حاشية ترامب تصفق للانسحاب من اتفاقية المناخ وسط تمدّد جبهة الرفض

03 يونيو 2017
37FFD287-173D-47DF-928D-6DBF2B03D5D5
+ الخط -
دافعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن قرارها الانسحاب من اتفاقية باريس حول المناخ، مهاجمة الأوروبيين خصوصاً الذين اتهمتهم بإضعاف الاقتصاد الأميركي، وكذلك بـ"المبالغين في قضية المناخ".

وكان خطاب ترامب الذي أعلن فيه التخلي عن الاتفاقية التي أبرمتها 195 دولة في نهاية 2015، قد أثار ردود فعل في جميع أنحاء العالم على الساحتين السياسية والاقتصادية على حد سواء، تراوحت بين الاستياء والذهول والغضب.

وفي الولايات المتحدة تباينت الآراء بين تأييد رسمي من مسؤولين في الإدارة الحالية ورفض شعبي ومجتمعي، إذ أيّد مدير وكالة حماية البيئة سكوت برويت القرار، مؤكداً أن "الرئيس اتخذ قراراً شجاعاً جداً (...) ليس هناك أي سبب يدعونا إلى الاعتذار".

وأضاف أن "العالم أشاد بنا عندما قمنا بالانضمام إلى (اتفاقية) باريس. أتعرفون لماذا؟ أعتقد أنهم أشادوا بنا لأنهم كانوا يعرفون أنه لن يكون في مصلحة بلدنا".

وبينما بدت الدول الأوروبية ومعها الصين حاملة شعلة "دبلوماسية المناخ" الجديدة، اتهمت السلطة التنفيذية الأميركية هذه البلدان بالمبالغة في هذه القضية لإلحاق الضرر بالولايات المتحدة.

وقال برويت إن "السبب الذي يريد القادة الأوروبيون من أجله بقائنا في الاتفاق هو أنهم يعرفون أن ذلك سيواصل لجم اقتصادنا"، ودان الذين وصفهم بأنهم "المبالغون في قضية المناخ"، مؤكداً أنه "قمنا بخطوات كبيرة لخفض انبعاثاتنا من غاز ثاني أكسيد الكربون".

ورداً على السؤال مجدداً حول موقف الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة من مسألة الاحتباس الحراري، قال شون سبايسر الناطق باسم ترامب في قاعة اكتظت بالصحافيين "لم تسنح لي فرصة مناقشة ذلك معه".

تظاهرات رافضة

ومن نيويورك إلى كاليفورنيا، نظّمت عشرات المدن والولايات الأميركية مقاومة القرار على الفور، فقد أطلق رئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرغ تحالفاً بات يضم حتى مساء الجمعة رؤساء ثلاثين بلدية وحكام ثلاث ولايات ورؤساء أكثر من ثمانين جامعة ومائة شركة.
وخلال لقاء لم ينظم مسبقاً في باريس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أكد بلومبرغ أن الولايات المتحدة ستنفذ التزاماتها على الرغم من خيار ترامب.

وقال بلومبرغ، والذي وقف إلى جانب ماكرون ورئيسة بلدية باريس آن ايدالغو: "لن نسمح لواشنطن بأن تقف في طريقنا، إنها الرسالة التي يوجهها المواطنون والشركات والولايات هذا المساء".

وأكد أن "الحكومة الأميركية انسحبت من الاتفاق لكن الشعب الأميركي يبقى ملتزماً بها. سنحقق أهدافنا".

وأكد الملياردير الذي يحتل المرتبة العاشرة بين أصحاب الثروات في العالم، أن مؤسسته للأعمال الخيرية "بلومبرغ فيلانتروبيز" ستقدّم لمكتب الأمم المتحدة المكلف المناخ 15 مليون دولار تعادل المساهمة التي يفترض أن تقدمها الولايات المتحدة.

وكانت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما قد حددت هدفاً للولايات المتحدة بخفض انبعاثات الغاز بنسبة تراوح بين 26 و28% بحلول 2025، بالمقارنة مع 2005.

