أعرب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، عن مشاركة السعودية قلقها من التهديد الإيراني في سورية واليمن، مشدداً على ضرورة التزام إيران بالقوانين الدولية.
وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير، اليوم الأحد، في الرياض، "نتفق مع السعودية حول القلق من التهديد الإيراني في سورية واليمن، فالتهديد الإيراني في المنطقة يقلقنا كما يقلق السعودية".
وأشار إلى أنّه بحث مع الجبير الهجوم "المأساوي" على حلب، وأكد أن لا حل عسكرياً للأزمة في سورية. كما بيّن أنّ النقاش تطرّق إلى "سبل التعاون في الحرب على الإرهاب الذي يتهددنا جميعاً، ومخاطر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وتشويهه صورة الإسلام".
من جهةٍ أخرى، شدد الوزير البريطاني على الالتزام بتخفيف معاناة الشعب في اليمن، معرباً عن تفهمه المخاطر التي تتعرض لها السعودية من جراء الصراع على حدودها.
وقال جونسون "ندرك التهديد الجسيم الذي تواجهه السعودية بسبب إطلاق النار عبر الحدود، ونحن قلقون من استهداف المملكة بصواريخ باليستية مصدرها اليمن". واعتبر أنّ إيران تتدخّل في شؤون أكثر من دولة في المنطقة، مؤكداً في الوقت عينه الحرص على علاقات جيدة مع طهران في حال التزامها القوانين الدولية.
وأضاف "علينا أن نكون متيقظين لدور إيران في المنطقة، وعلى طهران الالتزام بالقوانين الدولية، والاعتماد على القنوات الدبلوماسية والقانونية في علاقاتها مع الدول".
من جهته، قال الجبير إنّ "إيران تفرض سياسات طائفية في تدخّلها بدول الجوار من لبنان إلى اليمن، وتسهّل عمل الجماعات المتطرفة وتنقل عناصرها عبر حدود الدول"، مضيفاً أنّ "إيران لطالما فجّرت واغتالت، ودعمت جماعات مثل القاعدة بعد اعتداءات 11سبتمبر/أيلول 2001".
وأشار الوزير السعودي إلى أنه "إذا أرادت إيران علاقات جيدة مع دول المنطقة، فعليها الالتزام بمبادئ القانون الدولي وحسن الجوار، والكف عن دعم الإرهاب ونشر الطائفية".
وأكد في الوقت عينه، أنّ المشاورات ما زالت مستمرة بين دول مجلس التعاون الخليجي، لإدراج جماعة "أنصار الله" في اليمن (الحوثيين) على قائمة الإرهاب.
ورداً على سؤال حول تصريحات لوزير الخارجية البريطاني التي أثارت جدلاً حول السعودية، ردّ الجبير أنّ "تصريحات جونسون تم تناقلها على نحو غير سليم في وسائل الإعلام".
وكان قد نقلت عن جونسون تصريحات مثيرة للجدل، عن أن السعودية وإيران تقومان بـ"إشعال الحروب بالوكالة في أنحاء الشرق الأوسط"، وقال في روما، الأسبوع الماضي، إنّ "غياب قيادة حقيقية في الشرق الأوسط، سمح للناس بتحريف الدين وخوض حروب بالوكالة".
لكنّ الجبير شدد على أنّه "ليس لدينا شك حول سياسات بريطانيا وموقف وزير خارجيتها، والتصريحات لم تكن صحيحة بالطريقة التي نُشرت بها، وكانت خارج السياق".
وشدد أيضاً على أنّ "العلاقات مع المملكة المتحدة وطيدة، وأكدتها مواقف رئيسة الوزراء تيريزا ماي في القمّة الخليجية مؤخراً".