جيوب "داعش" تنذر بسقوط محافظة صلاح الدين مجدّداً

12 مايو 2015
داعش يعتمد استراتيجية الضربات السريعة (فرانس برس)
+ الخط -
كشفت الأحداث الأمنيّة الجارية في محافظة صلاح الدين (وسط العراق)، أنّ الحديث عن النصر في المحافظة وتحريرها من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش) لم يكن سوى ترويج إعلامي فقط، إذ اتضح أنّ التنظيم يمتلك جيوباً خطرة في المحافظة؛ استطاع من خلالها السيطرة على مصفاة بيجي النفطية، والتقدم في مناطق عدّة من المحافظة، كما أنه بات اليوم يهدد غالبية مناطقها بالسقوط مجددّاً.

وفي هذا السياق، قال عضو في لجنة الأمن في محافظة صلاح الدين لـ"العربي الجديد"، إنّ "حديث الحكومة والجهات السياسيّة الأخرى عن تحرير محافظة صلاح الدين سرعان ما تلاشى، بعدما سيطر التنظيم مجدّداً على مصفاة بيجي، وأثبت وجوده في المحافظة بقوة".

وأضاف، أنّ "الحكومة أرادت الترويج للحشد الشعبي، على اعتبار أنّه القوة الوحيدة القادرة على قهر التنظيم"، منتقداً "التهويل الإعلامي الذي يرافق الأحداث الأمنية والمعارك في أي منطقة من العراق، من قبل الطرف الحكومي".

اقرأ أيضاًمليشيا "الحشد الشعبي" تنهب المناطق المحررة في صلاح الدين

وأشار إلى أنّ "داعش ما زال يتنقل ويقاتل بقوة في المحافظة، وهو يمتلك جيوباً خطرة في العديد من المناطق أنهكت القوات الأمنية، استطاع من خلالها أن يطيل زخم معركته في مصفاة بيجي ويعيد السيطرة عليها من جديد".

وأضاف أنّ "المحافظة اليوم تواجه خطر السقوط مجدّداً بيد داعش، بسبب قوة تلك الجيوب، ويتحتم على الحكومة أن تأخذها بعين الاعتبار ولا تنشغل في محافظة الأنبار فقط، فإنّ التنظيم يتقدّم شيئاً فشيئاً بالمحافظة".

من جهته، رأى الخبير الأمني مجيد عبد الرحيم، أنّ "المعركة التي تدار حالياً من قبل (جهات متعدّدة في الحكومة) ضد داعش هي معركة ثأر، لكن ليس ضد داعش وإنّما ضد مكون معين، الأمر الذي جعلها تدور في حلقة مفرغة".

وقال عبد الرحيم لـ"العربي الجديد"، إنّنا "نرى أنّ داعش اليوم يقاتل في جبهات عدّة، باستراتيجية واحدة يعتمدها في كل الجبهات ويناقل ويناور بين قطعاته، الأمر الذي يؤكّد وحدة وتكاتف التنظيم في معركته".

وأضاف أنّه "في المقابل ترى أنّ القطعات العراقيّة للأسف ليست متكاتفة، وهناك تمييز بينها من قبل الحكومة، وليست هناك قوة واحدة تدير المعركة، فلا يوجد تنسيق بين وزارة الدفاع ولا الداخلية ولا الحشد الشعبي ولا مقاتلي العشائر، الأمر الذي جعل من الجبهة الحكومية جبهة عشوائيّة مرتبكة غير منظّمة الصفوف".

وأشار إلى أنّ "هذه العوامل كلها أسهمت بالإضافة إلى عوامل سياسية أخرى بأن يكون القرار العسكري قراراً غير موحد، وأن يصب بصالح جهة معينة على حساب الجهات الأخرى، كما رأينا في قرار انتهاء معركة تكريت وإعلان السيطرة الكاملة على محافظة صلاح الدين".

وأوضح الخبير الأمني، أنّ "هذا الإعلان كان بالأساس يصب بصالح الترويج لجهة معينة، وهي الحشد الشعبي، لكن على حساب الجهات الأخرى وعلى حساب تحقيق النصر الناجز الحقيقي"، محذّراً أنّ "مجريات الأحداث الميدانية التي تجري في كافة الجبهات تؤكّد بما لا يقبل الشك أنّ حسم المعركة على هذه الحالة أمر شبه مستحيل، لا بل قد تسقط مناطق أخرى بيد داعش، الأمر الذي سيجعل من العراق ساحة معركة وصراع قد تدوم لسنوات طويلة تستنزف الدولة والشعب".

ودعا عبد الرحيم، الحكومة إلى أنّ "تعي هذه المخاطر ولا تترك الأمور على حالها، وأن تعمل وفقاً لاستراتيجيّة محكمة وموحدة وتبعد كل الجهات التي تؤثر سلباً على القرار العسكري".

يشار إلى أنّ تنظيم (داعش) لجأ أخيراً إلى استخدام استراتيجية الضربات السريعة والانسحاب السريع على جبهات عدّة، مكبّداً القوات العراقيّة خسائر كبيرة، فيما ينسحب قبل الهجمات التي تشن ضدّه بعد تحقيق أهدافه، الأمر الذي شتت القوات العراقية في مساحات واسعة.

اقرأ أيضاًالعراق: "داعش" يهاجم الدجيل ويحاول استعادة صلاح الدين

المساهمون