جنرال إسرائيلي يدعو لاتفاق مع واشنطن يوازي الاتفاق النووي

27 اغسطس 2015
قراءة إسرائيلية تتوقع فشل جهود نتنياهو لاحباط "النووي" (getty)
+ الخط -
تزداد الاحتمالات التي ترجح فشل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في إحباط الاتفاق النووي مع إيران في الكونغرس، أو توفير أغلبية ضد قرار فيتو رئاسي، يلغي رفض الكونغرس للاتفاق، وهو ما تدعو أوساط ومحافل أمنية إسرائيلية، بالإضافة إلى السياسيين المعارضين لنتنياهو، إلى حثه للتوصل لاتفاق مواز بين إسرائيل والولايات المتحدة، يعوض عن الاتفاق النووي مع إيران.

وانضم مدير عام معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، الجنرال احتياط عاموس يادلين، إلى المطالبين بضرورة المسارعة للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق.

واعتبر يادلين في ورقة تقدير موقف نشرها المركز، أن التقديرات تشير إلى تضاؤل احتمالات رفض الكونغرس للاتفاق النووي مع إيران، وبالتالي وعلى ضوء المخاطر التي يشملها الاتفاق للأمن الإسرائيلي فإنه يدعو نتنياهو مجددا إلى المسارعة للخوض في مفاوضات مع الولايات المتحدة بهدف "بلورة الاتفاق الموازي" بين إسرائيل والولايات المتحدة.

اقرأ أيضا: صفقات السلاح مع إيران أوجه فشل نتنياهو

ومع أن مركز أبحاث الأمن القومي، مؤسسة بحثية تابعة لجامعة تل أبيب، إلا أن دراساته وأوراقه البحثية تلقى اهتماما في أروقة الحكومة الإسرائيلية وفي أذرع الجيش المختلفة.

وفي هذا السياق تشكل دعوة يادلين، وإن كان مثل هذا الموقف ليس جديدا، في إسرائيل، مؤشرا إضافياً على ترجيح نجاح باراك أوباما في تمرير الاتفاق في الكونغرس، أو منع تبلور أغلبية ضد قرار فيتو رئاسي في هذا الشأن.

ويطالب يادلين أيضاً، بأن تتم صياغة نقاط التفاهمات ومجالات التعاون العسكري والاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة، هذه المرة، في اتفاقية ثنائية رسمية وملزمة وليس مجرد تفاهمات غير رسمية أو عبر تبادل رسائل بين الطرفين، وذلك لتفادي مصير الرسائل التي تم تبادلها بين الرئيس بوش، وبين رئيس الحكومة الإسرائيلية السبق أريئيل شارون عام 2004، إذ لم يتم تبني هذه الرسائل أو الاعتراف بها، بحسب يادلين، من قبل الإدارات التي أعقبت إدارة جورج بوش. كما أن حقيقة عدم توقيع إسرائيل أو كونها طرفا في الاتفاق الموقع مع إيران، تجعل من التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة أمراً ضرورياً وملحاً.

وعلى الرغم من إعلان يادلين معارضته لموقف نتنياهو، فيما يتعلق بالتفاوض مع الولايات المتحدة، إلا أنه يكرر بدوره ادعاءات نتنياهو ضد الاتفاق، سواء على صعيد تداعياته في مال الذرة، وبالأساس انتهاء سريان الحظر على إيران بعد 15 عاما، واحتمالات انطلاق سباق تسلح نووي من قبل دول عربية أخرى في الشرق الأوسط، أم في مجال الأسلحة التقليدية وتداعيات تدفق الأموال على إيران، مما ينذر بولادة أخطار تقليدية جديدة في مقدمتها تطوير القوة العسكرية التقليدية لإيران، وتوفير ترسانة عسكرية بسلاح متطور للغاية، أم لدول الخليج الغنية.

ولا ينسى يادلين، الحديث عن تغيير التوازن العسكري الإقليمي أيضاً، بما يضعف ويخل بالتفوق النوعي والكمي الإسرائيلي، مقابل تعزيز قوة لاعبين آخرين يعملون تحت توجيه وإرشاد إيران مثل حزب الله، أو زيادة قدرة إيران على ضرب العمق الإسرائيلي عبر إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل من الأراضي السورية، عبر مجموعات مختلفة بينها حزب الله والجهاد الإسلامي، وحتى حماس من قطاع غزة، مع مواصلة العمل لهز وإضعاف الأنظمة الموالية للغرب في المنطقة.

اقرأ أيضاً: أوباما يعيّن سفيراً للاتفاق النووي وسط اتّساع دائرة الرفض