خلافاً للتصريحات المعلنة لقادة الاحتلال على المستويين السياسي والعسكري، بشأن نتائج العدوان الأخير على غزّة، وبالتوازي مع الانتقادات المتكررة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول هذا العدوان، وحقيقة "التعادل"، وفق المفاهيم الإسرائيلية، في نتائجه، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استعدادات مكثفة وحثيثة لاستخلاص العبر مما حدث في العدوان، وتوفير ردّ لمواجهة نقاط تفوق حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" (خصوصاً حرب الأنفاق، والكوماندو البحري).
اقرأ أيضاً (أنفاق غزة تكشف عجز القوات البرية للاحتلال)
وفي هذا السياق، كشف الاحتلال عن أضخم تدريب قام به واستمر طيلة أمس، على تخوم قطاع غزة، وقبالة الشريط الحدودي بمشاركة قوات من مختلف الأسلحة، وخصوصاً قوات برية وبحرية وقطعاً من سلاح الجو، بما فيها مروحيات عسكرية.
وأعلن الاحتلال أنّ التدريب المذكور، وهو الأول منذ تولي الجنرال جادي أيزنكوت مهام رئاسة أركان الجيش في السابع عشر من فبراير/شباط الماضي، حاكى حالات وسيناريوهات وقوع هجوم و"أحداث أمنية" بحسب القاموس الإسرائيلي، لم تتوفر عنها معلومات استخبارية سابقة.
ووفقاً لوسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن مثل هذه السيناريوهات تحدثت عن عمليات تسلل للمقاومة الفلسطينية وراء الحدود المحتلة، وإطلاق صواريخ مختلفة المدى وقذائف هاون باتجاه الأراضي المحتلة والمستوطنات الحدودية القريبة من قطاع غزة، إضافة إلى محاولات لأسر جنود إسرائيليين.
وترتبط هذه التدريبات التي أطلقها الاحتلال أمس، بتدريب آخر كشفت عنه "يديعوت أحرونوت" في العشرين من الشهر الجاري، وجرى في قواعد الجيش الإسرائيلي بمشاركة الوحدة الخاصة لهيئة أركان الجيش، وقوات برّية من وحدات "ريمون" و"عوكتس"، ووحدة مكافحة الإرهاب، وقام خلالها الجنود بمحاكاة عمليات لإنقاذ "رهائن من طلبة المعاهد الدينية"، أي مستوطنون من الخليل يتم أسرهم من قبل منظمة فلسطينية.
وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن التدريب على إنقاذ الأسرى جرى أخيراً، وهو لم يعد مجرد سيناريو افتراضي أو خيالي، بل يعتمد على عملية أسر المستوطنين الثلاثة في العام الماضي قرب الخليل.
وبيّن الموقع في تقرير لمراسله العسكري يوآف زيتوني، أن التقديرات في جيش الاحتلال ترى بأن الأخير سيضطر قريباً إلى مواجهة تسخين في ثلاث جبهات قريبة، هي قطاع غزة، والضفة الغربية ولبنان.
وتشير تقديرات الاحتلال إلى أنّ حركة "حماس" تواصل التزود بالسلاح وبناء قوتها العسكرية، وحفر الأنفاق الهجومية وتطوير صواريخ جديدة. وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن ضابطاً رفيع المستوى في قيادة الجنوب لجيش الاحتلال أكّد رصد الجيش الإسرائيلي لتدريبات داخل معسكرات لحركة "حماس". وقال إن الحركة تقوم بتحصين مواقعها، في وضح النهار ما يسمح لقادة جيش الاحتلال، كما سكان المستوطنات الجنوبية، (بحسب موقع يديعوت)، مشاهدة هذه العمليات من دون الحاجة حتى إلى مناظير عسكرية.
