حديث مع أُم فارس بارود في مخيّم الشاطئ

18 مايو 2020
أم فارس في انتظار الإفراج عن فارس، 2013 (Getty)
+ الخط -

قالت لي: "يِشْهد الله يَمّا إنّي ما بَحِب الكِذِب
بَسْ مرّات بَكْذِب
الله يسامحني...
لمَّن زُرِتْ فارس آخر مرّة سَوّيت حالي بَشُوف
بِدّيش إيّاه يِزْعَل إنّي اعْميت
يومها بيجي طلِعِتْ خمسين درجة.

بعدها.. رُحِتْ أزور
قالوا لي: "ارجعي.. فِشِّ زيارة"
إلي خمسطعشر سنة ما شُفته
بدي أشوفه وأعبُطه
قبل ما أموت
صحيح بَطَّلِت أشوف ولا طَسّه
بس قلبي بيشوف...".

ثم غنّت: "ملعون باب السِّجن والنَجَّرو بابو
محرومْ شَمِّ الهوا
يمّا
محرومْ شَمِّ الهوا
وامفارِق احبابو..."


لا أَسمعُ في سجني الآن
- سجني الواسع الذي لا يختلف كثيراً عن سجونكم-
سوى صوتِ غنائِها.


* هامش: رحلت الحاجة ريّا عبيد "أم فارس" في 18 أيار/مايو 2017 في "مخيّم الشاطئ" للاجئين في غزة عن 85 سنة، وكانت قد فقدت بصرها تماماً. واستشهد ابنها الوحيد، فارس بارود، في سجنه بعد أقل من سنتين، في 6 شباط/فبراير 2019، وبعد أن فقد ثمانين بالمئة من بصره في ما اعتبر إهمالاً طبياً متعمداً أعقب سنوات من التعذيب الجسدي والنفسي.
كان عمر فارس 53 سنة، قضى 28 منها بين سجون صهيونية مختلفة، ومنها 18 سنة في السجن الانفرادي، حيث مُنعت أُمه من زيارته في آخر 18 سنة. يواصل الاحتلال حتّى اليوم سجن جثمان فارس، وجثامين أسرى آخرين منذ عقود. 
قرابة خمسة آلاف أسير فلسطيني - بينهم قرابة 200 طفل و40 امرأة - حياتهم مُهدَّدة في سجون الاحتلال اليوم. 

دلالات
المساهمون