ووفقاً لمسؤول بجهاز الشرطة العراقية في بغداد، فإنّ "الابتزاز بالزي العسكري أصبح ظاهرة متفشية في بغداد وعدد من المحافظات، بخاصة تلك التي تم تحريرها من تنظيم داعش"، مشيرا إلى "تسجيل عشرات الحالات من الابتزاز خلال الشهرين الأخيرين".
وأوضح المتحدث لـ "العربي الجديد"، أنّ "عصابات مكونة من شخصين أو أكثر، ترتدي زيا عسكريا، تقوم بطلب هويات المواطنين، ومن ثم تتهمهم بأن أسماءهم مشتبه بها، لتحصل على مبالغ مالية منهم مقابل تركهم"، مبينا أنّ "الكثير من المواطنين أجبروا على دفع الأموال خشية الاعتقال من قبل هؤلاء الأشخاص".
وأكد أنّ "المواطنين المتضررين من جراء هذه العمليات قدموا شكاوى في مراكز الشرطة، ويتم التحقيق بقضاياهم".
ويرجح مواطنون، أن يكون المسلحون من عناصر مليشيا "الحشد الشعبي" التي تعمل على استفزاز الأهالي لتحقيق مكاسب مالية.
ويقول أبو إبراهيم، وهو من أهالي مدينة تكريت محافظة صلاح الدين، لـ"العربي الجديد": "تعرضت للابتزاز من قبل عسكريين اثنين يستقلان سيارة مدنية، كنت أسير ليلا على مسافة قريبة من منزلي، وإذا بسيارة تقف بجانبي، ترجّل منها عسكريان وهما يحملان مسدسات وطلبا مني إثبات شخصيتي"، ويتابع: "قدمت لهما هويتي الخاصة، وقالا اسمك مشتبه به، سنأخذك إلى التحقيق، وأجبراني على الصعود معهما إلى السيارة".
ويضيف: "كاد الخوف يقضي علي، لكنهما قالا لي يمكننا تسوية موضوعك، وعليك أن تدفع مبلغا ماليا مقابل ذلك، وإلّا سيتم اعتقالك والحكم عليك"، مبينا أنهما "أخذا من محفظتي كل ما فيها من مال، وكانت تضم ما يعادل 150 دولارا".
ويتابع: "بعد ذلك أنزلاني في الشارع مقابل أحد الفروع، ونبها علي أن لا ألتفت إلى الوراء، وبالفعل ذلك ما قمت به، حتى ذهبت السيارة مسرعة، حينها أدركت أنهما يريدان إبعادي حتى لا أعرف رقم السيارة، وفهمت أنها عملية استفزاز".
ويرجّح المتحدث أن "يكون المسلحان من عناصر الحشد الشعبي، إذ كان أحدهما بلحية طويلة نوعا ما، كما أن هيئتهما لا تدل على أنهما يعملان بمؤسسة عسكرية نظامية.
وتعمل القوات الأمنية على متابعة العمليات الاستفزازية للعصابات المنفلتة، وقد اعتقلت عددا منها في عدة محافظات. ويوضح ضابط في قيادة العمليات المشتركة، لــ"العربي الجديد"، أنّ "هذه العمليات الاستفزازية تكثر في المحافظات المحررة من قبل داعش، حيث إنّ ملفاتها الأمنية لم يسيطر عليها بعد بشكل كامل".
ويؤكد أنّ "القوات الأمنية ألقت القبض على عدد من تلك العصابات، في محافظات الموصل وكركوك وصلاح الدين"، مبينا أنّ "التحقيقات معهم، أثبتت أنهم لا يمتون إلى المؤسسات العسكرية بصلة، وهم عصابات وأفراد يعملون على الاستفزاز ويرتدون الزي العسكري".
ويشير إلى أنّ "هذه العصابات تخضع للتحقيق، وستصدر الأحكام القانونية بحقهم"، مؤكدا "أهمية تعاون المواطنين بتقديم معلومات عن هذه العصابات والمناطق التي تنفذ فيها عملياتها، حتى يتم القضاء عليهم".
يشار إلى أنّ العصابات المسلحة بالعراق، باتت تتفنن بارتكاب جرائمها، مستفيدة من تعدد الأجهزة الأمنية، وعدم انضباطها، كما أن تعدد فصائل مليشيات الحشد الشعبي، منح تلك العصابات فرصة انتحال شخصيات أمنية أو تابعة للحشد.