حذيفة زوبع.. ذلك القلب العنيد

23 ابريل 2015
+ الخط -

حذيفة حمزة زوبع، الناقم على الجميع، الإسلاميين والليبراليين الجدد والإمبريالية العالمية واللادينيين وأميركا! صحيح، الموت لأميركا كانت هي العبارة المكتوبة على غلاف حساب حذيفة على فيسبوك لشهور.


الولع في الثورة

حذيفة، الذي يؤمن بأن التظاهرات التي يرعاها تحالف دعم الشرعية لا جدوى منها، إلا أنه يشارك فيها ثأراً لأصدقائه الذين استشهدوا في رابعة العدوية وما تلاها، وحفظاً لعهدهم الذي يرفض نقضه رغم عدم إيمانه بهذه التظاهرات. حذيفة، الذي يفخر بحمله لاسم والده، حمزة زوبع، "القيادي الإخواني"، رغم رؤيته أن ما تقوم به الجماعة هو "عك سياسي" لا طائل منه سوى الدم، بل يرى في حل الجماعة أصلاً أحد الحلول للخروج من الأزمة الراهنة التي عصفت وتعصف كل يوم بمصر. "أنا شيخ فلتان"، هذا هو حذيفة.


حذيفة تم اعتقاله، ادع له

عرفت عن اعتقال حذيفة من أحد أصدقائي الموجودين في اسطنبول في الثالثة من صباح يوم اعتقاله، هاتفني صديقي لإغلاق حساب حذيفة على فيسبوك، الأمر الذي أصبح اعتيادياً بعد الانقلاب العسكري في حالة اعتقال أحد الشباب المعروفين بالنشاط ضد السلطة العسكرية، حاولت إغلاق الحساب لكن دون جدوى فالساعة متأخرة جداً، ولا مجيب. دعوت الله أن يلهمه الصبر، وتمر هذه المرة كسابقتها! نعم سابقتها.

ولمن لا يعلم، فحذيفة تم اعتقاله منذ أكثر من عام وتحديداً في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2013، بسبب رفعه علامة رابعة للواء شرطة قرب إحدى إشارات مرور القاهرة، إلا أن الأمور مرت بخير.


جلد حذيفة

عرفت حذيفة قبل الانقلاب العسكري بقليل، عرّفني بنفسه، وطلب مني أن يعمل معي في أي شبكة إخبارية من التي أعمل معها وقتها، كان يحُب الرياضة، وكان طلبه أن يعمل في هذا المجال كمراسل وكاتب رياضي، لكن تأتي الرياحُ بما لا تشتهي السفن، أتى الانقلاب وانقلبت بعض الشيء ميول حذيفة، من مهتم بالحقل الرياضي إلى منغمس في الشأن السياسي رغماً عنه، كغيره ممّن قلَب الانقلاب حياتهم.

كتب حذيفة مقالًا يطلب فيه من قيادات جماعة الإخوان المسلمين حل الجماعة، وما إن نُشر المقال حتى امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي به، ليس لوجاهة الأسباب فقط، بل لأن الكاتب هو ابن القيادي الإخواني حمزة زوبع.

ومن سخرية القدر في هذا المقال بالتحديد أن معتز بالله عبد الفتاح قام بنشر المقال على صفحته، وأفرد للمقال تحليلاً في جريدة الوطن، وكان معتز قد قام في وقتٍ سابق بحظر حذيفة من حسابه الشخصي على فيسبوك بسبب سب حذيفة له بالأب والأم على ما أعتقد! يا لسخرية القدر.

ناهيك عن إفراد إعلام النظام صفحات لمناقشة المقال، والطلب من حذيفة الظهور في برامج التوك شو للتعليق على المقال!

تبع المقال المثير للجدل حالة هجوم غير منطقية وغير مفهومة من مؤيدي الشرعية والرئيس محمد مرسي، حتى وصل الأمر لوصفه بأنه "أمنجي"، وأفرد أحد الكتّاب الكبار المؤيدين للشرعية مقالاً يهاجم فيه حذيفة ويهاجم فيه المقال، وكأنه كَفر.

رسالة من حذيفة القابع في زنزانته، إلى "القابعين" في الغرف الفندقية:

هاتفت حذيفة بعد اعتقاله ثابتٌ كما هو، لم يتغيّر كما عهده، لكن الظرف مختلف اختلاف النهار والليل، وأنقل لكم مضمون رسالته بتصرفٍ بسيط.

هاجم حذيفة القابعين في الغرف المكيّفة كما في مقاله الشهير، "ربما أثناء عودتهم من مسيرة ثورية أو فعالية سياسية"، لكنهم استقبلوا هجمومه في غرفهم بهجوم أشد كهجوم القاعد على المجاهد، فهو الذي يثور كل يوم ويكون عُرضة للاعتقال كل ساعة، وهم لا عمل لهم وشغل سوى التنظير والتمني بالأمنيات وخداع قواعدهم المخدوعة بالأساس.

والآن أين حذيفة؟ رهن الاعتقال.

والآن أين هم؟ قابعون في الغرف الفندقية.

الحرية لحذيفة حمزة زوبع.


* حذيفة زوبع: ناشط مصري معتقل، ومن أسرة كتاب ملحق جيل

المساهمون