74 في المائة من الشباب المغاربة الملتحقين بداعش، يتحدرون من أسر معوزة ويعيشون في أحياء فقيرة أو هامشية في الضواحي، ما يجعل إغراءات التنظيم طوق نجاة لهم من الفقر والتهميش. كذلك، فإنهم بأكثرهم غير متعلمين كفاية
أفاد بحث ميداني حقوقي في المغرب بأن 84 في المائة من "الجهاديين المغاربة" الذين التحقوا بتنظيم "داعش" أو ما يسمى بـ "الدولة الإسلامية"، لم يبلغوا سوى مستوى تعليمي بسيط يتراوح بين الابتدائي والإعدادي، بينما 6 في المائة فقط وصلوا إلى المستوى الثانوي، وأقل من 10 في المائة تلقوا تعليماً جامعياً. وتعدّ منطقة شمال المغرب، لا سيما مدن طنجة وتطوان والفنيدق، أبرز مصدّر لهؤلاء الشباب الذين يتوجّهون للقتال في البؤر المضطربة، لا سيّما سورية والعراق.
وفق نسب تقريبية نشرها تقرير لمرصد الشمال لحقوق الإنسان، فإن هؤلاء "الجهاديين المغاربة" الذين يتحدرون من بعض مناطق الشمال والذين ينضمّون إلى داعش، يشكّلون أكثر من 34 في المائة من المقاتلين الذين بايعوا أبا بكر البغدادي.
وبعدما كان عدد هؤلاء المقاتلين المغاربة يصل إلى نحو 35 "جهادياً" كل شهر خلال السنة المنصرمة، إلا أنه انخفض بشكل ملموس. خلال النصف الأول من العام الجاري، كان نحو ثلاثة مقاتلين فقط يغادرون البلاد، بحسب ما جاء في تقرير مرصد الشمال لحقوق الإنسان وهو منظمة حقوقية غير حكومية تتابع ملف التطرف في شمال المملكة المغربية.
ويعزو مدير المرصد محمد بن عيسى تناقص عدد "الجهاديين المغاربة" الذين ينطلقون من شمال البلاد، إلى ما سمّاه "الخطة الأمنية الاستباقية التي تنهجها الاستخبارات المغربية، بالإضافة إلى اقتناع كثيرين بمخاطر الجهاد في سورية وضبابيّة الصورة على الأرض". وعلى الرغم من هذا الانخفاض، إلا أن هذه المنطقة تبقى "حديقة خلفية" تزوّد التنظيم المتطرّف بعديد من المقاتلين، منهم من وصل إلى رتب عالية.
وعن العوامل التي تجذب شباب شمال المغرب إلى "داعش"، يقول الخبير في الحركات الإسلامية منتصر حمادة، إن أسباب الظاهرة الجهادية عموماً تعدّ مركّبة، ويتداخل فيها ما هو اجتماعي ونفسي وديني، بالإضافة إلى أسباب أخرى". ويؤكد لـ "العربي الجديد أن "عديد الجهاديين من شمال المغرب بالذات، يُحيل إلى هذه المُحددات". ويلفت حمادة إلى عامل مؤثر في توجه أبناء الشمال، يرتبط "بتبعات حقبة التهميش الاجتماعي والاقتصادي الذي طاول مدناً عديدة في المنطقة منذ عقود. وهو ما يجعل داعش ملجأ بالنسبة إلى عدد من هؤلاء". يضيف أنه "ليس مصادفة أن تكون كبرى الورش الاقتصادية في المغرب على عهد الملك محمد السادس، تتعلق بهذه المنطقة بالذات، وذلك في إطار التأسيس للمصالحة السياسية والاقتصادية مع سكان المنطقة، وأيضاً في إطار المنافسة الاقتصادية الاستراتيجية مع الجارة إسبانيا".
ويذكر عاملاً محدداً آخر يتمثل في "وجود رموز إسلامية جهادية عديدة في المنطقة، من الذين كانوا يروّجون لخطاب إسلامي متشدد. وبعدما اعتقلت هذه الرموز بأكثريتها، انخرطت في ما اصطلح تسميته المراجعات الفكرية، قبل أن يفرج عنها". ويوضح حمادة أن منطقة الشمال تحديداً في الحقبة التي سبقت أحداث "الربيع العربي"، كانت تتميز بوجود أبرز رموز وقواعد الجماعات الإسلامية التكفيرية الأبرز في المغرب. ويشير كذلك إلى "سوابق تاريخية تقف وراء تغلغل الخطاب الإسلامي المتشدد في منطقة شمال المغرب".
