جنكيز بإفادتها في محاكمة المتهمين بقتل خاشقجي: "تعرض لخيانة"

03 يوليو 2020
جنكيز: أنا أشتكي ضد كل شخص دبّر لهذا الأمر (الأناضول)
+ الخط -

انتهت الجلسة الأولى من محاكمة المتهمين بقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده عام 2018، "غيابياً"، اليوم الجمعة، حيث أدلى كل من مستشار رئيس حزب "العدالة والتنمية" التركي ياسين أقطاي، وخطيبة خاشقجي، خديجة جنكيز، بإفادتهما، في حين تقرر عقد الجلسة الثانية في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل بناء على طلب محامي المتهمين، وفقاً لما نقلته وكالة "الأناضول".

وعقدت الجلسة في محكمة العقوبات المشددة الـ11 في القصر العدلي بمنطقة تشاغليان في إسطنبول، بعدما وافقت على لائحة الاتهام، في إبريل/ نيسان الماضي.

ونقلت الوكالة ما قالته جنكيز في إفادتها، والتي أكدت خلالها أنّ خاشقجي تعرض لعملية "خداع وخيانة" كبيرة عبر استدعائه إلى القنصلية السعودية.

 

 

وأضافت "أنا أشتكي ضد كل شخص دبّر لهذا الأمر وأعطى التعليمات".

وأشارت جنكيز إلى أن خاشقجي كان يشعر ببعض القلق قبيل ذهابه إلى قنصلية بلاده، لطلب أوراق رسمية بخصوص إجراءات الزواج.

وأوضحت أنه يوم 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2018 اتصل خاشقجي بالقنصلية، وتحدّث مع شخص يدعى سلطان، الذي عاد واتصل به بعد قرابة 20 دقيقة، وأخبره بأن وثائقه جاهزة.

وأضافت أنها لم تشعر بأي قلق على سلامة خاشقجي عندما دخل قنصلية بلاده، مبينة أنّ القلق بدأ يساورها بعدما طال انتظارها، ثم اتصلت بأختها.

وتابعت "عندما أخبرتني شقيقتي بأنّ الدوام الرسمي انتهى بالقنصلية سارعت على الفور إلى الشرطة (حراس القنصلية) وعندما علمت بأن الشرطة لا دراية لها به، اتصلت بالقنصلية، وسألت عن جمال وقلت لهم إنني خطيبته، ولكن بعدها جاء إلي شاب سعودي في عمر الـ25 تقريباً وقال لي إنه تفقد كافة غرف القنصلية ولم يجد جمال، عندها أدركت أن شيئاً ما حل بجمال، فاتصلت بالسيد ياسين أقطاي (مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية)".

 

 

من جهته، قال أقطاي، بصفته شاهداً بالقضية، بحسب ما نقلته عنه "الأناضول"، إنّ صداقته تمتد إلى سنوات مع جمال خاشقجي.

وأضاف أنه يعلم جيداً موقع جمال خاشقجي في الداخل السعودي، إذ كان يسعى لتوطيد العلاقات التركية السعودية.

وبعد الاستماع إلى شهادتي جنكيز وأقطاي، منحت المحكمة حق الاستماع إلى محامي المتهمين، الذين بدورهم قالوا إنهم لم يستطيعوا التواصل مع موكليهم، وإنهم سيقدمون دفاعهم عن المتهمين بعد الحديث معهم.

بعدها قررت المحكمة عقد الجلسة التالية في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

 

 

الجلسة مهنية جداً
وعن المحاكمة، أشادت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالإعدامات خارج نطاق القضاء أغنيس كالامار، اليوم الجمعة، بالجلسة الأولى من محاكمة المتهمين بقتل خاشقجي.

جاء ذلك في تصريحات أدلت بها كالامار، خلال لقاء مع قناة "الجزيرة" الإخبارية، عقب انتهاء الجلسة.

المقررة الأممية توقعت أن يكون هناك ذكر لأسماء إضافية في القضية ربما يكون بينها اسم محمد بن سلمان 

وقالت كالامار إنّ "جلسة المحاكمة في قتل خاشقجي كانت جيدة جداً، ومهنية جداً"، مشيرة إلى أنه "كانت هناك معلومات جديدة، كشف عنها اليوم".

وأضافت أن "هناك فرقاً كبيراً بين المحاكمة التي جرت بإسطنبول، والتي جرت بالسعودية"، موضحة أن "المحاكمة السعودية ركّزت على منفذي عملية القتل، ولم تتطرق لأدوار القيادة على مستوى أعلى".

وتوقعت المقررة الأممية أن "يكون هناك ذكر لأسماء إضافية في القضية (بإسطنبول)، وربما يكون بينها اسم محمد بن سلمان (ولي العهد السعودي)"، مشيرة إلى إمكانية أن تساعد في "إجراء محاكمات (لقتلة خاشقجي) خارج تركيا".

وأعدت النيابة العامة في إسطنبول لائحة اتهام من 117 صفحة ضد المتهمين الصادر بحقهم قرار توقيف في إطار مقتل خاشقجي، الكاتب بصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

وتحتوي اللائحة على اسم خاشقجي بصفة "المقتول" وخطيبته خديجة جنكيز بصفة "المشتكي"، مطالبة بالحكم المؤبد بحق كل من "أحمد بن محمد العسيري وسعود القحطاني"، بتهمة "التحریض على القتل مع سبق الإصرار والترصد والتعذيب بشكل وحشي".

 

 

كذلك تُطالب اللائحة بالحكم المؤبد بحق الأشخاص الـ18 الآخرين بتهمة "القتل مع سبق الإصرار والترصد والتعذيب بشكل وحشي".

وفي 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، قتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول، وباتت القضية من بين الأبرز والأكثر تداولاً في الأجندة الدولية منذ ذلك الحين.

وعقب 18 يوماً من الإنكار، قدمت خلالها الرياض تفسيرات متضاربة للحادث، وأعلنت مقتل خاشقجي إثر "شجار مع سعوديين"، وتوقيف 18 مواطناً في إطار التحقيقات، دون الكشف عن مكان الجثة.

المساهمون