"دهب أيلول" لقاء جوزف حرب وألحان فيلمون وهبي
في فترة "انفصال" فيروز عن الأخوين رحباني، لحّن لها فيلمون وهبي (1918ـ 1985) أربع قصائد لجوزف حرب (1944ـ 2014) صدرت عام 1980 في ألبومٍ مُنفرد بعنوان "دهب أيلول". الأغنيات هي "يا قونة شعبيّة" و"ورقو الأصفر" و"طلعلي البكي" و"يا ريت منن".
أثار "دهب أيلول" آنذاك ضجةً في الوسط الفني اللبنانيّ، لأنه صدر في أجواءٍ مشحونة ومكلّلةٍ بصمت فيروز إزاء كلّ ما دار حول انفصالها عن زوجها عاصي الرّحباني. إذ كانت السيّدة مُنشغلة بالتحضير لعملٍ مختلفٍ عمّا اعتاده الجمهور، لتكسرَ صمتَها بالغِناء بدلاً من التصريحات الصحافية.
استضافِة فيلمون وهبي لقصائد جوزف في مخيّلته اللحنيةِ أنتجَت عملاً استوقف الجمهور، لاختلافِ ألحانِه عن القوالب الموسيقيّة التي برزت فيها أغنيات فيروز في ذلك الوقت، إذ اعتمد المُلحّن في كامل عمله على الموسيقى الشّرقيّة الصافية أكثر من اعتمادِه على المدارس الأخرى. ولا بدّ أنّ القصائد لعبت دوراً أساسيّاً في البناء والتكوين اللحنيّ لـ"دهب أيلول".
الذاكرة التفصيليّة هي الثيمة الأساسيّة التي تجعلُ من الألبومِ عملاً يتّسمُ بوحدة موضوعيّة وتُعطيه نبرةً متفرّدة. الذّاكرة الحميمة التي استدعَت أوّل المطر وبدايات البُكاء في "ورقو الأصفر"، تركَت للحنينِ مساحةً كبيرةً ينتقي عبرَها ما يحلو له من مشاهدَ دقيقة ومكثّفة، كذاك المشهد المرئيّ في أغنية "طلعلي البكي": "بالقهوة البحرية/ وطلِّع بإيديك/ وتشرب من فنجانَك/ وإشرَب من عينيك".
الذاكرة التفصيليّة هي الثيمة الأساسيّة التي تجعلُ من الألبومِ عملاً يتّسمُ بوحدة موضوعيّة وتُعطيه نبرةً متفرّدة. الذّاكرة الحميمة التي استدعَت أوّل المطر وبدايات البُكاء في "ورقو الأصفر"، تركَت للحنينِ مساحةً كبيرةً ينتقي عبرَها ما يحلو له من مشاهدَ دقيقة ومكثّفة، كذاك المشهد المرئيّ في أغنية "طلعلي البكي": "بالقهوة البحرية/ وطلِّع بإيديك/ وتشرب من فنجانَك/ وإشرَب من عينيك".
وفي قصيدة "يا قونة شعبية"، يتابع حرب بالأسلوبية نفسها التفاصيل الدافئة والموجعة في آن واحد، لتُشكّل هذا الوطن جاعلةً منه "جبلَ الحقّ الذي لا يموت": "من خشب الدّف/ عملولك صليبك يا وطني/ وعجبل الشهدا/ رفعولك صليبك يا وطني".
ضمّ "دهب أيلول" نصف القصائد التي لحّنها وهبي لحرب. أما القصائد الأربع الأخرى ("بليل وشتي" و"أسامينا" و"لمّا عالباب" و"إسوارة العروس") فصدرت أغنياتها بألبومٍ واحد في العام 1989، كتبت فيروز على غلافه الخلفيّ مودِّعةً وهبي: "كل اللي تركتن اشتاقولك. وكل اللي جايين رح يحبّوك". وها هي أيضاً تلوّح بهذا الوداع لجوزف، بصمتٍ جديد.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
المزيد في ثقافة
