لم تغِب الانتخابات الجزائرية عن مواقع التواصل الاجتماعي، إذ عكست تدوينات وتغريدات المتابعين انقسام الشارع حول أهمية الانتخابات الجزائرية ومصداقية المشتركين والعملية برمّتها، فيما هبط مشاهير الإنترنت بثقلهم خلال هذه الحملة، وفرضوا رأيهم، ما اضطر السلطات نفسها إلى التدخل والرد.
ولم يخل يوم واحد من تعليقات وتدوينات ومنشورات تقارب الانتخابات الجزائرية من أكثر من زاوية، وعاد النقاش الحاد بين الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات كنتيجة لفقدان الثقة في المنتخبين، والدعوة إلى المشاركة في التصويت، لعدم وجود خيار آخر، ولفرض التغيير بإرادة المواطنين.
واختارت صفاء، عبر "تويتر"، التذكير بمشكلة الرشوة في الحملة الانتخابية، وكتبت "خدلك الظرف انت مو انت وانت تسوطي"، وسخر حساب "بيس إند لوف" من وعود المرشحين وكتب "الجزائر اليوم تحت شعار: سوطي علينا أودي نخدموك ونسكنوك كي تموت ندفنوك".
لكن في المقابل، هناك من اعتبر أن عزوف المواطن عن الانتخاب هو ما سبب صعود الأشخاص غير المناسبين. وكتب محمد موساوي، في حسابه في "فيسبوك": "الانتخابات في الجزائر دائماً ما تشهد عزوفاً ومقاطعة، لهذا مطلوب من المقاطعين أن يخبرونا بنتائج عدم الذهاب إلى صناديق الاقتراع".
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Facebook Post |
المؤثرون يفرضون صوتهم
كان لنجوم الإنترنت في الجزائر كلمتهم في انتخابات هذا العام، إذ نشروا عبر حساباتهم دعوات إلى مقاطعة الانتخابات، وعدم الثقة في وعود المترشحين، وعلى رأسهم يوسف زروطة وشمس الدين العمراني وأنس تينا.
ونشر زروطة مقطع فيديو قبل ساعات فقط من فتح مكاتب الاقتراع للدعوة إلى مقاطعة الانتخابات، وعزا ذلك إلى الوعود المتكررة واستغلال الناخبين من أجل تكديس الأموال وتبوؤ مراكز السلطة.
واختار أنس بوزغوب، المعروف باسم أنس تينا، شريط فيديو استوحاه من فيلم الرسالة، يتحدث فيه عن البرلمانيين والفساد والابتزاز السياسي وسطوة رجال المال على المشهد السياسي.
لكن الصوت الذي فرض نفسه بقوة، كان شمس الدين العمراني، المعروف باسم شمسو د زيد جوكر، والذي أنتج فيديو "مانسوطيش"، ليتحول إلى ظاهرة أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، وبسبب الفيديو الذي حقق ملايين المشاهدات، تحوّلت عبارة "مانفوطيش" (لن أصوت) إلى عبارة "مانسوطيش" (لن أقفز) وباتت العبارة الأكثر تداولاً بين الشباب الجزائري.
نقاش يزعج السلطة
وحشدت السلطات الجزائرية كل أسلحتها الإعلامية من أجل دفع الناس إلى التصويت وحثهم على ترك المقاطعة والمشاركة بكثافة، وهو ما دفعها إلى مهاجمة المقاطعين من رواد مواقع التواصل والمؤثرين.
وحذّر وزير الداخلية الجزائري، نور الدين بدوي، في معرض رده على المقاطع، الناشطين ومستعملي التواصل الاجتماعي، خاصة الشباب منهم، مما وصفه بـ"الانفلات في استعماله واستغلاله للإساءة وتخريب الجزائر". وقال بدوي "ربي يسامح من يدعو لغير ذلك ويستعمل التكنولوجيات الحديثة لغير ما يفيد الوطن، ونحن ندعوهم لأن يفعلوا ذلك خدمة للوطن واستقراره وليس لتخريبه".
من جهته، هاجم وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري، محمد عيسى، بدوره هذه الإنتاجات، واعتبر أن منتجيها يقومون بنشر الريبة واليأس في أوسط الشباب، واتهم الشاب أنس تينا بالاستهزاء بالرسالة وصحابة النبي.