جرحى بينهم جنود أتراك بقصف جوي على إدلب وحلب

22 فبراير 2020
تستمر الاتصالات التركية الروسية بشأن إدلب (محمد سعيد/الأناضول)
+ الخط -
كثّفت طائرات حربية روسية وأخرى تابعة للنظام السوري من عمليات القصف، صباح اليوم السبت، على مناطق مختلفة في ريفي إدلب وحلب، شمالي غرب سورية، ما أسفر عن إصابة عدد من الأشخاص، بينهم جنود أتراك، فيما تتواصل الاتصالات الروسية التركية لإيجاد مخرج للوضع الراهن هناك، مع اقتراب الدولتين من حافة التصادم ميدانيا.

وأفاد مراسل "العربي الجديد" بأن عدة مدنيين، بينهم طفلة، أصيبوا جراء قصف جوي روسي على قرية جوزف في ريف إدلب الجنوبي، حيث شنت طائرات حربية روسية، صباح اليوم السبت، غارات مكثفة على مناطق كفرنبل واحسم وبينين والفطيرة وابيين والبارة وسرجة بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، وذلك بعد أن شنت غارات مماثلة، فجر اليوم، على محيط مدينة الأتارب بريف حلب الغربي. كما قصفت قوات النظام دير سنبل وكفرنبل وحاس وبسقلا بريف إدلب، ومحيط وأطراف كل من الأتارب ودارة عزة غرب مدينة حلب.

وقالت وكالة "سمارت" المحلية إن جنودا أتراكا جُرحوا جراء قصف جوي من طائرات حربية تابعة للنظام السوري على محيط معسكر قرية المسطومة جنوب إدلب، والذي يتخذه الجيش التركي نقطة عسكرية، مشيرة إلى أن الجرحى نقلوا إلى معبر باب الهوى على الحدود السورية – التركية، قبل أن تقلّهم مروحية تركية إلى داخل تركيا.
وفي الوقت نفسه، يشهد محور النيرب شرق إدلب، عمليات قصف متبادل، بين قوات النظام وفصائل المعارضة المدعومة بالقوات التركية.

من جهتها، قالت وكالة "سانا" التابعة للنظام إن قواته استهدفت بسلاحي الصواريخ والمدفعية ما وصفته بـ"تجمّعات الإرهابيين" في محيط قميناس وجبل الأربعين وأطراف مدينة أريحا وكفرنبل وحاس بريف إدلب، وما سمته "خطوط الإمداد" في محيط الأتارب وأطراف دارة عزة في ريف حلب الغربي.
وكانت "الجبهة الوطنية للتحرير" المنضوية في صفوف "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، أعلنت أنها صدت محاولة تسلل لقوات النظام السوري على قرية حاس جنوب إدلب، ما أسفر عن مقتل عنصرين من قوات النظام وجرح آخرين.
إلى ذلك، سلّمت "الجبهة" جثة مقاتل من المليشيات الإيرانية، مقابل الإفراج عن مقاتلين اثنين من عناصرها أسرتهما قوات النظام خلال المعارك الأخيرة في ريف حلب الجنوبي.


وأكدت وكالة "إباء" التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" انتهاء عملية تبادل الأسرى التي جرت في منطقة الشيخ عقيل بريف حلب الغربي وأشرف عليها الهلال الأحمر السوري التابع للنظام، بحسب ما أظهرت مقاطع فيديو بثّها ناشطون، وظهر فيها عناصر من الهلال الأحمر.
وكان وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، زار، أمس، ولاية هاتاي على الحدود السورية، لتفقّد القوات التركية، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع التركية. وقالت الوزارة، في بيان لها، إن أكار تفقّد القوات التركية على الحدود السورية، برفقة كبار الضباط الأتراك. وتزامنت الزيارة مع استمرار تركيا في إرسال أرتال عسكرية تضم مدرعات عسكرية ودبابات إلى الحدود السورية، وداخل مدينة إدلب عبر معبر كفرلوسين، فيما أقام الجيش التركي نقطة عسكرية جديدة، أمس، في محيط بلدة المسطومة بريف إدلب الجنوبي.
وعلى صعيد الاتصالات السياسية، أعلن الكرملين، مساء أمس الجمعة، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تلقّى اتصالا هاتفيا من نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، ركّز على مناقشة الوضع في إدلب، مشيراً إلى أن بوتين أكد "ضرورة احترام سيادة سورية وسلامة أراضيها".
وذكر الكرملين أن الرئيسين اتفقا على تفعيل المشاورات حول إدلب "من أجل خفض التوتر ووقف إطلاق النار وإزالة التهديد الإرهابي"، إضافة إلى اتفاقهما على مواصلة اتصالات مكثفة بين وزارتي الدفاع.
وكانت الرئاسة التركية قالت إن أردوغان أبلغ نظيره الروسي أن التنفيذ الكامل لاتفاق سوتشي سيوقف القتال في منطقة إدلب. وقالت وكالة "الأناضول" إن أردوغان أكد لبوتين ضرورة "كبح جماح النظام السوري في إدلب" وإنهاء الأزمة الإنسانية هناك، مشيرة إلى أن الرئيسين أكدا التزامهما بكافة الاتفاقيات المبرمة حول إدلب.

من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أمس الجمعة، إلى وقف إطلاق النار فورا في منطقة إدلب "لإنهاء الكارثة الإنسانية، ولتجنب تصعيد لا يمكن السيطرة عليه".
وقال غوتيريس "لعام تقريبا، شهدنا سلسلة من الهجمات البرية للحكومة السورية مع ضربات جوية روسية، وتكررت هذا الشهر الاشتباكات القاتلة بين القوات التركية وقوات الحكومة السورية"، مضيفا للصحفيين في نيويورك: "هذا الكابوس الذي صنعه البشر لمعاناة الشعب السوري الممتدة يجب أن يتوقف الآن".

المساهمون