ناقش وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع نظيره البريطاني بوريس جونسون، اليوم الثلاثاء في لندن، سبل معالجة القوة المتنامية للصين، وإجراءات الصين في هونغ كونغ.
ويأتي ذلك وسط توتر العلاقات مع الصين وعقب أسبوع فقط من قرار جونسون استبعاد شركة الاتصالات الصينية العملاقة "هواوي" من شبكات الجيل الخامس في البلاد، وبعد يوم من إعلان وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب عن ترتيبات جديدة تشمل توسيع حظر الأسلحة الذي تم تطبيقه على البر الرئيسي للصين، وتعليق معاهدة تسليم المجرمين مع هونغ كونغ على الفور وإلى أجل غير مسمى.
وانضم راب إلى الاجتماع، وناقش الثلاثة أهمية أن تتخذ دول الأعين الخمسة (الولايات المتحدة، بريطانيا، كندا، أستراليا، نيوزيلندا)، نهجًا طموحًا للعمل معًا على تقنيات المستقبل. وتحدثوا عن قضايا الأمن العالمي والسياسة الخارجية المشتركة، بما في ذلك تصرفات الصين في هونغ كونغ وشينغ يانغ، والوضع في إيران وعملية السلام في الشرق الأوسط.
وأكد رئيس الوزراء ووزير الخارجية التزامهما بالتفاوض على اتفاقية قوية للتجارة الحرة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة تفيد اقتصادي البلدين.
إلى ذلك، أثار جونسون وفاة الشاب البريطاني هاري دان، البالغ من العمر 19 عامًا، الذي قتل في حادث سير بعد أن صدمته سيارة كانت تقودها زوجة دبلوماسي أميركي.
وذكر مكتب رئيس الوزراء أن الأخير "أكّد على ضرورة إنصاف هاري دان وأسرته"، وقال إنّ "هناك شعورا قويا بين سكان المملكة المتحدة بوجوب تحقيق العدالة".
أمّا بومبيو، فوصف الزيارة بالبناءة، بعد مناقشة موضوع الصين في حديقة داونينغ ستريت مع جونسون. وقال: "إن العلاقات الثنائية القوية بين بلدينا قد أرست الأساس للمناقشة الصريحة اليوم حول قضايا تتعلق باتصالات الجيل الخامس، ومفاوضاتنا من أجل اتفاقية للتجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة".
في المقابل، اعتبرت بكين أن "الغرب، وواشنطن على وجه الخصوص، أصيبوا بهستيريا معادية للصين، و(يواصلون) التفكير الاستعماري بشأن الدولة الشيوعية". وأضافت أن "حجم اقتصاد الصين يبلغ 15 تريليون دولار، خمسة أضعاف حجم اقتصاد المملكة المتحدة، وقرار استبعاد هواوي، أكبر شركة مصنعة لمعدات الاتصالات في العالم، سيضر بالاقتصاد البريطاني ويعيق التجارة ويثبط الاستثمار".
وقال متحدث باسم السفارة الصينية في لندن، في بيان، إن بكين أعربت عن قلقها بشأن تدخل المملكة المتحدة في شؤون هونغ كونغ التي تعتبر شؤونا داخلية للصين. كما حذّرت الصين بريطانيا من عواقب تعليق معاهدة تسليم المجرمين.
اعتبرت بكين أن "الغرب، وواشنطن على وجه الخصوص، أصيبوا بهستيريا معادية للصين
وكان راب قد قال في مجلس العموم، أمس الاثنين، إن هذه الخطوة جاءت ردا على "مخاوف خطيرة" بشأن انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة المرتبطة بقانون الأمن القومي الصيني الجديد. وأضاف أن المملكة المتحدة سعت إلى إقامة علاقة "إيجابية وبناءة ومتبادلة مع الصين، لكن قانون الأمن الجديد يشكّل انتهاكًا واضحًا وخطيرًا للإعلان البريطاني الصيني المشترك ولالتزامات الصين الدولية".
وعبّر عن قلقه، بشكل خاص، بشأن المواد من 55 إلى 59 من القانون، التي قال إنها أعطت السلطات الصينية القدرة على تولي الاختصاص في قضايا معينة، ومحاكمة تلك القضايا في محاكم البر الرئيسي الصيني من دون ضمانات قانونية أو قضائية. كذلك قال جونسون، أمس، إن المملكة المتحدة تغير ترتيباتها مع هونغ كونغ بسبب المخاوف الجدية لحكومته بشأن قانونها الأمني الجديد، لكنه دعا إلى التعامل مع الصين.
ومن المقرر أن يلتقي بومبيو، في وقت لاحق، حاكم هونغ كونغ السابق كريس باتن، وناثان لو، أبرز الناشطين الشباب في "حركة الإصلاح" في هونغ كونغ.