جوائز الأوسكار.. شبهات عنصرية

19 يناير 2016
(مشهد من فيلم "كومبتون")
+ الخط -

ليست هي المرّة الأولى التي تثار فيها مسألة غياب الممثلين السود عن قوائم المرشّحين لجوائز أوسكار؛ فقد حدث ذلك في الدورة الماضية أيضاً. لكن هذا العام، لا يبدو أن الأمر سيمرّ بهدوء على "أكاديمية الفنون وعلوم السينما" الأميركية.

الانتقادات التي طاولت الأكاديمية بسبب طغيان البيض على اختياراتها لأسماء المرشّحين، ودعواتُ المقاطعة التي وُجّهت العام الماضي، قد تتحوّل إلى أفعال، بعد قرار عدد من السينمائيين من أصول أفريقية مقاطعة حفل إعلان وتسليم جوائز أوسكار، في دورتها الثامنة والثمانين الشهر المقبل.

اغتنم المخرج الأميركي سبايك لي ومواطنته الممثّلة جادا بِنكيت ذكرى ميلاد مارتن لوثر كينغ المصادف للخامس عشر من كانون الثاني/ يناير، ليُعلنا عن قرارهما مقاطعة الحفل، بسبب "نقص التعدّد الإثني في قائمة المرشّحين".

سبايك لي، الذي حاز جائزة أوسكار فخرية، تقدَّم بشكوىً إلى الأكاديمية، منتقداً فيها "غياب التعدّد العرقي" في قائمة المرشّحين لنيل الجائزة، مذكّراً أنه خلال العامين الماضيين جرى ترشيح أربعين ممثّلاً وممثّلة بيض البشرة.

وكتب في حسابه على إنستغرام: "لا يمكننا دعم هذا الحفل، فكيف يمكن لجميع المرشّحين ضمن فئة التمثيل أن يكونوا من البيض؟"، معتبراً أن "المعركة الحقيقية حول العنصرية ليست مع الأكاديمية، ولكنها مع استوديوهات هوليوود وشبكات التلفزيون".


أمّا بِنكيت، وهي زوجة الممثّل ويل سميث، فقالت في رسالة على يوتيوب: "لن أحضر حفل الأوسكار.. نحن أشخاص لدينا كرامة، ولدينا قوة أيضاً"، مضيفةً: "يصادف اليوم ذكرى ميلاد مارتن لوثر كينغ، ويجب أن أوجّه هذا السؤال: ألم يحن الوقت بعد ليدرك الناس كمية القوة والتأثير التي نملكها، والذي لا ننتظر من خلاله أية دعوة من أحد؟".

هذا هو العام الثاني على التوالي الذي تُطلق فيه دعوات لمقاطعة الأوسكار، غير أن لي وبِنكيت هما أول شخصيتين تنتميان إلى "الصف الأول في هوليوود" تهدّدان بمقاطعة الحفل.

أمّا مقدّم الحفل، الممثّل الكوميدي كريس روك، وإن حاول البقاء خارج الجدل حين وصف حفل أوسكار بأنه "حفل جوائز الترفيه والتلفزيون للممثلين السود والبيض"، فقد عاد ليصفه بأنه "حفل جوائز للممثّلين البيض".

وانتُقدت الأكاديمية بسبب عدم ترشيح عدد من الأعمال السينمائية التي يظهر فيها ممثّلون سود؛ من بينها فيلم "كومبتون" لجائزة أفضل صورة، وأيضاً ويل سميث لجائزة أفضل ممثّل عن دوره في فيلم "ارتجاج".

ليس الجدل المرتبط بالعنصرية في هوليوود جديداً، وفي السنوات الأخيرة ثمة كثير من الحوادث المشابهة، من بينها على سبيل المثال ما أثير عام 2014 حول سلسلة الكرتون "توم وجيري"، التي وُجّهت إليها اتّهامات بتضمّنها إشارت عنصرية من خلال توظيف شخصية الخادمة السوداء وشخصيات سوداء أخرى. الأمر الذي دعا بعض الشركات إلى بثّه مرفقاً بتحذير من مضامينه العنصرية: "قد تظهر في مسلسل توم وجيري بعض الإحالات العرقية والعنصرية التي كانت شائعة في المجتمع الأميركي. لا شك في أنها كانت خاطئة حينها كما هي خاطئة اليوم".



اقرأ أيضاً: "القدّاس الأسود": جرائم بحماية القانون

المساهمون