جون ستونز..نسخة حديثة لمدافع يتصارع عليه الكبار في أوروبا

16 يناير 2016
+ الخط -


خسر إيفرتون مباراة واحدة في آخر 11 مباراة خارج أرضه بالدوري الإنجليزي هذا الموسم، في تطور ملحوظ للفريق الثاني في مقاطعة ميرسيسايد، تحت قيادة المدير الفني الشاب روبرتو مارتينيز. ولعب "التوفيز" مباراة متكاملة في كل شيء أمام مان سيتي في ملعب الاتحاد خلال جولة منتصف الأسبوع، وعلى الرغم من أنه فشل في تسجيل أي هدف، إلا أنه، أيضاً، حافظ على نظافة شباكه طوال التسعين دقيقة، ليخرج بنقطة على الرغم من قوة أسماء فريق المدرب بليغريني.

المعادلة الصعبة
يلعب إيفرتون بخطة 4-2-3-1 على الورق، بتواجد محمد بيسيتش بجوار باري في المحور، مع الضرب في الهجوم بالثلاثي ديولوفيو وأوثمان وباركلي، خلف المهاجم الصريح لوكاكو. لكن داخل الملعب يعود باركلي كثيراً إلى خانة الوسط، من أجل زيادة العمق الدفاعي بالمنتصف، رفقة قيام ثنائي الأجنحة بالدور الدفاعي أمام الظهيرين، لتتحول الخطة إلى 4-5-1 من دون الكرة.

يملك الفريق قوة هجومية متنوعة منذ الموسم الماضي وما قبله، لكن الجديد، أخيراً، توازن الدفاع أثناء التحولات والمرتدات، ويعود الفضل في ذلك إلى التطور المذهل في مستوى المدافع الأول جون ستونز، الاسم الصاعد بقوة بين كبار البريمرليغ، واللاعب "الجوكر" في الخط الخلفي، نتيجة قدرته على أداء كل الوظائف بأي مركز يكلف بحمايته.

ستونز مواليد 1994، لاعب صغير في السن، يمتاز بطول فارع مع بنية جسمانية تؤهله لمقارعة أقوى المهاجمين داخل منطقة الجزاء، ومع خفة حركته، يستطيع بأريحية الصعود إلى الأمام، ومساندة لاعبي الارتكاز عند الضغط، من أجل بناء الهجمة من الخلف إلى الأمام، إنه باختصار المدافع رقم 1 في إنجلترا أخيراً.

أرقام مذهلة
لعب ستونز هذا الموسم 19 مباراة بالدوري، صحيح أنه لم يسجل أي هدف، إلا أنه بارع جداً في العرقلة المشروعة والمحاولات الهوائية الناجحة، ومع قلة ارتكابه مخالفات تحكيمية، تحول مدافع إيفرتون إلى نسخة ناجحة من اللاعب النظيف، الذي لا يتسبب في أخطاء قاتلة أو ضربات حرة من أماكن ثمينة داخل الثلث الهجومي الأخير.

يمتاز جون، أيضاً، بقوته في افتكاك وقطع الكرات، له 37 افتكاك سليم خلال 19 مباراة بالبطولة المحلية، مع تشتيت مستمر للكرات أمام مرماه، لذلك يعتمد عليه مارتينيز أثناء الدفاع المتأخر، لأنه الأجدر على منع الهجمات من الوصول إلى مهاحمي المنافس. كذلك يجيد الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط، مع دقة تمرير تصل إلى 90%، رفقة 87 كرة طولية صحيحة، أي كلما زاد العبء على لاعبي الوسط، يستلم ستونز الدفة ويتعهد بإخراج الكرة إلى لاعبي الهجوم.

ومع كل هذه الصفات الإيجابية، يستطيع صاحب الرقم 5 شغل مركزي المدافع الصريح والظهير الأيمن في تشكيلة رباعي الدفاع، وهذا الأمر يجعله مميزاً بحق بين بقية الأسماء الأخرى، خصوصاً أن الكرة في السنوات الأخيرة تتجه إلى قتل الرفاهية، ليصبح اللاعب متعدد الاستخدامات، هو الأهم بالنسبة لأي مدرب يلعب على البطولة.

شبح مورينيو
ربما لا يعرف كثيرون، أن جون ستونز، كان أحد الأسباب الرئيسية لخروج مورينيو من ستامفورد بريدج، لأن المدرب البرتغالي أراد المدافع الشاب بشدة خلال الميركاتو الصيفي، ووضعه على رأس قائمة المطلوبين، لكن فشلت إدارة الزرق في تلبية طلبات الرجل الاستثنائي، بسبب إصرار روبرتو مارتينيز على بقاء لاعبه مع إيفرتون، رافضاً كل العروض الخيالية من مختلف الفرق وعلى رأسهم النادي اللندني.

وبالتركيز على انتكاسة تشيلسي في بدايات الموسم، سنجد حتماً تراخي دفاعياً غير مبرر، وانخفاض شديد في مستوى الثنائي الخبير كاهيل وتيري، لذلك يعتبر ستونز، حتى اليوم، مطلباص إجبارياً أمام حامل اللقب، لأنه سيساهم في سد الفراغات أمام مرمى كورتوا، مع عمل سياسة الإحلال والتجديد داخل عمق الفريق على المدى البعيد.

لكن تشيلسي ليس المهتم الوحيد، هناك مانشستر يونايتد الذي يريد مزيداً من الأسماء في أقرب وقت، كذلك برشلونة الذي أعلن في أكثر من مناسبة عن رغبته في إضافة مدافع جديد بالصيف القادم، وبالتالي سيشهد الميركاتو حرباً مشتعلة على مدافع إيفرتون، مع الأخذ في الاعتبار إصرار روبرتو على بقاء اللاعب تحت أي ظرف.

البريميرليغ أنسب
برشلونة نادٍ كبير له جمهور عريض وتاريخ قوي، ويضم بين صفوفه خيرة الأسماء في أوروبا والعالم، أي يعتبر النادي الكاتلوني حلماً لأي لاعب شاب، لكن من الأفضل لمارتينيز عدم أخذ هذه المغامرة، لأن أسلوب اللعب في الليغا يختلف تكتيكياً عن البريميرليغ، فمعظم فرق إسبانيا وبالأخص برشلونة تلعب بدفاع متقدم، وأي مدافع جديد يحتاج إلى وقت طويل من أجل التكيف والتعلم، ويجب على اللاعب الإنجليزي وضع هذه الحسابات في تفكيره.

وباستبعاد خيار برشلونة، يبدو أن الثنائي تشلسي ومان يونايتد، هما الأقرب للحصول على خدماته على الصعيد الفني، نظراً للأرقام الضعيفة لكلا الفريقين، وحاجتهما إلى مدافع جديد يقود الخط الخلفي، بعد نهاية عصر جون تيري ورفاقه. ومع ابتعاد الكبيرين عن بطولة الدوري لهذا الموسم، فإن النسخة التالية ستكون أكثر منافسة، مع الانتدابات الجديدة لكل خصم كبير.

"إنه لاعب مهم جداً بالنسبة لنا، نحن نتطلع إلى استمراره معنا للمواسم القليلة المقبلة، وليس فقط في الأسابيع القليلة المقبلة"، هذه كانت تصريحات روبرتو مارتينيز في الصيف الماضي، لكن ربما يتغير كل شيء، خلال أشهر قليلة، فمدافعه صار ضمن الفئات النادرة، والكبار لن يتركوه أبداً.

دلالات
المساهمون