حارة فلسطينية

24 يونيو 2017
+ الخط -
لم يكن المسؤول الفلسطيني قارئًا جيدًا لتطوّرات المنطقة العربية؛ فما تعرّضت له المنطقة في أعقاب تطلّعات شعبية إلى إيقاف قطارات الديكتاتورية التي احترفت كتم أنفاس ملايين الشباب نراه ينعكس بصور متعدّدة على الشباب الفلسطيني، خصوصًا في قطاع غزة.
ظلّت غزة تتأرجح سياسيّا في ظلّ المتغيّرات التي أعقبت ثورات الربيع العربي، فبين مسؤولٍ رأى يومًا أنّ حصار غزة بدأ يترنّح، وآخر يغلق أبوابها ويضع مفاتيحها على طاولة الضّغوط السّياسية، بين طرفين سياسيّين يستندان على قاعدة شعبية كبرى، نجدُ أنّ التطلّعات الشّبابية آخذة في التقلّص، حتّى بات أصحاب هذه التطلّعات يزهدون بها، ويتنازلون عنها زهاء ثمن بخس لا يتجاوز زيادة عدد ساعات الكهرباء المتاحة في جدول الوصل اليوميّ في قطاع غزة.
تعيش غزة عتمة سياسية قبل عتمة كهربائها التي يحترف طرف فلسطيني أن يزجّها في أتون أطماعه السياسية لتصبح ورقة ضغط يلوّح بها في وجوه من يديرون شؤون غزة، فإمّا الانقياد إلى فكرة "لا أريكم إلاّ ما أرى" أو زيادة ساعات العتمة.
وفي غمار هذه الصراعات العلنية وغيرها الخفيّة، باتت حقوق الشباب في غزة أحلامًا مؤجّلة، في ظلّ واقع سياسي يراوح مكانه، وجمود مقصود للقضية الفلسطينية التي لم تعُد على سلّم اهتمامات المشاهد العربي، في ظلّ ملفّات أخرى شائكة تغرق بها المنطقة العربية.
فمَن ينظر إلى هذا الشباب الفلسطيني الذي عاش فصولًا مختلفة من المأساة، مَن يفكّر قليلًا بحقوقه قبل طموحاته، مَن يضع مستقبلهم على أجندته، في ظلّ اختلاف الأجندات وارتباط أغلبها بقرارات خارجية؛ فهل بات مقدورًا على الشباب الفلسطيني أن يكون الوقود للخلافات السياسية، وسؤالٌ يلحّ على الشباب في واقعٍ بات أغلبهم فيه خارج إطار اهتمام أرباب السياسة، ولماذا يظلّ الشباب هو الوقود؛ ومتى سيقود؟
سؤال تبقى الإجابة عليه مشفوعة بما ستؤول إليه الأوضاع السياسية الفلسطينية المرتهنة لتطوّرات المنطقة، في ظلّ انقسام حركة فتح إلى طريقين، وبحث حركة حماس عن مخرج آمن يحفظ مكانتها ومقاومتها؛ بعد أحد عشر عامًا من حصار غزة، فبدلًا من أن تسقط فكرة الحصار بمعونة عربية إلى الفلسطينيين الصابرين في غزة، ها هم يُدوّلون الحصار مستهدِفين بلدًا عربيّا، ألم ترَ أنّنا على بعضنا نحترف أن نكون أسودًا، أما في حضرة الشُّقر فليس أكثر من أحمال وديعة ومطيعة.
01913200-4687-4F7C-BB30-5AB64DE8293C
01913200-4687-4F7C-BB30-5AB64DE8293C
مصطفى مطر (فلسطين)
مصطفى مطر (فلسطين)