وكان تقرير سابق لمرصد الشمال لحقوق الإنسان قد أضاف إلى العوامل الجاذبة لهؤلاء الشباب إلى داعش، "دوافع دنيوية خصوصاً، بينما الدوافع الدينية تظل ثانوية وغير حاسمة. عدد كبير من الشباب العاطلين من العمل يطمحون إلى عيش حياة رغيدة". تابع أن 74 في المائة من هؤلاء يتحدرون من أسر معوزة ويعيشون في أحياء فقيرة أو هامشية في ضواحي المدن، ما يجعل إغراءات داعش بالنسبة إليهم طوق نجاة من الفقر والتهميش. ويوضح أن كثيرين هم الذين تأثروا بشكل واضح بما يُبثّ عبر مواقع التواصل الاجتماعي من صور وتسجيلات فيديو تُظهر "جهاديين" في التنظيم وهم في رخاء، بالإضافة إلى المتداول حول الإغراءات المادية التي تُمنح لمقاتلي داعش.
في السياق نفسه، بيّنت تقارير حقوقية واستخباراتية أن العوامل الدنيوية تفوّقت على تلك الدينية في جذب شباب الشمال والمهمّشين خصوصاً إلى تنظيم "داعش". وأوضحت أن عدداً من الوجوه المعروفة في التنظيم المتطرّف قررت "الجهاد" فقط من أجل "تحقيق الذات" و"الرغد والحصول على مكافآت شهرية"، إلى جانب "لعب دور بطولي".
وترصد الباحثة في علم الاجتماع ابتسام العوفير محدداً رئيساً آخر غير الإغراء الدنيوي أو الخلاص من الفقر أو حتى الأيديولوجية الدينية، ألا وهو "الإغراء الجنسي". وتقول إن "داعش يسيطر على عقول عدد من الشباب صغار السن، من خلال وعود بالتمتع الجنسي مع تعدد الزوجات، أو ما يسمى بجهاد النكاح".
اقرأ أيضاً: طلاب جهاديّون ينفّذون هجمات إرهابيّة في تونس
أفاد بحث ميداني حقوقي في المغرب بأن 84 في المائة من "الجهاديين المغاربة" الذين التحقوا بتنظيم "داعش" أو ما يسمى بـ "الدولة الإسلامية"، لم يبلغوا سوى مستوى تعليمي بسيط يتراوح بين الابتدائي والإعدادي، بينما 6 في المائة فقط وصلوا إلى المستوى الثانوي، وأقل من 10 في المائة تلقوا تعليماً جامعياً. وتعدّ منطقة شمال المغرب، لا سيما مدن طنجة وتطوان والفنيدق، أبرز مصدّر لهؤلاء الشباب الذين يتوجّهون للقتال في البؤر المضطربة، لا سيّما سورية والعراق.
وفق نسب تقريبية نشرها تقرير لمرصد الشمال لحقوق الإنسان، فإن هؤلاء "الجهاديين المغاربة" الذين يتحدرون من بعض مناطق الشمال والذين ينضمّون إلى داعش، يشكّلون أكثر من 34 في المائة من المقاتلين الذين بايعوا أبا بكر البغدادي.
وبعدما كان عدد هؤلاء المقاتلين المغاربة يصل إلى نحو 35 "جهادياً" كل شهر خلال السنة المنصرمة، إلا أنه انخفض بشكل ملموس. خلال النصف الأول من العام الجاري، كان نحو ثلاثة مقاتلين فقط يغادرون البلاد، بحسب ما جاء في تقرير مرصد الشمال لحقوق الإنسان وهو منظمة حقوقية غير حكومية تتابع ملف التطرف في شمال المملكة المغربية.
ويعزو مدير المرصد محمد بن عيسى تناقص عدد "الجهاديين المغاربة" الذين ينطلقون من شمال البلاد، إلى ما سمّاه "الخطة الأمنية الاستباقية التي تنهجها الاستخبارات المغربية، بالإضافة إلى اقتناع كثيرين بمخاطر الجهاد في سورية وضبابيّة الصورة على الأرض". وعلى الرغم من هذا الانخفاض، إلا أن هذه المنطقة تبقى "حديقة خلفية" تزوّد التنظيم المتطرّف بعديد من المقاتلين، منهم من وصل إلى رتب عالية.
