول بالغابة المذكورة.
وعزا مراقبون صعوبة إخماد الحريق في بدايته داخل غابة كوركو، البعيدة عن الناظور بحوالي 15 كيلومترا، إلى انطلاق ألسنة اللهب من منطقة داخل الغابة تتسم بتضاريس وعرة، كما ساهمت الرياح القوية التي تعرفها المنطقة منذ أيام خلت، في تأجيج ألسنة النيران المشتعلة.
إلى ذلك، اشتبهت أجهزة الأمن المغربي في تورط مهاجرين أفارقة ينحدرون من دول جنوب الصحراء في إضرام النار عمداً في الغابة لأسباب "انتقامية"، وأيضاً لإلهاء رجال الأمن بالحريق، ومحاولة الهجرة السرية إلى مدينة مليلية القريبة، والتي توجد تحت السيادة الإسبانية".
وذكر الأمن المغربي أن مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين من دول جنوب الصحراء، أضرموا النار بشكل عمدي في غابة كوركو، المجاورة للشريط المحاذي لمدينة مليلية، وذلك لشغل القوات العمومية، وتسهيل عملية اقتحامهم للسياج الحديدي، قبل أن يعمدوا إلى رشق سيارات الأمن بالحجارة.
وليس حريق كوركو وحده الذي قضّ مضجع مسؤولين كبار، منهم الجنرال عبد الكريم اليعقوبي، مدير جهاز الوقاية المدنية بالمغرب، والذي زار المنطقة للوقوف على الخسائر التي منيت بها الغابة، بل أيضا اندلع حريق مؤخرا في غابة سيدي عثمان بزايو، ضواحي الناظور، وآخر في غابة إكسان بالناظور أيضا.
وشهدت غابة "إيزارن"، أحد أكبر الغابات في المغرب، بالقرب من مدينة وزان، حريقا مهولا التهم العديد من الهكتارات الغابوية، دون معرفة الأسباب الناجمة عنه، كما عرفت غابة "الجويدار" بإقليم تاونات حريقاً التهمت ألسنته أكثر من أربع هكتارات من الأشجار.
وتشير إحصائيات المندوبية السامية للمياه والغابات، وهي مؤسسة حكومية تعنى بالقطاع الغابوي في المملكة، إلى أنه منذ بداية السنة الجارية وإلى حدود الشهر الجاري، اندلع 84 حريقا في مختلف غابات البلاد، مسجلة ارتفاعاً في عدد الحرائق، مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية.