ورغم أن المستشارة عادت وتمالكت نفسها ومشت بثبات وأجرت مباحثات مع الرئيس الضيف، وطمأنت الجميع إلى أن وضعها الصحي مستقر، والأمر لم يكن سببه سوى النقص في السوائل، إلا أن موجة الكراهية على شبكات التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، من مناصري اليمين الشعبوي والمتطرف، لم تتوقف.
وبحسب ما ذكر موقع "ميركور"، فإن التعليقات لم تحمل "كلمات رحيمة بحقها"، على غرار "آمل أن تموت الآن"، "يجب أن تموت"، "إنها الشيخوخة"، الأمر الذي وصفه المستشار السياسي فرانك سارفيلد بأنه لا يعبر سوى عن "الكراهية المثيرة للاشمئزاز ويفتقر إلى الحد الأدنى من الإنسانية".
Twitter Post
|
وبعد الحادثة حرصت المستشارة الألمانية، أمس الأربعاء، على ممارسة نشاطها كالمعتاد، وترأست الجلسة الحكومية الأسبوعية، وحلت ضيفة على مدينة غوسلار الواقعة في ولاية سكسونيا السفلى، بناء على موعد مسبق زارت خلاله بعض معالم المدينة وشاركت في حلقة حوار مع الطلاب، وانتقلت بعدها إلى دريسدن في ولاية سكسونيا لتشارك في فعالية عن الذكاء الاصطناعي.
مع العلم أن العارض الصحي ليس الأول للمستشارة، إذ تعرضت في العام 2014 لحادثتين مماثلتين، الأولى خلال زيارة دولة إلى المكسيك وتمت الإشارة حينها إلى النقص في كمية السوائل في الجسم، والثانية خلال مقابلة في مؤتمر حزبها المسيحي الديمقراطي، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.
وبينت العديد من التقارير أنه ووفقاً لعدد من الأطباء، بينها ما ذكرته صحيفة "بيلد" في حديثها مع نائب المدير الطبي لقسم الطوارئ المركزي في مستشفى "لايبزيغ الجامعي" توماس هارتفيغ، من الممكن أن يكون نقص السوائل هو السبب، وهذا قد يكون طبيعياً لأي إنسان في ظل درجات الحرارة المرتفعة والتي قاربت 30 درجة يومها، إذ قد تكون الحرارة تمددت للأوعية الدموية، ومع زيادة نسبة التعرق، إضافة إلى ضغط العمل، والذي يقارب 140 ساعة أسبوعياً مع قلة النوم، أسباب قد تؤدي إلى نقص كمية المياه في الجسم وتسبب الرجفة.
ولفتت صحيفة "بيلد" إلى أن المستشارة ميركل لا تلقى أي معاملة طبية خاصة، وليس لديها مسؤول طبي خاص إنما يتم ضمان رعاية طوارئ للمستشارية على مدار الساعة، وهي كأي مواطن آخر لديها طبيبها العائلي الخاص، وفي المشاركات المحلية يتعين على المنظمين الاهتمام بحضور المسعفين لحالات الإنقاذ والطوارئ، وإنما فقط عند السفر إلى الخارج والمشاركات في القمم الدولية والزيارات الرسمية هناك فريق طبي خاص يرافق الوفد بأكمله.
بدورها، قال نائب مدير الطوارئ في مستشفى هامبورغ إبندورف الجامعي، ألكسندر شولتسه، لوكالة الأنباء الألمانية، إنّ "الارتجاف بحد ذاته ليس أمراً مثيراً للقلق في المنظور الطبي"، مرجحةً أيضاً أن "يكون نقص السوائل هو ما تسبب لها بذلك، والدليل أنها وبعد تناولها الماء تحسنت حالتها على الفور".