يرفض رفضاً باتاً أن يلمس أحد ألعابه، فضلاً عن أن يشاركه فيها، إحساسه بملكيته لمتعلقاته عالٍ جداً، يتشبث بألعاب وأدوات الآخرين، بل قد يصرخ مصرّاً على الاستيلاء عليها. هذه بعض المظاهر التي تشير إلى أنانية الطفل وعدم قدرته على مشاركة الآخرين، وتعد هذه مشكلة تحتاج إلى علاج إذا ما استمرت مع الطفل حتى نهاية مرحلة الطفولة المبكرة (2-6 سنوات). فكيف يعمل الآباء على وقاية الطفل من الأنانية وكيف يتعاملون معها إذا ظهرت لديه؟
خطوات عملية
1- احرص على توفير مناخ داخل البيت يسود فيه التعاون والعطاء، كأن يراك وأنت تعطي والدته من طعامك وشرابك وغيره، ويرى أمه تمنحك بعض أشيائها، وأن تسمحا له بأن يستخدم بعض أدواتكما الخاصة، فحينما يعيش هذا المناخ يتعلم منه بشكل تلقائي أن يعطي الآخرين.
2- راعِ طبيعة المرحلة التي يمر بها طفلك، ففي بداية الطفولة المبكرة (من 2 إلى 6 سنوات) يكون متمركزاً حول ذاته، لا يدرك رغبات من حوله قياساً برغباته، لكن مع نهاية هذه المرحلة ينمو وعيه برغبات الآخرين، فالتمس له العذر وعلمه كيف يشرك الآخرين في حاجاته بلطف وهدوء.
3- اجتهد في نقل طفلك من حيز التمركز حول ذاته والتفكير خارج دائرة نفسه، بأن تقدم إليه بعض الحلوى مثلاً وتطلب منه أن يوزعها على إخوته وأفراد عائلته، مع الاحتفاظ بجزء منها لنفسه، ثم وسّع الدائرة لتشمل زملاء المدرسة والجيران.
4- تحدث معه بشكل مباشر عن أهمية إعطاء الآخرين ومشاركتهم في بعض ممتلكاته من ألعاب وأطعمة وغير ذلك، وليكن هذا في أوقات لا يكون مطلوباً منه أن يشرك أحداً في أشيائه؛ لأنه لن يقبل منك أي نصح حينما يكون في معركة مع طفل آخر على لُعبة من ألعابه، واحرص على أن يكون هذا الحوار بطريقة بسيطة مناسبة لعمره.
5- شجعه على مشاركة أقرانه من الأقارب والجيران والأصدقاء في ممارسة اللعب الجماعي الذي يميل إليه، والذي يسهم بدور فعال في تدريبه على التعاون معهم.
6- وفّر له بعض الألعاب التي يحتاج فيها بشكل أساسي لمشاركة الآخرين، ولا يشعر في مشاركتهم له بتهديد لامتلاكه لها، ومن أمثلتها: "الكرة، الكوتشينه، البلاي استيشن... إلخ"، فهذا سيدربه على أن يشارك الآخرين في بعض ألعابه؛ لأنه لن يستطع الاستمتاع بها من دون مشاركتهم له، بل إنه من سيطلب منهم أن يشاركوه اللعب.
7- احك له بعض القصص والحكايات التي تؤكد على معنى التعاون بين الناس وأهمية أن يتنازل المرء عن بعض أشيائه وما يعود عليه من خير جراء ذلك، وركز خلال القصة على الجانب الإيجابي (عطاء الآخرين) أكثر من تركيزك على الجانب السلبي (البخل والأنانية) حتى نؤكد هذا المعنى في نفسه.
8- شاركه في تنفيذ بعض المشاهد التمثيلية والمسرحيات القصيرة التي تدور حول إعطاء الآخرين ومشاركتهم، واحرص على أن تُسند إليه دور المعطاء المعاون للآخرين، ويمكن أن تنفذ هذه المشاهد بمشاركة أفراد الأسرة أو أقاربه.
عوامل مساعدة
9- ابتعد عن التدليل الزائد له، والتزم الاعتدال في تلبية طلباته؛ لأن الاستجابة لكل ما يريد قد تخلق منه شخصاً يسعى لتلبية رغباته فقط من دون اعتبار للآخرين واحتياجاتهم، كذلك يؤدي إلى شعوره بأنه محور اهتمام الآخرين ما يقوي الأنانية لديه.
10- احرص على دعم ثقته بنفسه؛ لأن عدم ثقته بنفسه تجعله غير قادر على التواصل مع أقرانه وغير قادر على الوفاء بالتزاماته، فيتصرف كأنه يعيش وحده من دون أي اعتبار للآخرين، بالإضافة إلى أنه يحاول أن يجد الأمان الذي يفتقده في امتلاك الأشياء.
11- تجنّب وصفه بأنه أناني أو غير ذلك من السمات السلبية؛ لأن هذا يساعد على تأكيد هذه السمة السلبية لديه.