جمعيات تونسية تكثف المساعدات للفقراء خلال أيام العيد
بسمة بركات
تعمل العديد من الجمعيات التونسية كخلية نحل في الأيام الأخيرة من شهر رمضان من أجل تأمين أكبر قدر من المساعدات لفائدة الفقراء والمتضررين من أزمة كورونا ممن فقدوا عملهم أو يمرون بصعوبات مادية.
وتشمل المساعدات المواد الغذائية الأساسية وملابس العيد، توزع على الأرامل والأيتام بالأرياف والمعتمديات من أقصى الشمال إلى الجنوب علها تمكن هذه الفئات من الصمود وتأمين حاجاتهم، واستقبال عيد الفطر بقليل من الفرح.
وتعدّ جمعية "مرحمة" من الجمعيات الناشطة في هذا المجال، ويؤكد رئيسها محسن الجندوبي لـ"العربي الجديد"، أن أعضاءها تمكنوا من تأمين نحو 20 ألف قفة من المواد الغذائية المختلفة، وزعت بالتعاون مع الجمعيات والبلديات والمحافظات في إطار شراكة جهوية ومحلية، مضيفا أنّ المساعدات شملت أغلب المناطق التونسية، مثل الكاف وجندوبة وباجة وبنزرت وتونس العاصمة ونابل وزغوان وسيدي بوزيد وقفصة وصفاقس ومدنين وقابس.
ويوضح أن حجم المساعدات يختلف حسب حاجات كل جهة والوضع الذي فرضه نسق مواجهة فيروس كورونا، مبينا أنّ اختيار الفئات المحتاجة تم بالتنسيق مع الجمعيات الموجودة في الجهات والتي تتولى إرسال قوائم لهم بالعائلات المستفيدة، وأيضا بعد التنسيق مع السلطات المحلية.
وأفاد أيضاً بأنه سيتم تخصيص مساعدات لفائدة 300 يتيم وتوفير كسوة عيد الفطر لهم وإيصالها إلى بيوتهم، مبينا أن الوضع خلال هذه السنة مختلف وربما ليس مناسبا للاحتفال، لكن يبقى فرح الأطفال بالملابس الجديدة مهماً حتى وإن ارتدوها في منازلهم.
بدوره، يبين عضو جمعية "تونس الخيرية" سامي يوسف أنّ نحو ألفي عائلة وصلتها المساعدات خلال شهر رمضان، وأغلبها في تونس الكبرى وباجة والقيروان والمهدية وسوسة والمنستير وسيدي بوزيد ومدنين وقابس وتطاوين وقبلي، مبينا أنه تم التركيز على المواد الغذائية وأيضا مواد التنظيف بحكم الوضع الوبائي ومواجهة كورونا.
ويضيف الناشط لـ"العربي الجديد"، أنّ الجمعية عادة ما تركز جهودها على مساعدة اليتامى والعائلات المعوزة، لكن بحكم الوضع الاستثنائي الذي تمر به تونس فقد تمت خلال هذا العام برمجة مساعدات شملت العديد من الأسر، وأيضا المهاجرين الأفارقة والأجانب وفاقدي العمل من أصحاب المهن الصغرى.
ويشير إلى أنّ مثل هذه المساعدات حتى وإن كانت بسيطة ولكن بتضافر جهود المجتمع المدني والتبرعات التي بادر بها مواطنون، فقد نجحنا في تقديم المساعدة لمستحقيها، كما وزعنا آلاف الأقنعة الواقية والكمامات على المستشفيات.
ويوضح المتحدث أنه بالتوازي مع هذه الحملات، فإن التركيز الآن على عيد الفطر، ولئن دأبت الجمعية على التكفل بعدد من اليتامى وتمكينهم من اختيار ملابس العيد، إلا أنه بحكم الأوضاع التي فرضتها كورونا من حظر شامل، فإنه سيتم التباحث في كيفية إيصال المساعدات والنظر في طريقة عمل محلات بيع الملابس الجاهزة أو أنه سيتم إرسال حوالات للمنتفعين في مناطقهم ليتولوا اختيار ما يناسبهم كل في منطقته.
أما رئيسة جمعية "على خاطرك يا بلادي"، بمحافظة بنزرت، شمال تونس، أريج الزموري، فقد قالت لـ"العربي الجديد"، إنّ الجمعية قسمت المساعدات إلى جزئين، جزء شمل النصف الأول من رمضان وذلك بالتنسيق مع التنسيقية الخاصة بالجمعيات، وجزء شمل النصف الثاني، مبينة أن الجمعية تواصل توزيع 150 قفة خلال هذه الفترة تتضمن جل المواد الأساسية والغذائية التي تحتاجها الأسرة، من زيت وحليب وعجائن إلى جانب مواد أخرى.
وتضيف أن اختيار المنتفعين يكون بناء على سجل معطيات يضم قائمة العائلات التي تحتاج إلى العون، وبعد زيارة الجمعية لهم ومعاينة أوضاعهم ميدانيا يتم تحديد أبرز حاجاتهم، مبينة أن كمية المساعدات تختلف بحسب وضع الأسرة وعدد الأطفال فيها، فالمساعدات التي تقدم لعائلة لديها طفلان ليست ذاتها التي تقدم لأسرة تضم 5 أطفال.
وتشير إلى أن لدى الجمعية بالإضافة إلى ذلك مساعدات قارة تتمثل في التكفل بعائلات اليتامى والأرامل طيلة السنة، إذ تتولى الجمعية مساعدتهم في دفع الإيجار وتوفير المواد الغذائية، ومساعدتهم بصفة خاصة في المناسبات، مؤكدة أنّ الأولوية بالنسبة للجمعية خلال هذه الفترة تزويد الأسر محدودة الدخل أو تلك التي تمر بصعوبات بالحاجات الغذائية وضمان توفر بعض المواد الأساسية لتتمكن من مجابهة الظرف الحالي، مضيفة أنه بالإضافة إلى ذلك فقد بادرت بتقديم أكثر من 10 آلاف كمامة لفائدة الأطر الطبية والمستشفيات.
وتؤكد الزموري أن الجمعية تلقت تبرعات من المواد الغذائية تم توزيعها بفضل تضافر جهود مواطنين ومتبرعين، مبينة أن أعضاء الجمعية يعملون بنسق حثيث لتعبئة المواد وإيصالها لمستحقيها بمشاركة عدد من الشباب المتبرعين.