وحضر الجنازة عدد من السياسيين، منهم أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، والسياسي مصطفى الفقي، وعدد الإعلاميين والصحافيين ورجال الأعمال، ومن بينهم مؤسس جريدة المصري اليوم صلاح دياب، وصاحب دار الشروق إبراهيم المعلم، وعدد من رجال الأعمال المقربين من أبناء هيكل، أحمد وحسن.
وكان من بين الحضور أيضا، الكاتب الصحافي الناصري عبد الله السناوي، والإعلاميون شريف عامر وحسين عبد الغني وعبدالعظيم مناف، كما شارك في الجنازة الأديب، يوسف القعيد، الذي ألقى كلمة قبل صلاة الجنازة، وكذلك عبد الله النجار ومصطفى الفقي.
وبحسب ما نقلته قناة "العربية"، فإن رجل الأعمال الهارب خارج البلاد، حسن محمد حسنين هيكل، حضر إلى مصر للمشاركة في تشييع جثمان والده الذي وافته المنية اليوم الأربعاء.
وقال الكاتب الصحافي صلاح منتصر لـ "العربية.نت" إن حسن وصل قبل يومين لإلقاء النظرة الأخيرة على والده والمشاركة في تشييع جثمانه وتلقي العزاء، مضيفاً أنه ناشد السلطات المصرية والنائب العام قبل أيام بالسماح لنجل هيكل بالحضور دون القبض عليه.
وحسن هيكل أحد المتهمين في القضية الخاصة بالتلاعب في البورصة بالاشتراك مع نجلي الرئيس المصري الأسبق علاء وجمال مبارك. وكانت محكمة جنايات القاهرة قد أصدرت أمرا بضبطه وإحضاره، وقرر النائب العام إدراج اسمه على قوائم ترقب الوصول لهروبه خارج البلاد.
حسن هيكل من مواليد 1972، وهو المسؤول عن بنوك الاستثمار في المجموعة المالية "هيرميس" وعضو المجلس التنفيذي للشركة. عمل معيدا بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية لمدة عامين بعد التخرج، ثم استقال ليعمل بإدارة الائتمان بالبنك التجاري الدولي لمدة 3 سنوات، ثم في بنك ولدمان فاكس وهو مؤسسة استثمارية كبيرة في لندن، وتنقل بين لندن ونيويورك إلى أن عاد إلى مصر عام 1994 ليلتحق بهيرميس.
وفي مارس/آذار 2012، تمكن حسن هيكل من مغادرة مصر على طائرة خاصة بصحبة عائلته إلى مكان غير معلوم، على الرغم من صدور قرار من النائب العام بمنعه من السفر في فبراير/شباط 2012.
ربما اختتم الكاتب الكبير الأكثر إثارةً للجدل والأكثر اقترابًا من السلطة ومتخذي القرار في مصر حياته بهذه الكلمات التي وجهها لأبنائه وهو يحتضر، مقتربًا من العام الرابع والتسعين، راسمًا صورةً لأكبر وأهم صحافي في العالم العربي في القرن الماضي بعيدًا عن دوائر الاتفاق أو الاختلاف حول ماهية الأداء، حيث قال: "الرحلة انتهت لا تعاندوا القدر"، لينهي حياته وسط إعجاب واحترام لدوره الإعلامي وتأثيره في الصحافة العربية، وإن كان الأمر لم يقتصر على الاحترام والإبداع، بل امتد للنقد والنيْل من الكاتب واتهامه بأنه إعلامي العسكر وخادم سلطة عبد الناصر.
ونعى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، الكاتبَ الراحل واصفا إياه بالشخصية المصرية الاستثنائية، وقال: "فقدنا بالأمس بطرس غالي واليوم محمد حسنين هيكل، والاثنيان قامتان كبيرتان في الدبلوماسية والصحافة، وهيكل كان له دور سياسي وإعلامي كبير وأرّخ لفترة مهمة من فترات مصر في القرن 20، ونعزي أنفسنا والأمة في وفاته"، لافتًا إلى أن هيكل كان قامة القامات الرفيعة في مجالات مختلفة للحياة المصرية.
وقال الناشط السياسي حازم عبد العظيم عبر "تويتر": "الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل أصاب وأخطأ مثل جميع البشر، صدقته كثيرًا ولم أصدقه كثيرًا أيضًا، لكنه كان مدرسة، البقاء لله".
ورأى الكاتب محمد الباز أن الراحل كان على علاقة قوية بحكم العسكر على مدار سنوات عمره، مؤكداً أنه كان قامة سياسية، لكن كثيرًا ما كان يثير الرأي العام وتدور حوله الكثير من علامات الاستفهام، وقال الكاتب أيمن الشندويلي: "إنَّا لله وإنا إليه راجعون، أيا كان وجه الاختلاف في الآراء ووجهات النظر ماحدش يقدر ينكر إنه كان موسوعة تاريخية حية، أسهم في صياغة الحياة السياسة في مصر منذ فترة الملك فاروق حتى وفاته، وتدرج في عدد كبير من المناصب السياسية والإعلامية، فكان وزيراً للإعلام وتولى رئاسة تحرير "الأهرام" وأصدر عشرات المؤلفات، فهو مؤرخ التاريخ العربي الحديث، خاصة تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي".
وقالت إحدى المدوّنات: "هيكل نختلف ونتفق مع الأستاذ الراحل في العديد من مواقفه السياسية لكن كصحفي هيكل كان استثناء في هذا المجال.. الله يغفر له ويسامحه"، وكتب آخر: "البقاء لله وحده... خسارة الأمة العربية كلها مش خسارة أسرته فقط..".
اقرأ أيضاً: "#هيكل_مات".. وتناحرت منصات التواصل على وفاته