نويتُ أن أكتب لك
مرة أخرى
أحتاج إلى جلاء بضعة أشياء
أسفتُ أن بدايات هذه الرسائل
الزائفة
قصّت لساني
إنها تبدأ
آسفٌ أنني كتبتُ لك
هذه الرسالة
أرفض حنينها الملفّق للوطن
انسحابها المسرحي
منطقها الأسود
فقدانها تماماً لكلاب نابحة
في السنة الماضية
حين انهارت السقوف في غزّة
في داخل الرسالة
تحركت أطراف أكداس العشب المحصود
الليلة قبّل سجيني
أرضية زنزانتهم
الليلة في مخيّم عايدة
تلك الصخرة المؤتلقة
بعصافيرها
بحضور أصدقاء
في أجسادهم
في حواشي جراحهم المحبوبة
لديك دقيقتان لتترك حياتك
لتخرج من بيتك
لذا أمنحك ليلة
وكل ليلة منفردة أخرى
لتقول، فلسطين حرة
ضد الجيش المحتل
ضد حواجزهم التافهة
وقصائدهم بقوانينها العنصرية
قل، فلسطين حرة
ضد جدارهم
حقل الربح هذا
شبكات طريق حريرهم
إهاناتهم، سجونهم
سيطرتهم البطيئة على حنفيات المياه
الماء المسموم
كما في 70% من جسدك
ثم، ومع ما يتبقى
من جسدك، قل
فلسطين حرة
ضد السائح، اللص
في وابل من الحجارة
في وابل من سلام خاص
في القدرة على التحمل
في المقاطعة
في أوسلو
قل، فلسطين حرّة
وهذه هي كلماتك فحسب
فلسطين حرة
على حدود أريزونا
في روح ديفيد كاميرون السامّة
في أذن بلفور الدامية
في تجاويف بطين قلب إنجلترا الاستعمارية
قل، فلسطين حرّة
إنها تنتهي بموسيقى
نعم، إنها تنتهي
بقطع نقدية من زجاج سعيد
قل، فلسطين حرة
إنها تبدأ في فمك
وتنتهي في الشوارع
قل فلسطين حرة، حرة
قل، من الجيّد الكتابة إليك
قلها بوضوح جهنم
ثم قلها مرة أخرى
فلسطين حرة، حرة
واستمر، أعرفُ
أن هذه الكلماتُ في داخلك.
* Steve Willey شاعرٌ وناقد وباحث بريطاني، محاضر في برنامج الكتابة النقدية والإبداعية في جامعة بيركيبك في لندن. مختص في الأدب الأميركي والبريطاني في القرنين العشرين والحادي والعشرين، مع التركيز على الشعر التجريبي وآخر تيارات الحداثة منذ العام 1940 وحتى الآن.
له عدد من المجموعات الشعرية، وحرّر مختارات شعرية جمع في واحدة منها ما كتبه شعراء أميركيون عن فلسطين، وجمع مختارات من أربعة أجزاء تحت عنوان "أصداء: من أجل أطفال غزة". ويشارك حالياً في مشروع "وتد"، وهو تجمع لفنانين مقرّه لندن يقدّم عروضاً وقراءات شعرية تمزج بين تراثين شعريين، غربي وعربي.
كتب قصيدته هذه؛ "حاشية 2"، لتعرضها فرقة Rumour Cubes الموسيقية اللندنية، ويرافق العرض أصوات رنين تصدره آلات الفرقة المكوّنة من كمان كبير وصغير، وغيتارين، وآلات قرع. وجاءت القصيدة استجابة لعرض سبق لهذه الفرقة أن قدّمته تحت عنوان "رسائل إلى فلسطين"، ليصار إلى تقديم العرضين معاً.
** ترجمة وتقديم: محمد الأسعد