وعن العوامل التي تجذب شباب شمال المغرب إلى "داعش"، يقول الخبير في الحركات الإسلامية منتصر حمادة، إن أسباب الظاهرة الجهادية عموماً تعدّ مركّبة، ويتداخل فيها ما هو اجتماعي ونفسي وديني، بالإضافة إلى أسباب أخرى". ويؤكد لـ "العربي الجديد أن "عديد الجهاديين من شمال المغرب بالذات، يُحيل إلى هذه المُحددات". ويلفت حمادة إلى عامل مؤثر في توجه أبناء الشمال، يرتبط "بتبعات حقبة التهميش الاجتماعي والاقتصادي الذي طاول مدناً عديدة في المنطقة منذ عقود. وهو ما يجعل داعش ملجأ بالنسبة إلى عدد من هؤلاء". يضيف أنه "ليس مصادفة أن تكون كبرى الورش الاقتصادية في المغرب على عهد الملك محمد السادس، تتعلق بهذه المنطقة بالذات، وذلك في إطار التأسيس للمصالحة السياسية والاقتصادية مع سكان المنطقة، وأيضاً في إطار المنافسة الاقتصادية الاستراتيجية مع الجارة إسبانيا".
ويذكر عاملاً محدداً آخر يتمثل في "وجود رموز إسلامية جهادية عديدة في المنطقة، من الذين كانوا يروّجون لخطاب إسلامي متشدد. وبعدما اعتقلت هذه الرموز بأكثريتها، انخرطت في ما اصطلح تسميته المراجعات الفكرية، قبل أن يفرج عنها". ويوضح حمادة أن منطقة الشمال تحديداً في الحقبة التي سبقت أحداث "الربيع العربي"، كانت تتميز بوجود أبرز رموز وقواعد الجماعات الإسلامية التكفيرية الأبرز في المغرب. ويشير كذلك إلى "سوابق تاريخية تقف وراء تغلغل الخطاب الإسلامي المتشدد في منطقة شمال المغرب".
وكان تقرير سابق لمرصد الشمال لحقوق الإنسان قد أضاف إلى العوامل الجاذبة لهؤلاء الشباب إلى داعش، "دوافع دنيوية خصوصاً، بينما الدوافع الدينية تظل ثانوية وغير حاسمة. عدد كبير من الشباب العاطلين من العمل يطمحون إلى عيش حياة رغيدة". تابع أن 74 في المائة من هؤلاء يتحدرون من أسر معوزة ويعيشون في أحياء فقيرة أو هامشية في ضواحي المدن، ما يجعل إغراءات داعش بالنسبة إليهم طوق نجاة من الفقر والتهميش. ويوضح أن كثيرين هم الذين تأثروا بشكل واضح بما يُبثّ عبر مواقع التواصل الاجتماعي من صور وتسجيلات فيديو تُظهر "جهاديين" في التنظيم وهم في رخاء، بالإضافة إلى المتداول حول الإغراءات المادية التي تُمنح لمقاتلي داعش.
في السياق نفسه، بيّنت تقارير حقوقية واستخباراتية أن العوامل الدنيوية تفوّقت على تلك الدينية في جذب شباب الشمال والمهمّشين خصوصاً إلى تنظيم "داعش". وأوضحت أن عدداً من الوجوه المعروفة في التنظيم المتطرّف قررت "الجهاد" فقط من أجل "تحقيق الذات" و"الرغد والحصول على مكافآت شهرية"، إلى جانب "لعب دور بطولي".
وترصد الباحثة في علم الاجتماع ابتسام العوفير محدداً رئيساً آخر غير الإغراء الدنيوي أو الخلاص من الفقر أو حتى الأيديولوجية الدينية، ألا وهو "الإغراء الجنسي". وتقول إن "داعش يسيطر على عقول عدد من الشباب صغار السن، من خلال وعود بالتمتع الجنسي مع تعدد الزوجات، أو ما يسمى بجهاد النكاح".
اقرأ أيضاً: طلاب جهاديّون ينفّذون هجمات إرهابيّة في تونس