جزيرة دنماركية تستبدل أكياس البلاستيك بأخرى من الذرة حفاظاً على البيئة

11 اغسطس 2017
نشر العادة الجديدة بين المستهلكين (موقع بيت جزيرة موين)
+ الخط -
اختارت متاجر جزيرة "مُوين" الدنماركية، الواقعة جنوب شرق كوبنهاغن في جزيرة "شايلاند"، الإقلاع عن استخدام الأكياس البلاستيكية واستبدالها بأخرى عضوية طبيعية مصنعة من الذرة ويمكن أن تتحلل دون إيذاء البيئة ومياه البحر.

واتفق 11 متجرا (سوبرماركت) البدء بمشروع استبدال استخدام أكياس التبضع البلاستيكية بتوزيع 25 ألف كيس مصنوع من المواد العضوية لنشر العادة الجديدة بين المستهلكين حفاظا على بيئة جزيرتهم البالغة مساحتها حوالي 220 كيلومترا مربعا.

وتحت شعار "لا للبلاستيك"، بدأ سكان هذه الجزيرة، اليوم الجمعة، في التعامل مع هذا النوع من الأكياس الجديدة باتفاق بين أعضاء رابطة التجار.

وكانت منظمة اليونسكو قد اختارت في يونيو/حزيران الماضي جزيرة مُوين مع عدة جزر قريبة، كأولى "محميات المحيط الحيوي" بفعل عمل السكان بنشاط لإيجاد توازن بين البشر والطبيعة.

ووفقا لما نقل التلفزيون الدنماركي عن رئيس رابطة التجار في الجزيرة، إيلي نيلسن، فإن الجزيرة الدنماركية ستكون الأولى التي تودع استخدام أكياس البلاستيك "برغبة أخذ زمام المبادرة على هذا الطريق المهم جدا للبيئة التي يجب الحفاظ عليها منا جميعا". وكانت سلسلة متاجر "ليدل" الألمانية أعلنت هذا الصيف أن فروعها الدنماركية سوف تتخلى بحلول العام القادم عن استخدام الأكياس البلاستيكية.



ويشار في هذا السياق إلى أن الاتحاد الأوروبي أصدر توجيها في العام الماضي، 2016، يلزم الدول الأعضاء بالوصول إلى خفض استهلاك الأفراد للأكياس البلاستيكية بنسبة 40 بالمائة بحلول عام 2025. وتتحمل المواد البلاستيكية ما نسبته 70 بالمائة من أسباب تلويث مياه البحار الأوروبية.

ويعتبر التلوث الذي يصيب البيئة في أوروبا من أهم ما تعمل عليه المنظمات المجتمعية والبيئية للتخفيف من استهلاك المواد البلاستيكية. وبحسب منظمة "الأخضر يصنع فرقا" البيئية الدنماركية، فإن سكان الاتحاد الأوروبي يستخدمون سنويا حوالي 100 مليار كيس بلاستيكي، وهي مواد لا تتحلل في الطبيعة وتتسبب في كوارث بحرية تتعلق بالصيد ودورة الحياة المائية، إضافة إلى انتشار بعضها في التربة والأنهار.

وفي الدنمارك، يتم استخدام الأكياس البلاستيكية بنسبة أقل من غيرها من الدول، إذ يصل استهلاك الفرد سنويا إلى 80 كيسا. وذهبت فرنسا منذ بداية شهر يوليو/تموز الماضي نحو منع المتاجر من استخدام أكياس بلاستيكية صغيرة لتعبئة الخضار للمستهلكين.

ومنذ بدء إنتاج استهلاكي للأكياس البلاستيكية في خمسينيات القرن الماضي، لم يتعد 2 مليون طن في 1950، فإن أرقام دراسة قامت بها جامعة جورجيا وشركة ميرسك للنقل البحري أظهرت تجاوزه إلى 400 مليون طن، وأن نفايات الإنتاج البلاستيكي بلغت حتى 2015، 8.5 مليارات طن، ويتوقع أن تصل في 2050 إلى 12 مليارا. ووفقا للدراسة الأميركية، فإن 9 بالمائة فقط من النفايات البلاستيكية يعاد تدويرها.

وبما أن المواد البلاستيكية، بما فيها تلك المستخدمة كأغلفة، لا تتحلل في الطبيعة، فإنها تعتبر مصدرا أساسيا للتلوث البيئي، وخصوصا تسجيل 8 ملايين طن بلاستيكي انتهى بها الحال في البحار والمحيطات.

ووفقا لأرقام "دائرة البيئة" في الدنمارك، فإن 31 بالمائة من المنتج البلاستيكي المخصص للتعبئة و64 بالمائة للتغليف الصناعي يعاد تدويره واستخدامه. وفي 2015، انتهى الحال بـ38 ألف طن أغلفة بلاستيكية إلى القمامة.

المساهمون