أثارت فيديوهات بثت في العراق للصحافية الجزائرية، سميرة مواقي، والتي أعلنت فيها تشيّعها وبقاءها في العراق وتنكّرها لعائلتها والجزائر، جدلاً كبيراً في الوسط الإعلامي وعلى صفحات التواصل الاجتماعي.
وقالت الصحافية التي تخضع للعلاج في مستشفى غازي الحريري، بعد إصابتها قبل أسبوعين برصاص في الرأس على يد قناص من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في منطقة الموصل: "أنا لم أعد سنيّة، أنا أصبحت شيعية بنت الحسين، وهذا فخر لي"، وأضافت أنها قررت البقاء في العراق والعودة إلى الجبهة مجددا، وأن علاقتها مع الجزائر انتهت، وطالبت عائلتها بمغادرة العراق، وقالت إنها لن تلتقي مع عائلتها مجدداً.
وفي فيديو آخر يظهر وفد من العتبات الحسينية يزورها في المستشفى ويقدم لها تكريماً، قالت الصحافية الجزائرية، التي بدا أنها في حالة صحية سيئة، إنها "أصبحت حسينية"، وذكرت في فيديو سابق أنها "تتمنى أن تستشهد في العراق وتؤبَّن بالعلم العراقي".
وطالبت عائلة الصحافية مواقي، التي تزورها في بغداد، الجهات العراقية مراعاة ظروفها الصحية والنفسية و"الكف عن استغلالها أو الزج بها في سجالات أيا كان نوعها أو هدفها، وخاصة نقل مشاهد مصورة لها من أطراف من خارج المستشفى وتوظيفها في هذه السجالات المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، أو أي وسيلة إعلامية أخرى، ما يعد مخالفة واضحة للقانون وللضمير الإعلامي والإنساني الذي تستوجبه هذه الظروف".
وأكدت أن الإصابة التي تعرضت لها ابنتهم خلال تغطيتها الحرب في العراق تركت فيها آثارا صحية بالغة وسببت لها اضطرابات نفسية واضحة، بحيث ترفع عنها المسؤولية في بعض التصريحات المنقولة عنها.
وفي نفس السياق، وجّهت مجموعة من الكوادر الإعلامية في الجزائر نداء عاجلا إلى "الحكومتين الجزائرية والعراقية وإلى الممثلية الدبلوماسية الجزائرية في العراق والطاقم الطبي العراقي المسؤول عن علاج الزميلة سميرة مواقي في العراق، والزملاء في نقابة الصحافيين العراقيين، لأجل التدخل العاجل للتكفل بعلاجها طبياً ونفسياً ووقف الزج بها في سجالات مصورة أيا كان نوعها".
وطالب المكلف بالملفات الخاصة في الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، هواري قدور، بوقف ما وصفه بالمتاجرة بالصحافية في ظل وضع صحي صعب، وقال إن الصحافية "تلقت رصاصة في الرأس من قناص، ثم دخلت في غيبوبة لمدة ثلاثة أيام كانت فيها بين الحياة والموت"، وأضاف: "رسالتي للجزائريين وللعراقيين ليس من شيم العرب والإنسانية، أن تتاجروا بكلام إنسانة خرجت منذ أيام من غيبوبة، ولم تسترجع وعيها بعد".
واستغرب عدد كبير من الصحافيين الجزائريين الذين عملوا مع الصحافية مواقي من تصريحاتها، خاصة تلك التي طالبت فيها والدتها وشقيقيها بمغادرة العراق وبكون زيارتهم إليها سلبية.
وكتب الصحافي هشام بوقفة: "كل من يعرف سميرة جيدا يعرف أنها لم تكن في حالة عادية حال تسجيل الفيديو وكأنها كانت فاقدة للوعي، لا الأسلوب أسلوب سميرة ولا الكلام كلامها، سميرة لطالما كانت متعلقة بوالدتها، كيف يعقل أن تتكلم عنها بالسوء اليوم؟ أنا أجزم أن سميرة تستغل استغلالا بشعا".
وكتب الإعلامي حمزة هواري: "أعرف سميرة مواقي منذ ثلاث سنوات، صحافية أقل من عادية، لكنها تميّزت عن نظيراتها بالجرأة والاندفاع وحبها لخوض المخاطر، كانت زميلة لي بقناة الخبر في بدايتها، وأكثر شيء أعرفه عنها هو تعلقها الشديد بوالدتها وأخيها. أستطيع أن أصدق تشيعها لسذاجتها وقابليتها للإغراء، لكن لا أصدق أن سميرة يمكن أن تتنكر لعائلتها، خاصة والدتها".
Twitter Post
|
وانتقلت سميرة مواقي إلى العراق باسم قناة الشروق المحلية لتغطية معركة الموصل في شهر أكتوبر الماضي، وخلال التغطية رفضت القناة تركيزها على الحشد الشعبي، ما دفعها إلى مطالبتها بالعودة إلى الجزائر، لكنها رفضت مرافقة المصور الذي كان معها، وقررت البقاء في العراق للعمل في فريق الإعلام الحربي للحشد الشعبي.
واستغلت مليشيات "الحشد الشعبي" وجود الإعلامية الجزائرية لتقديمها في القنوات العراقية الموالية لها كوجه غير عراقي قادم من منطقة سنيّة، تدعم جهود "الحشد"، وتنفي الطائفية التي تتهم بها المليشيات، المدعومة من إيران.
وأعلنت "الحشد الشعبي"، في توضيح نشرته على صفحتها الرسمية وعلى القنوات الموالية لها لاحقا، أن الصحافية الجزائرية بقيت في العراق بزعم أن بلدها الجزائر منعت عودتها.
ومنذ أيام، أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية أنها تتابع الوضع الصحي للصحافية الجزائرية، وأوفدت القائم بأعمال السفارة الجزائرية في بغداد إلى المستشفى لمتابعة تطور حالتها الصحية.