في إيران تكثر الجدران. وخلافاً للعادة، تبدو ودية وجميلة. كيف لا وهدفها مساعدة الناس الذين لا يستطيعون شراء الملابس. هكذاً، يتبرّع مواطنون بثيابهم للمحتاجين
"لطالما كانَ الحائط يُستخدم للفصل بين موقعين، إلا أن حائط الود يستخدم لتقريب الناس في إيران من بعضهم بعضاً". عبارة تختصر أحد التعليقات التي نشرها مواطن إيراني على صفحته على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي. عبارة "حائط الود" أو "حائط اللطف"، بالفارسية "ديوار مهرباني"، كتبت على جدران عدة انتشرت في عدد من المدن الإيرانية، منها العاصمة طهران. وعلى مقربة من كل جدار، علّقت ملابس قديمة وكتب إلى جانبها: "إن كنت في حاجة إليها خذها أو اتركها". هذا الشعار يلخّص معنى المبادرة، علماً أن الحائط مخصص لملابس المواطنين التي لا يستخدمونها، فيضعونها في هذا المكان ليأخذها المحتاجون.
وكانت هذه المبادرة قد بدأت مع اشتداد البرد في فصل الشتاء. وتذكر بعض المواقع أن أول "حائط ود" كان قد شوهد في مدينة مشهد الواقعة شمال شرق البلاد، قبل أن يُرى في شيراز (الجنوب) ثم في طهران.
يوماً بعد يوم، تزداد تلك الجدران، ما يعني نجاح الفكرة، في ظل إقبال واسع عليها من قبل الإيرانيين أنفسهم. أما في طهران، فلوحظ أيضاً انتشار جدران بمقاسات وألوان مختلفة. وعادة ما يختار المعنيون مكاناً مزدحماً نسبياً لطلائه، وكتابة تلك الشعارات، وتحويله إلى حائط لطيف. وتتبنى نشر الفكرة في طهران مجموعة "جهان ارا" الثقافية، التي استطاعت الحصول على دعم بلدية طهران، لتتحول المبادرة من فكرة إلى مشروع عملي. وكان ذلك حال بلديات المدن الأخرى التي قررت المساهمة في نشر الفكرة.
في السياق، يقول مدير هذه المجموعة علي رضا حيدري إن لدى مجموعته التي تعنى بالأعمال الخيرية أفكاراً كثيرة، ترتكز على مبدأ "الود" وزيادة التعاون بين المواطنين. والهدف هو تحويل الفكرة إلى مبادرة جماعية اجتماعية لمساعدة المحتاجين. يضيف أنه بعد حائط الود، ستكون مشاريع أخرى من قبيل توزيع ثلاجات في بعض الأحياء، لوضع الطعام الفائض فيها، وتوزيعها لاحقاً على المحتاجين.
عن مدى نجاح الفكرة، يقول حيدري إنها حققت ما لم تتوقعه جمعيته في طهران على الأقل، لافتاً إلى تخصيص بعض الأماكن على مقربة من عدد من حيطان الود في العاصمة لقياس الملابس. كذلك، وظفت البلدية شخصاً أمام كل حائط للتأكد من استفادة المحتاجين. كذلك، اتفقت المجموعة مع محل لتنظيف وكيّ الملابس، شرط أن يكون قريباً من كل حائط، ليتولى مهمة تنظيف الملابس المستعملة التي يضعها المواطنون. ويشير إلى أن كل هذه المهام لاقت ترحيباً، وتحولت إلى مبادرات خيرية بدلاً من أن تكون وظيفة.
من جهة أخرى، لاقت مبادرة حائط الود دعم البلديات، التي نشرت إعلانات لحض المواطنين على المشاركة ومساعدة أبناء مجتمعهم. ويلفت حيدري إلى أن أفكاراً من هذا النوع تزيد من انخراط الشباب الإيراني في أعمال خيرية اجتماعية، بهدف وصل أبناء المجتمع بعضهم ببعض.
في جولة على مقربة من ميدان انقلاب، لوحظ إقبال المواطنين على حائط الود، وقد وضعت بعض الملابس المستعملة على حائط قريب من الميدان. ويوضح المشرف على أنه لا يحتاج غالباً إلى التحدث إلى من يريد أخذ قطعة ملابس، بل تنحصر مهمته في منع سرقة الأغراض والثياب المستعملة، أو محاولة أخذها من قبل من لا يحتاج إليها، وهذا ليس أمراً صعباً.
ويلفت إلى أن الناس يتفاعلون مع هذه المبادرة. يأتون إلى المكان ويلتقطون الصور ثم يضعون الملابس، حتى لو اقتصرت مشاركتهم على وضع قطعة واحدة فقط. ويتوقع استمرار المشروع لأشهر عدة بسبب نجاح الفكرة واقتراب موسم الأعياد، علماً أن الإيرانيين يستعدون للاحتفال برأس السنة الشمسية وعيد النوروز في 21 مارس/ آذار المقبل.