وبحسب هذه التقارير، فإن "حماس" تعيد بناء مواقعها في الشجاعية، وبناء مواقع في الخط الأول أمام الحدود المحتلة مقابل "كيبوتس ناحل عوز". وتقوم الحركة ببناء خطوط دفاعية برية ومواقع عسكرية على مقربة من البيوت السكنية والمباني التي هدمها الجيش الإسرائيلي خلال العدوان على غزة.
وكان جيش الاحتلال قد أجرى في مطلع الشهر، قبل أسبوعين من الانتخابات الإسرائيلية، تدريبات مكثفة في الضفة الغربية المحتلة، على مشارف المدن الفلسطينية. وشملت التدريبات مشاركة قوات كبيرة من الجيش النظامي لمحاكاة حالات اندلاع العنف وانتفاضة ثالثة في الضفة الغربية، وفق توقعات إسرائيلية ترى بأن استمرار الوضع القائم، خصوصاً عدم بدء مشروع إعادة إعمار قطاع غزّة، من جهة، واستمرار حالة تجميد الأموال الفلسطينية المستحقة للسلطة الفلسطينية، التي تبلغ اليوم أكثر من مليار دولار، من جهة ثانية، تنذر بفقدان السلطة الفلسطينية السيطرة على زمام الأمور.
وتخشى إسرائيل في هذا السياق، من ضعف التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية في حال اندلاع عمليات تمرد وانتفاضة في الضفة الغربية المحتلة، علماً بأن السلطة الفلسطينية شنّت أخيراً حملات اعتقال واسعة في صفوف حركة "حماس" في الضفة الغربية.
وبالإضافة إلى هذه التدريبات، فإنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي يجري تغييرات جوهرية في نظام عمل الوحدات المختلفة وحجم هذه الوحدات. وقد أعلن أمس أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد، وطبقاً لتوصيات تقرير مراقب الدولة حول العدوان الأخير في القطاع، يعتزم إجراء تقليص كبير في حجم قوات الاحتياط الإسرائيلية، وخفض سنّ الحدّ الأقصى لتأدية خدمات الاحتياط في إسرائيل إلى ما بين سن 30 و35، بهدف ضمان عدد كاف وفعال من التدريب لجنود الاحتياط.
وتأتي هذه الخطوة لاستخلاص العبر مما حدث خلال العدوان على غزة، خصوصاً بعدما بيّن تقرير مراقب الدولة الإسرائيلي، أنّ هناك خوفا من أن يكون الجنود الذين يتم استدعاؤهم للحرب غير جاهزين قتالياً، وألا يكونوا قد تلقوا تدريبات كافية قبل الحرب، وهو ما تكشّف خلال العدوان الأخير على غزة.
ويسعى الاحتلال على ضوء مؤشرات مختلفة، سواء تلك الواردة في تقديرات مختلفة لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، التي حذّرت من أن المواجهة المقبلة مع "حماس"، في حال ظلت أوضاع القطاع على ما هي عليه، ستكون بين الفترة التي تعقب الانتخابات العامة (جرت الأسبوع الماضي)، وبين أشهر الصيف المقبل. كما أن جهات غربية مختلفة بينها الولايات المتحدة حذّرت هي الأخرى من أن استمرار احتجاز إسرائيل للأموال الفلسطينية، ووقف مشروع إعادة إعمار غزة من شأنه أن يؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية اقتصادياً، وبالتالي تفجّر الأوضاع كلياً.
ويجمع محللون عسكريون في إسرائيل، بينهم عاموس هرئيل في "هآرتس"، ورون بن يشاي في موقع "يديعوت أحرونوت"، على أن التحديات الأمنية التي تواجهها الحكومة المقبلة، لا تختلف في جوهرها عن تلك التي سادت في ولاية نتنياهو الثالثة. وتتمحور هذه التحديات أو التهديدات، في أربع جبهات: إيران، الحدود الشمالية (سورية ولبنان)، قطاع غزة والضفة الغربية وخطر التنظيمات الإسلامية المقبل من سيناء، ناهيك عن مخاطر "داعش"، وإن كان وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعالون، قد أعلن قبل نحو ثلاثة أسابيع في المؤتمر السنوي لمركز أبحاث الأمن القومي، أن "داعش" هي ظاهرة عابرة.
