جلسة الحوار الوطني اللبناني تنتهي بإعلان "شبه اتفاق"

27 يناير 2016
عدم حسم الخلافات يطيل الشغور الرئاسي بلبنان (فرانس برس)
+ الخط -
انتهت جلسة الحوار الوطني اللبناني بأجواء إيجابية، خصوصاً مع إعلان "شبه الاتفاق" على التعيينات في المجلس العسكري في الجيش اللبناني، وهو ما يعني تفعيل عمل الحكومة التي ربط التيار الوطني الحرّ تفعيلها بتلبية طلباته في موضوع التعيينات العسكرية. وأكّد وزير السياحة ميشال فرعون أن هناك "توافقا على التعيينات العسكرية، ولم ينتهِ الأمر بشكلٍ كامل، لكن اتفقنا على إنهائه بحلول الغد قبل جلسة مجلس الوزراء".

وأضاف فرعون في تصريح لـ"العربي الجديد" أن هذا لا يعني أن جلسة الحكومة ستكون سهلة، إذ إن هناك "بندين خلافيين، وهما صدور موقف عن الحكومة فيما يخص امتناع وزير الخارجية اللبناني عن الموافقة على بياني وزراء الخارجية العرب ومؤتمر الدول الإسلامية، وإحالة ملف ميشال سماحة (المتورط بإدخال عبوات تمهيداً لتنفيذ اغتيالات وتفجير تجمعات مدنية معارضة للنظام السوري) إلى المجلس العدلي".

اقرأ أيضا: لبنان: جلسة الحوار الوطني تمهد لجلسة الحكومة الخميس

وأكّد وزير الاتصالات بطرس حرب لـ"العربي الجديد" وجود نية بحلحلة موضوع التعيينات "وإرضاء الجنرال (النائب ميشال عون) لأن من دون إرضاء لن تعمل الحكومة". ولفت إلى أنه رفض إدخال السياسة إلى الجيش عبر تعيينات "حزبية" في المناصب العسكرية.

وفي موضوع موقف باسيل في اجتماع وزراء الخارجية العرب، أبلغ أحد المشاركين في الاجتماع "العربي الجديد" أن هذا الموضوع استحوذ على جزء طويل من وقت النقاشات، وأن باسيل، قرأ البيانات، وأكّد أن الخارجيّة اللبنانيّة وافقت على إدانة الاعتداء على البعثات الدبلوماسيّة والتدخل في الشؤون العربية والتي تؤكّد على التضامن العربي.

وأضاف نقلاً عن باسيل قوله إن الخارجية امتنعت عن التصويت على كلّ ما يتعلّق بسورية وما يمسّ بالوحدة الوطنية اللبنانيّة، أو تصنيف من أعدموا في السعودية كإرهابيين. وفيما يتعلّق بتهديد اللبنانيين العاملين في دول الخليج، أبلغ باسيل المجتمعين، أنه سمع من وزراء الخارجية الخليجيين بأن هناك نوعاً من "التحريض" اللبناني على طرد اللبنانيين العاملين في الخليج.

ولفت حرب إلى أن المطلوب هو منع وزير الخارجية من تكرار التفرد في السياسة الخارجية، خصوصاً وأن ذلك "قد يُشكّل خطرا على اللبنانيين العاملين في الخليج".

وفي المواقف اللافتة بعد الجلسة، إعلان رئيس تيار المردة والمرشح الرئاسي النائب سليمان فرنجية، أنه لا يفهم "كيف ينسحب صاحب الـ 70 صوتاً لمن يملك 40 صوتاً"، وتابع "أهلاً وسهلاً بالجنرال (ميشال) عون في بنشعي ونحن مستمرون في الترشيح".

وفي المواقف أيضاً، أعلن النائب في كتلة الوفاء للمقاومة (كتلة حزب الله النيابية) علي فياض أن الجلسة كانت "منتجة والأهم الإعلان عن التوافق على التعيينات في المجلس العسكري وتفعيل عمل الحكومة".

من جهته، استغل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط غيابه عن جلسة الحوار، لينشر سلسلة "تغريدات" عبر موقع "تويتر" تسخر من "الديمقراطية الإيرانية" حيث "في كل يوم وكل لحظة يزداد المرء إعجاباً بالديمقراطية في الجمهورية الإسلامية، ‏ولا شك أن هذه الأطر المتعددة مثل مجلس تشخيص النظام ومجلس صيانة الدستور وغيرها من المجالس المعروفة والسرية ‏تؤكد على مناخات الحرية والتسامح والانفتاح، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد استُبعد حفيد الخميني من انتخابات مجلس الخبراء، وهي هيئة تختار المرشد المقبل بعد عمر طويل، ‏غريب أن حفيد الخميني غير مرغوب فيه، لكن هذه هي الديمقراطية في أرقى تجلياتها في الجمهورية الإسلامية".

‏وعكس جنبلاط الأمر على لبنان، متسائلاً عن الهيئة التي "تختار عفواً تنتخب الرئيس"، مضيفاً أنه ربما لا يريدون "هنري حلو ولا سليمان فرنجية ولا ميشال عون يمكن ما بدن رئيس، وهذا أيضاً خيار ديمقراطي على طريقة الجمهورية الإسلامية".

واعتبر جنبلاط أن الحوار الوطني في لبنان بات مثل هيئة تشخيص مصلحة النظام في إيران، وختم تغريداته بالقول "‏تبقى كلمة السر الديمقراطية طبعاً من المرشد و"لعيونك!".

اقرأ أيضا: لبنان: سجال بين "المستقبل" والتيار العوني حول السياسة الخارجية

المساهمون