وأشار جنبلاط، خلال الجلسة الثانية من إفادته، إلى "تبدل العلاقة مع وصول بشار الأسد إلى رأس النظام في سورية، على الرغم من اعتقاد الحريري أن العلاقة التي كانت مع حافظ الأسد ستستمر مع نجله بشار".
وعدّد جنبلاط مجموعة خطوات اتخذها النظام السوري وحلفاؤه في لبنان للضغط على الحريري بين عامي 2000 و2004 كـ "احتلال مبنى وزارة المالية في عهد الوزير فؤاد السنيورة أثناء إعادة النظر في رواتب العسكريين".
كذلك استدعى بشار، الحريري عام 2003 وأنذره بحضور غازي كنعان والضابط محمد خلوف بأنه هو الحاكم، وطلب إليه بيع أسهمه في صحيفة النهار. وقد أثار هذا التهديد استغراب الحريري، بحسب جنبلاط، "وتبددت الشكوك لديه بشأن نظرة بشار السلبية إليه، فبدا قلقاً لدى عودته".
وأكّد النائب اللبناني أنه "لو استدعي رستم غزالة إلى المحكمة لكان قدم أدلة حول اغتيال الحريري، كونه كان المسؤول الوحيد عن ملف لبنان منذ عام 2003". ووصف جنبلاط علاقة الأفرقاء اللبنانيين بغزالي بـ "غير الودية لأننا وصلنا إلى مرحلة سياسية معادية للنظام منذ عام 2003 وطالبناه بالانسحاب وفقاً لاتفاق الطائف".
كذلك، تناول جنبلاط علاقته الشخصية برفيق الحريري "التي نشأت في منتصف الثمانينيات مع وصول الأمير بندر بن سلطان إلى لبنان برفقة الحريري، وقد استمرت العلاقة التي تطورت إلى صداقة وطيدة حتى ليلة استشهاده، رغم الخلافات السياسية والاقتصادية. وقد اتفقنا على رفض التمديد للرئيس لحود، لكن الحريري الذي ظن أنه يستطيع التعاون مع بشار، عاد وصوّت للتمديد وفق رغبة النظام السوري".
وفي الجلسة الأولى من إفادته، عرض جنبلاط علاقته بسورية "التي انطلقت عام 1977 بعد أربعين يوماً من اغتيال والدي كمال جنبلاط على يد النظام السوري"، وأشار جنبلاط إلى أن الرئيس السوري حافظ الأسد "تفاجأ بزيارتي له بعد اغتيال كمال جنبلاط".
وقال جنبلاط، إنه كان في صف واحد "مع (النظام) السوري منذ عام 1977 حتى اتفاق الطائف لتجنيب لبنان المخاطر". كذلك استعرض جنبلاط لقاءاته برئيس النظام السوري بشار الأسد "الذي التقيته مرتين قبل وصوله إلى الحكم، وكان اللقاء الأول عند اللواء غازي كنعان (رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان)، وفي المرة الثانية تبين مدى عدائه للرئيس الحريري".
وتناول جنبلاط الجانب السياسي من علاقات الأفرقاء اللبنانيين بالنظام السوري، مشيراً إلى أن "لبنان بالنسبة لحزب البعث هو قُطر وليس دولة؛ أي ليس له معنى بالوجود السياسي، ورغم أننا لم نكن نرغب في أن نكون ملحقاً لسورية فلا بد من علاقات سياسية معها".
وأكد جنبلاط محاولته إلى جانب الرئيس اللبناني الأسبق إلياس الهراوي والرئيس رفيق الحريري "إيجاد فرصة لبنانية للحكم، ولكن نظام الاستخبارات المشترك اللبناني ــ السوري لم يكن يسمح بذلك، كما أخّرنا وصول (الرئيس اللبناني السابق إميل) لحود إلى سدة الحكم لمدة ثلاث سنوات، لسبب بسيط هو أننا لم نكن نريد أن يأتي شخص ولاؤه مطلق للنظام السوري، إضافة إلى حساسيتي الشخصية ضد العسكر في العالم العربي".
وأردف "كان الجيش اللبناني يعمل بإمرة سورية، بإشراف إميل لحود الذي كان الممثل الأقوى للنظام السوري في لبنان وكان الآمر الناهي، في حين لم يكن للرئيسين الهراوي والحريري كلمة في الأمور الأمنية والعسكرية". وذكر جنبلاط في شهادته أن "العماد (السوري) حكمت الشهابي قال لي إن اميل لحود شخص غير موثوق به".
اقرأ أيضاً: السنيورة للمحكمة الدولية: الأسد هدّد الحريري