بريطانيا: جونسون يرفض دعم سفير بلاده في مناظرة تلفزيونية مع هنت

10 يوليو 2019
جونسون رفض توجيه الانتقاد الحاد للرئيس الأميركي (Getty)
+ الخط -


أثار موقف بوريس جونسون، المرشح الأوفر حظاً لخلافة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، التساؤلات بشأن مستقبل السفير البريطاني لدى الولايات المتحدة، كيم داروك، عندما رفض التعليق على مستقبل السفير خلال مناظرة تلفزيونية مع منافسه وزير الخارجية جيريمي هنت. 

وكان هنت قد اتهم الرئيس الأميركي بأنه "غير محترم ومخطئ"، وذلك بعد أن هاجم ترامب داروك واصفاً إياه بأنه "شخص شديد الغباء" و"أحمق". 

وتعهد هنت في المناظرة بأن يبقي على السفير في منصبه حتى موعد تقاعده نهاية العام الحالي، أما جونسون فقد رفض توجيه الانتقاد الحاد للرئيس الأميركي، ودعم الدبلوماسي البريطاني

كما دان هنت تصريحات ترامب حول رئيسة الوزراء ماي بالقول إنها "غير مقبولة"، بينما قال جونسون إن الرئيس الأميركي قد استدرج إلى "مناظرة سياسية بريطانية" لا علاقة له بها، إلا أنه لمح إلا أن تغريدة ترامب "لم تكن أفضل ما يمكن عمله". 

بريكست

وشهدت المناظرة، مساء أمس على شاشة "آي تي في"، نقاشاً حاداً بين وزيري الخارجية السابق والحالي حول من سيقوم بتطبيق بريكست في موعده، ودفاع جونسون عن عدم الاتفاق، واتهام هنت له بتفادي الإجابة عن أسئلته، ومتهماً إياه بـ"وضع طموحه الشخصي فوق مصلحة بريطانيا". 

ورفض جونسون، خلال المناظرة، فكرة الاستقالة من رئاسة الوزراء إذا فشل في تطبيق وعوده لبريكست، ورد بالقول "إن التأجيل لن يصل بنا إلى اتفاق"، وأضاف "أعتقد أنه من الضروري جداً ألا نتداول احتمالات الفشل في الخروج من الاتحاد الأوروبي يوم 31 أكتوبر/ تشرين الأول. لا أريد طرح أي سيناريو سيشجع الاتحاد الأوروبي على الدفع باستقالتي". 

وكان رد هنت القول: "لقد سألت جونسون سؤالاً صريحاً، وهو الذي قال سابقاً إن الخروج من الاتحاد الأوروبي يوم 31 أكتوبر مسألة حياة أو موت. وأعتقد أنها تعني تطبيق بريكست أو موت البلاد، وليس رئيس الوزراء الذي يجب أن يضع مستقبله على المحك، وهذه ليست قيادة".

بدوره، سخر جونسون من رفض هنت الالتزام بموعد ثابت لبريكست بالقول "متى هو الموعد؟ عيد الميلاد؟ هل عيد الميلاد أفضل لك؟"، كما رفض الاتهامات بأن وعوده الضريبية تفيد الأغنياء فقط، مشيراً إلى أنها ستكون جزءاً من حزمة معايير جديدة تساعد ذوي الدخل المنخفض أيضاً. 

وقال هنت "لقد أمضيت حياتي أقنع الناس بأننا لسنا حزباً للأغنياء، وأننا حزب للجميع، وإذا كانت أول تخفيضات ضريبية تعلن عنها هي لصالح الأغنياء، فهذه هي الإشارة الخاطئة التي ترسلها عن حزبنا".

وفيما يتعلق بتعليق عمل البرلمان البريطاني لصالح تطبيق بريكست من دون اتفاق، قال جونسون إن سحب عدم الاتفاق من على طاولة المفاوضات "أمر شديد الغرابة". 

وأوضح أن التحذيرات من أن البرلمان سيسحب الخيار من يد رئيس الوزراء أمر مبالع فيه، مشددا: "لقد رفض البرلمان مؤخراً التصويت ضد عدم الاتفاق. هناك صحوة من التفكير الواقعي في أجوائنا السياسية".

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني السابق جون ميجور إنه سيطلق مراجعة قضائية لمنع جونسون من إغلاق البرلمان بهدف تطبيق بريكست من دون اتفاق "المرفوض كلياً".


ودان ميجور الذي كان رئيساً للوزراء بين عامي 1990 و1997 عن حزب المحافظين، أوفر المرشحين حظاً لخلافة ماي لعدم نفيه احتمال تعليق عمل البرلمان، والذي شبهه بتصرفات الملك تشارلز الأول في القرن السابع عشر، والتي أشعلت الحرب الأهلية الإنكليزية. 

وأضاف ميجور أن مؤيدي بريكست المشدد في الحزب يتصدرون الدفاع عن السيادة البرلمانية، "إلا عندما لا تناسب السيد جونسون". وأضاف مهدداً: "إني مستعد لطلب مراجعة قضائية لتجنب تجاوز البرلمان"، وذلك في رد على قول جونسون خلال المناظرة التلفزيونية إنه "سيبقي جميع الخيارات على الطاولة".

وكان أعضاء حزب المحافظين قد بدأوا التصويت هذا الأسبوع لانتخاب خليفة لرئيسة الوزراء تيريزا ماي. وينتظر أن يعلن عن اسم المنتصر يوم 22 يوليو/ تموز، وليستلم رئيس الوزراء الجديد مهامه بعد ذلك بيومين. 

المساهمون