الخارجية الفرنسية تصحح

بدورها، نشرت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة، في خطوة غير اعتيادية، فيديو يفند المعلومات التي أوردها ترامب حول اتفاقية باريس للمناخ.

وكان البيت الأبيض قد نشر الخميس تغريدة تقول "اتفاقية باريس صفقة سيئة لأميركا" مع رابط لفيديو يؤكد أن الاتفاق "يقوّض" القدرة التنافسية الأميركية والوظائف، وأن "التفاوض حوله (تم) بشكل سيئ" من قبل الرئيس وأن الاتفاقية "تحقق القليل".

وردّت الخارجية الفرنسية على الفيديو في تغريدة بالقول "لا نوافق عليه لذلك قمنا بتغييره".
وجرى إعداد الفيديو الفرنسي باللغة الإنكليزية، على الرغم من أن فرنسا مشهورة بانتصارها للغتها، وبنفس الخطوط والصور والموسيقى والخلفيات الموجودة في نسخة البيت الأبيض، لكن مع إضافة وقائع جديدة تدحض أقوال البيت الأبيض.

ويشير الفيديو الفرنسي على سبيل المثال إلى أن شركات مهمة مثل أكسون موبيل ومايكروسوفت "لا توافق" على كون الاتفاقية تضر بالوظائف الأميركية، ويقتبس ما يقوله معهد ماساشوستس للتقنية (أم آي تي) حول الحاجة الماسة لمحاربة انبعاثات الكربون.

وتتضمن التغريدة هاشتاغ "لنجعل كوكبنا عظيماً مجدداً" الذي بات متداولاً، وهو تحوير لشعار ترامب خلال حملته الانتخابية بجعل أميركا عظيمة مجدداً.

في الوقت نفسه، شكّلت القمة السنوية بين الاتحاد الأوروبي والصين التي عقدت الجمعة في بروكسل منصة للشريكين للتأكيد بحزم على التزامهما المشترك.

في ختام القمة، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك: "اليوم نعمل على تكثيف تعاوننا حول التغيّر المناخي مع الصين".

من جهته، أكد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أن "شراكتنا مع الصين اليوم أكبر من أي وقت مضى".

(فرانس برس)

ذات صلة

الصورة

سياسة

تفاوتت ردود الأفعال الدولية الأولية بين المرحّبة والحذرة، بعد إعلان الأمم المتحدة اليوم الجمعة، توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في ليبيا بين وفدي اللجنة العسكرية المشتركة الليبية (5+5) بجنيف.
الصورة
سد النهضة/سياسة

سياسة

دخلت المفوضيتان الأوروبية والأفريقية أخيراً على خط أزمة سد النهضة، عبر سعيهما للتوسط بين الدول الثلاث، السودان ومصر وإثيوبيا، ولا سيما الدولتان الأخيرتان، للوصول لحل للأزمة، في الوقت الذي تتحفّظ فيه القاهرة عن أي دور للأوروبيين والاتحاد الأفريقي بهذا الشأن.
الصورة
فون ديرلاين Thierry Monasse/Getty Images

سياسة

أصبحت وزيرة الدفاع الألمانية السابقة أورسولا فون ديرلاين أول امرأة تتبوأ رئاسة المفوضية الأوروبية بعد أن نالت أصوات أكبر ثلاث كتل ممثلة في البرلمان الأوروبي، وهي حزب الشعب الأوروبي، والاشتراكي الأوروبي، والليبراليون في الانتخابات التي أجريت أمس الثلاثاء.
الصورة
رئيسة المفوضية الأوروبية فون ديرلاين (غيتي)

أخبار

انتخب النواب الأوروبيون، الثلاثاء، الألمانية أورسولا فون ديرلاين رئيسة للمفوضية الأوروبية بأكثرية ضئيلة، لتصبح أول امرأة تترأس الهيئة التنفيذية الأوروبية.
المساهمون