7
حينما كانت صبية يروق لها أن تغطي بيدها
زجاج المصباح اليدوي وتنظر في مواجهة الضوء
المنظر الجانبي الملتبس للأصابع في احمرار مائع،
والحرير الأبيض
للجلد، تلك الرغبة المستديمة في أن يخترق الضوء
لحمها وأن يصل إلى الأعماق الموغلة
من القلب. كما لو كانت هي بكاملها فانوسا صينيا صغيرا
من ورق ناعم. ومع الأعوام فهمت مع ذلك
أن الليل يرخي سدوله دوما في مركز الوردة.
13
نزن الجسد لحظات قبل الموت. نزن الجسد دقائق بعد الموت، عملية رياضية بسيطة
للطرح يجب أن تكشف وزن الروح. أفكر الآن، ما دام لديَّ كتابٌ جديدٌ بين يديَّ،
الكلمات فيه بعد ما تزال لزجة مثل زغب طائرٍ وُلِدَ لِلتَّوِّ، وأتساءل إن لم يكن بعد أن
تمت قراءته يزن أقل، مثل جسد حين يفقد روحه.
19
ليلا، تكون الأسئلة مُومِضَةً وتنظرُ إلينا بعيونِها، عيون قط. هي مومضة مثل عظام
واراها التراب. ومثل العظام هي قاسية وغريبة وتستمر أبعد من أجوبتها.
23
أرفع شمسية النافذة لكي يلج الضوء.
أسحب الستارة لكي يلج الضوء.
وأغلق عيني لكي يلج الضوء.
39
العطالة ملكية غريبة للمادة. فحينما ترحل مثلا يحتفظ الهواء بحرارة جسدك خلال
برهة. مثلما يختزن الرمل خلال الليل كله الفتور الحزين للشمس. حينما ترحل، لكي
نواصل مع المثل ذاته، تلحُّ يداي على المداعبة رغم عدم وجود جلد للمداعبة، وحده
الهيكل العظمي للذكرى يتعفن في فراغ السلم. حين ترحل تترك خلفك الأنت
اللامرئي الملتحم بالأشياء الصغرى: لربما شعرة ما في الوسادة، نظرة ما قَدِ الْتَوَتْ
على ماسكات الرغبة، قشرة من لعاب في أطراف الأريكة، جُزَيْءٌ من حنان في
صحن حَمَّامٍ رشَّاشٍ. ليس من الصعب أن أعثر عليك: فالحُبُّ يُسْعِفُني في أن أقومَ
مقامَ عدسةٍ مُكَبِّرَةٍ.
47
بالملاقط المعدنية للذكاء نحاول أن نستأصل لون المادة مثل الذي يستأصل الغشاء
الهلامي الذي يكسو الأعضاء.
وبعدئذ نحاول أن ننتزع الدفء من كل ذرة رمل - بصبر المُضِيِّ واحدا واحدا –
حتى الحصول على كَوْنٍ أليفٍ. عزل ضمير الفعل، حتى تَرْكِ النواة الصلبة
للمصدر وحيدة. عزل فقاعة الصابون حتى تَرْكِ جَمَال الكُرَةِ المُبتعدةِ وحيداً، عزل
ألمِ الألمِ حتى تَرْكِ الآلام وحيدةً.
* Gemma Gorga شاعرة كتلانية من مواليد برشلونة عام 1968 والقصائد المنشورة هنا من مجموعتها "كتاب الدقائق". تدرّس الشاعرة الأدب القروسطي وأدب عصر النهضة في جامعة برشلونة، ونشرت مجموعات شعرية عديدة، من بينها: فوضى الأيدي (2003)، أدوات مبصرية (2005)، وكتاب الثواني (2006).