كشفت الصور المُسربة مؤخراً من غرفة ملابس فريق برشلونة الإسباني، وتحديداً صور حذاء النجم البرازيلي كوتينيو، أن الأخير ما زال يعتمد سياسة ثقب حذائه من الخلف قبل خوض أي مباراة. لماذا يعتمد هذه الطريقة؟ وما هي المشكلة التي تدفع به إلى إحداث هذا الثقب الغريب؟
ورغم أن الثقب في حذاء كوتينيو لم يثر الجدل كثيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن البعض قال إنه يصنع هذه الفتحة من الخلف، لأنه يعاني من وجود فقاعات هوائية في قدمه، والتي تزعج كثيراً في حال الضغط عليها خلال ممارسة الرياضة، وتحديداً عند ارتداء الأحذية الضيقة.
لماذا يصنع كوتينيو الثقب؟
لاحظت الجماهير وجود ثقب في حذاء كوتينيو عندما كان مع لفربول، حيثُ كان يُحدث فجوة في الحذاء من الخلف وتميل نحو اليمين أكثر. لكن الآن، وبعد مرور أشهر طويلة على ذلك، كرر نفس الأمر مع فريقه الجديد برشلونة، وهو الأمر الذي يُشير إلى أن البرازيلي لا يعاني من مشكلة تتعلق بفقاعات على الجلد، إنما الأمر أبعد بكثير من ذلك.
وفي هذا الإطار، كشفت الأبحاث والدراسات أن كوتينيو ربما يعاني من تشوه في العظمة الخلفية للقدم، وهو ما يُعرف بـ"هاغلوند"، وهو قريب إلى توسع في العظمة على مستوى الكعب، وعندها تصبح الأنسجة رخوة وتصبح عملية ارتداء الأحذية مزعجة، كما أن الأمر قد يؤدي إلى التهاب كيسي مزعج (كيس مملوء بالسوائل بين الوتر والعظام).
وبالتالي، فإن البرازيلي كوتينيو عندما يرتدي حذاء كرة القدم الضيق يعاني من مشكلة في التعامل ربما مع عظمة قدمه الخلفية، خصوصاً عندما يبذل مجهودا خلال التدريبات والمباريات، لأن هذه العظمة، وفي حال عدم وجود هذا الثقب في الخلف ستتسبب في ألم لكوتينيو، وبالتالي تعيق تحركه وسرعته وتؤثر في النهاية على مردوده مع الفريق.
والمُلفت أن كوتينيو يثقب حذاء القدم اليُمنى فقط دون اليُسرى، وهو الأمر الذي يؤكد وجود شيء مخفي يتعلق بقدم اللاعب البرازيلي اليُمنى. في وقت يُشير بحث خاص نُشر عبر موقع "يوتيوب" إلى أن كوتينيو يتعامل مع هذه الإصابة الدائمة أو التشوه الجسدي بطريقة فعالة، عبر إحداث هذا الثقب للتخفيف من حدة الوجع خلال ارتداء الحذاء والمشاركة في المباريات.
هل هناك علاج ووقاية؟
تُشير الأبحاث والدراسات الطبية إلى أن مشكلة "هاغلوند" تحتاج إلى علاج ووقاية، ومن أبرز الطرق للوقاية هو ارتداء حذاء مفتوح من الخلف (إحداث ثقب). تناول مواد مضادة للاتهابات مصرح بها من الوكالة الدولية للمنشطات مثل "إيبوربروفن". وضع القدم في الثلج لمدة تتراوح بين 20 و40 دقيقة للتخفيف من التورم.
ومن الممكن الخضوع لجلسات علاج عبر الموجات الصوتية، الخضوع لجلسات من التدليك اللطيف للقدم، أو ارتداء ضمادات خاصة للقدم تُسمى "Orthotics". في وقت قد يطلب الطبيب تدخلا جراحيا لمعالجة المشكلة، حيثُ تتم إزالة العظمة الزائدة أو الضغط عليها لتغيير مكانها ودفعها إلى الأمام.
وربما لم يذكر كوتينيو إن كان يُعاني من هذه المشكلة، لأن العملية الجراحية وإن حدثت تتطلب حوالي ثمانية أسابيع للتعافي (شهرين)، وهو الأمر الذي يعني غياب البرازيلي لفترة طويلة قد تصل إلى حدود الثلاثة أشهر، مع فترة التحضير البدني والشفاء الكامل.
ومن أبرز الطرق لتفادي حدوث هذه الإصابة، تجنب ارتداء الأحذية الضيقة جداً أو الصلبة، خصوصاً لفترة طويلة من الزمن. تجنب الركض على أرض صلبة أو إلى الأعلى. ارتداء أحذية طبية خاصة تساهم في الحفاظ على سلامة القدم من الخلف، ممارسة الرياضة يومياً والقيام بتدريبات التمديد للعضلات.
في النهاية، لا يمكن معرفة السبب الحقيقي وراء ارتداء كوتينيو أحذية مثقوبة من الخلف إلا عن طريق الكشف الطبي من فريق برشلونة، وهي المشكلة التي قد تدفع شركات تصميم الأحذية الرياضية، خصوصاً "نايك" و"أديداس"، إلى صناعة أحذية جديدة بثقوب من الخلف بدون حاجة إلى إحداث هذا الثقب بعد التصنيع والشراء.