حادثة انتحار الشاب عبد الرحمن العبيدي البالغ من العمر 25 عاماً، بعد أن رأى طفلته الوحيدة تموت أمام عينيه بسبب نقص الحليب، ليست الأولى في ناحية البغدادي غرب محافظة الأنبار العراقية.
وتعدّ حادثة انتحار العبيدي السادسة في الناحية والعاشرة في المحافظة، بحسب مصدر في دائرة صحة الأنبار الذي أكد لـ "العربي الجديد" أن الحصار الذي تفرضه القوات الأمنية العراقية ومليشيات "الحشد الشعبي"، وبطش تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" دفع عددا من السكان المحليين للتفكير بالانتحار، بعد أن ضاقت بهم سبل العيش، إذ ترسل لهم الحكومة الطائرات لتمطرهم بالقنابل والصواريخ في وقت ينتظرون فيه الماء والغذاء، محذراً من كارثة إنسانية حقيقية بدأت تحلّ بالمحافظة، مشيراً إلى وفاة المئات وربما الآلاف بسبب الجوع الذي قوبل بالتجاهل من مسؤولي المحافظة والحكومة الاتحادية.
وفي سياق متصل، حمّل قائممقام قضاء حديثة عبد الحكيم الجغيفي، وزير التجارة العراقي مسؤولية وفاة 10 مدنيين، بينهم 4 أطفال و4 نساء جوعاً خلال أسبوع واحد، مؤكداً أن علامات الإغماء وفقدان الوعي بدأت تظهر على السكان المحليين، بسبب افتقادهم لمستلزمات العيش، وعدم إيصال وزارة التجارة مفردات البطاقة التموينية إلى المنطقة.
ودعا الحكومة الاتحادية في بيان للإسراع بإنقاذ أهالي حديثة والبغدادي بإرسال الغذاء عبر الجسر الجوي الذي يربط بغداد بقاعدة عين الأسد، أو من خلال الطريق البري الذي يربط الأنبار بكربلاء لإنقاذ السكان المحاصرين من خطر الموت جوعاً.
كما انتقد النائب عن محافظة الأنبار محمد الكربولي صمت الحكومة عن الكارثة الإنسانية في المنطقة، مؤكداً أن أهالي البغدادي وحديثة يأكلون الورق والعلب الكارتونية بسبب الجوع.
من جهة أخرى، كشفت مصادر طبية في مستشفى الفلوجة عن تجاوز ضحايا القصف الحكومي للمدينة الـ 6000 آلاف مدني بين قتيل وجريح، مشيرة إلى مقتل 2399 مدنياً، وإصابة 4080 آخرين أغلبهم من النساء والأطفال خلال القصف العشوائي بالبراميل المتفجرة والصواريخ والقنابل الذي تعرضت لها الفلوجة خلال أكثر من عام. وأكدت أن مستشفى المدينة تعرض للاستهداف 36 مرة، داعية الجهات المختصة لتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية للمستشفى الذي يستقبل عشرات الجرحى بشكل يومي.
اقرأ أيضاً: الحصار يقتل سوريين جوعاً في دمشق وريفها