اقرأ أيضاً (أنفاق غزة تكشف عجز القوات البرية للاحتلال)
وفي هذا السياق، كشف الاحتلال عن أضخم تدريب قام به واستمر طيلة أمس، على تخوم قطاع غزة، وقبالة الشريط الحدودي بمشاركة قوات من مختلف الأسلحة، وخصوصاً قوات برية وبحرية وقطعاً من سلاح الجو، بما فيها مروحيات عسكرية.
وأعلن الاحتلال أنّ التدريب المذكور، وهو الأول منذ تولي الجنرال جادي أيزنكوت مهام رئاسة أركان الجيش في السابع عشر من فبراير/شباط الماضي، حاكى حالات وسيناريوهات وقوع هجوم و"أحداث أمنية" بحسب القاموس الإسرائيلي، لم تتوفر عنها معلومات استخبارية سابقة.
ووفقاً لوسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن مثل هذه السيناريوهات تحدثت عن عمليات تسلل للمقاومة الفلسطينية وراء الحدود المحتلة، وإطلاق صواريخ مختلفة المدى وقذائف هاون باتجاه الأراضي المحتلة والمستوطنات الحدودية القريبة من قطاع غزة، إضافة إلى محاولات لأسر جنود إسرائيليين.
وترتبط هذه التدريبات التي أطلقها الاحتلال أمس، بتدريب آخر كشفت عنه "يديعوت أحرونوت" في العشرين من الشهر الجاري، وجرى في قواعد الجيش الإسرائيلي بمشاركة الوحدة الخاصة لهيئة أركان الجيش، وقوات برّية من وحدات "ريمون" و"عوكتس"، ووحدة مكافحة الإرهاب، وقام خلالها الجنود بمحاكاة عمليات لإنقاذ "رهائن من طلبة المعاهد الدينية"، أي مستوطنون من الخليل يتم أسرهم من قبل منظمة فلسطينية.
وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن التدريب على إنقاذ الأسرى جرى أخيراً، وهو لم يعد مجرد سيناريو افتراضي أو خيالي، بل يعتمد على عملية أسر المستوطنين الثلاثة في العام الماضي قرب الخليل.
وبيّن الموقع في تقرير لمراسله العسكري يوآف زيتوني، أن التقديرات في جيش الاحتلال ترى بأن الأخير سيضطر قريباً إلى مواجهة تسخين في ثلاث جبهات قريبة، هي قطاع غزة، والضفة الغربية ولبنان.
وتشير تقديرات الاحتلال إلى أنّ حركة "حماس" تواصل التزود بالسلاح وبناء قوتها العسكرية، وحفر الأنفاق الهجومية وتطوير صواريخ جديدة. وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن ضابطاً رفيع المستوى في قيادة الجنوب لجيش الاحتلال أكّد رصد الجيش الإسرائيلي لتدريبات داخل معسكرات لحركة "حماس". وقال إن الحركة تقوم بتحصين مواقعها، في وضح النهار ما يسمح لقادة جيش الاحتلال، كما سكان المستوطنات الجنوبية، (بحسب موقع يديعوت)، مشاهدة هذه العمليات من دون الحاجة حتى إلى مناظير عسكرية.
وبحسب هذه التقارير، فإن "حماس" تعيد بناء مواقعها في الشجاعية، وبناء مواقع في الخط الأول أمام الحدود المحتلة مقابل "كيبوتس ناحل عوز". وتقوم الحركة ببناء خطوط دفاعية برية ومواقع عسكرية على مقربة من البيوت السكنية والمباني التي هدمها الجيش الإسرائيلي خلال العدوان على غزة.
