حبس جلال البحيري.. سنة سوداء أخرى للحريات الثقافية

01 اغسطس 2018
(جلال البحيري)
+ الخط -

أصدرت "المحكمة العسكرية" في القاهرة، أمس الثلاثاء، قرارها بـ"حبس الشاعر جلال البحيري ثلاث سنوات وغرامة 10 آلاف جنيه لاتهامه بنشر وإذاعة أخبار كاذبة وإهانة المؤسسة العسكرية" بحسب مختار منير، محامي الدفاع عن المتهم.

وكانت نيابة أمن الدولة العليا بدورها قد أحالت البحيري للمحاكمة العسكرية على خلفية البلاغ المقدم ضدّه بإهانة المؤسسة العسكرية، بعد اعتقاله في أوائل آذار/ الماضي، على خلفية إصداره مجموعته الشعرية بعنوان "خير نسوان الأرض" (بالعامية المصرية)، حيث جرى الادعاء عليه بـ"تحريف حديث النبي "خير أجناد الأرض" في إشارة تحمل الازدراء للدين الإسلامي والإهانة إلى الجيش المصري".

الحملة التي شنّها الإعلام المعروف بتأييده للسلطة ضدّ الشاعر مع ظهور أغنية "بلحة" التي ألّف كلماتها، وقام بغنائها رامي عصام، في السادس والعشرين من شباط/ فبراير الماضي، وجمعت ملايين المشاهدات على موقع يوتيوب، ما أدى إلى اعتقاله وتعرّضه إلى التعذيب.

وقد أسندت النيابة إلى المتهم "جرائم الانضمام إلى جماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، ونشر أخبار كاذبة عن الأوضاع السياسية والاقتصادية بالبلاد بقصد تكدير السلم العام في إطار أهداف جماعة الإخوان الإرهابية، والترويج لأغراض الجماعة التي تستهدف زعزعة الثقة في الدولة المصرية ومؤسساتها".

من جهتها، أوردت منظّمة "هيومن رايتس واتش" في تقرير لها مطلع العام الحالي "يشكل إسكات مصر للأصوات المنتقدة وأحزاب المعارضة انتهاكاً للدستور الذي يضمن حرية الفكر والرأي وحق مواطنيها في المشاركة في الحياة العامة"، مؤكدة أن ما يحدث من انتهاكات يتجاهل التزامات مصر على الصعيدين الإقليمي والوطني، بما في ذلك "العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية"، و"الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب".

وتشير المنظّمات الحقوقية أن السنة الجارية شهدت آلاف الشكاوى لعدد من الإعلاميين والسياسين المؤيدين لنظام السيسي ضدّ من يعتبرونهم "يهددون الأمن والوطن"، حيث ألقي القبض على أربعة صحافيين ومصوِّرين، وصدرت لائحة جديدة لما يوصف بـ "الكيانات الإرهابية" ضمت عشرات الإعلاميين والكتاب والناشطين.

المساهمون