لم يتجاوز النعي أربعة أسطر، ولم يتضمّن إشارة مقتضبةً إلى سيرة الرجل الذي عاش منزوياً عن الأضواء، ورحل بعيداً عنها.
ورغم إعلان حمّاد مساندته للنظام الحالي واعتباره أن عبد الفتّاح السيسي "أنقذ مصر من حربٍ أهلية"، فإن ذلك لم يكُن كافياً ليهتم الإعلام المصري كثيراً بخبر رحيله، هو المعروف بمواقفه المعارضة للكتّاب الذين أرّخوا، معه، فترة حكم جمال عبد الناصر وما سبقها.
معروف أن اللواء أركان الحرب حمّاد هو كاتب بيان ثورة يوليو/ تموّز 1952، التي كان مساهماً فيها وشاهداً على الأحداث التي شهدتها مصر خلالها وبعدها، حتى أنه لُقّب بـ "مؤرّخ الثورة".
إضافةً إلى ثورة يوليو، وثّق حمّاد لحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر في كتابه "المعارك الحربية على الجبهة المصرية"، الذي يُعدّ أحد أبرز الأعمال التي أرّخت للحربين.
وقد دارت بينه وبين عدد الكتّاب المحسوبين على التيار الناصري معارك فكرية حول ما أورده في بعض كتبه وحواراته، خصوصاً شهادته المطوّلة في برنامج "شاهد على العصر" على قناة "الجزيرة"، عام 2008.
وُلد حمّاد في القاهرة، وهو ينحدر من قرية صغيرة اسمها "شبرا ريس" في محافظة البحيرة، حيث قدم والده إلى العاصمة المصرية ليدرس في الأزهر الذي تخرّج منه قبل أن يعمل مدرّساً للغة العربية. وقد كان لأبيه الدور الأكبر في تكوينه العلمي وتنمية ذائقته الأدبية والجمالية، خصوصاً من خلال مكتبته.
في التاريخ المصري المعاصر، ألّف حمّاد عدداً من الكب؛ أبرزها: "22 يوليو أطول يوم من تاريخ مصر"، و"الحكومة الخفية في عهد عبد الناصر"، و"أسرار ثورة 23 يوليو"، و"من سيناء إلى الجولان"، و"المعارك الحربية على الجبهة المصرية". وفي التاريخ الإسلامي: "معارك الإسلام الكبرى"، و"غزوة بدر الكبرى" و"أعلام الصحابة". كما صدر له مجموعة شعرية بعنوان "بين قلبي وحماسي" (2009)، إضافةً إلى روايتين: "غروب وشروق" و"وثالثهم الشيطان".