وكان جيش الاحتلال قد أجرى في مطلع الشهر، قبل أسبوعين من الانتخابات الإسرائيلية، تدريبات مكثفة في الضفة الغربية المحتلة، على مشارف المدن الفلسطينية. وشملت التدريبات مشاركة قوات كبيرة من الجيش النظامي لمحاكاة حالات اندلاع العنف وانتفاضة ثالثة في الضفة الغربية، وفق توقعات إسرائيلية ترى بأن استمرار الوضع القائم، خصوصاً عدم بدء مشروع إعادة إعمار قطاع غزّة، من جهة، واستمرار حالة تجميد الأموال الفلسطينية المستحقة للسلطة الفلسطينية، التي تبلغ اليوم أكثر من مليار دولار، من جهة ثانية، تنذر بفقدان السلطة الفلسطينية السيطرة على زمام الأمور.
وتخشى إسرائيل في هذا السياق، من ضعف التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية في حال اندلاع عمليات تمرد وانتفاضة في الضفة الغربية المحتلة، علماً بأن السلطة الفلسطينية شنّت أخيراً حملات اعتقال واسعة في صفوف حركة "حماس" في الضفة الغربية.
وبالإضافة إلى هذه التدريبات، فإنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي يجري تغييرات جوهرية في نظام عمل الوحدات المختلفة وحجم هذه الوحدات. وقد أعلن أمس أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد، وطبقاً لتوصيات تقرير مراقب الدولة حول العدوان الأخير في القطاع، يعتزم إجراء تقليص كبير في حجم قوات الاحتياط الإسرائيلية، وخفض سنّ الحدّ الأقصى لتأدية خدمات الاحتياط في إسرائيل إلى ما بين سن 30 و35، بهدف ضمان عدد كاف وفعال من التدريب لجنود الاحتياط.
وتأتي هذه الخطوة لاستخلاص العبر مما حدث خلال العدوان على غزة، خصوصاً بعدما بيّن تقرير مراقب الدولة الإسرائيلي، أنّ هناك خوفا من أن يكون الجنود الذين يتم استدعاؤهم للحرب غير جاهزين قتالياً، وألا يكونوا قد تلقوا تدريبات كافية قبل الحرب، وهو ما تكشّف خلال العدوان الأخير على غزة.
ويسعى الاحتلال على ضوء مؤشرات مختلفة، سواء تلك الواردة في تقديرات مختلفة لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، التي حذّرت من أن المواجهة المقبلة مع "حماس"، في حال ظلت أوضاع القطاع على ما هي عليه، ستكون بين الفترة التي تعقب الانتخابات العامة (جرت الأسبوع الماضي)، وبين أشهر الصيف المقبل. كما أن جهات غربية مختلفة بينها الولايات المتحدة حذّرت هي الأخرى من أن استمرار احتجاز إسرائيل للأموال الفلسطينية، ووقف مشروع إعادة إعمار غزة من شأنه أن يؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية اقتصادياً، وبالتالي تفجّر الأوضاع كلياً.
ويجمع محللون عسكريون في إسرائيل، بينهم عاموس هرئيل في "هآرتس"، ورون بن يشاي في موقع "يديعوت أحرونوت"، على أن التحديات الأمنية التي تواجهها الحكومة المقبلة، لا تختلف في جوهرها عن تلك التي سادت في ولاية نتنياهو الثالثة. وتتمحور هذه التحديات أو التهديدات، في أربع جبهات: إيران، الحدود الشمالية (سورية ولبنان)، قطاع غزة والضفة الغربية وخطر التنظيمات الإسلامية المقبل من سيناء، ناهيك عن مخاطر "داعش"، وإن كان وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعالون، قد أعلن قبل نحو ثلاثة أسابيع في المؤتمر السنوي لمركز أبحاث الأمن القومي، أن "داعش" هي ظاهرة عابرة.