حقّقت الفكرة نجاحاً كبيراً، وكتب عنها في وسائل الإعلام المحلية الإيرانية وحتى الأجنبية، لتتحول إلى مشروع تبنته جمعيات خيرية بدعم من بلديات، بالإضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، علماً أن الإيرانيين يعانون من مشاكل اجتماعية واقتصادية كثيرة.
وتساهم مبادرات من هذا النوع في زيادة الوعي ورفع مستوى التعاون الاجتماعي، في بلد يزيد عدد سكانه عن 78 مليون نسمة. من جهة أخرى، تشير تقارير وزارة العمل الإيرانية إلى أن ثلث الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر، ويسكن 30 في المائة منهم في العاصمة طهران وحدها. وتشير أخرى إلى أن عدد المشردين في البلاد يبلغ 15 ألف شخص، ثلثهم من النساء، وقد يكون هؤلاء بحاجة إلى المساعدة، التي تستطيع مبادرات من قبيل "حائط الود" تأمينها، ولو نسبياً.
اقرأ أيضاً: 50 قتيلاً كلّ يوم على طرقات إيران
"لطالما كانَ الحائط يُستخدم للفصل بين موقعين، إلا أن حائط الود يستخدم لتقريب الناس في إيران من بعضهم بعضاً". عبارة تختصر أحد التعليقات التي نشرها مواطن إيراني على صفحته على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي. عبارة "حائط الود" أو "حائط اللطف"، بالفارسية "ديوار مهرباني"، كتبت على جدران عدة انتشرت في عدد من المدن الإيرانية، منها العاصمة طهران. وعلى مقربة من كل جدار، علّقت ملابس قديمة وكتب إلى جانبها: "إن كنت في حاجة إليها خذها أو اتركها". هذا الشعار يلخّص معنى المبادرة، علماً أن الحائط مخصص لملابس المواطنين التي لا يستخدمونها، فيضعونها في هذا المكان ليأخذها المحتاجون.
وكانت هذه المبادرة قد بدأت مع اشتداد البرد في فصل الشتاء. وتذكر بعض المواقع أن أول "حائط ود" كان قد شوهد في مدينة مشهد الواقعة شمال شرق البلاد، قبل أن يُرى في شيراز (الجنوب) ثم في طهران.
يوماً بعد يوم، تزداد تلك الجدران، ما يعني نجاح الفكرة، في ظل إقبال واسع عليها من قبل الإيرانيين أنفسهم. أما في طهران، فلوحظ أيضاً انتشار جدران بمقاسات وألوان مختلفة. وعادة ما يختار المعنيون مكاناً مزدحماً نسبياً لطلائه، وكتابة تلك الشعارات، وتحويله إلى حائط لطيف. وتتبنى نشر الفكرة في طهران مجموعة "جهان ارا" الثقافية، التي استطاعت الحصول على دعم بلدية طهران، لتتحول المبادرة من فكرة إلى مشروع عملي. وكان ذلك حال بلديات المدن الأخرى التي قررت المساهمة في نشر الفكرة.
في السياق، يقول مدير هذه المجموعة علي رضا حيدري إن لدى مجموعته التي تعنى بالأعمال الخيرية أفكاراً كثيرة، ترتكز على مبدأ "الود" وزيادة التعاون بين المواطنين. والهدف هو تحويل الفكرة إلى مبادرة جماعية اجتماعية لمساعدة المحتاجين. يضيف أنه بعد حائط الود، ستكون مشاريع أخرى من قبيل توزيع ثلاجات في بعض الأحياء، لوضع الطعام الفائض فيها، وتوزيعها لاحقاً على المحتاجين.
عن مدى نجاح الفكرة، يقول حيدري إنها حققت ما لم تتوقعه جمعيته في طهران على الأقل، لافتاً إلى تخصيص بعض الأماكن على مقربة من عدد من حيطان الود في العاصمة لقياس الملابس. كذلك، وظفت البلدية شخصاً أمام كل حائط للتأكد من استفادة المحتاجين. كذلك، اتفقت المجموعة مع محل لتنظيف وكيّ الملابس، شرط أن يكون قريباً من كل حائط، ليتولى مهمة تنظيف الملابس المستعملة التي يضعها المواطنون. ويشير إلى أن كل هذه المهام لاقت ترحيباً، وتحولت إلى مبادرات خيرية بدلاً من أن تكون وظيفة.
من جهة أخرى، لاقت مبادرة حائط الود دعم البلديات، التي نشرت إعلانات لحض المواطنين على المشاركة ومساعدة أبناء مجتمعهم. ويلفت حيدري إلى أن أفكاراً من هذا النوع تزيد من انخراط الشباب الإيراني في أعمال خيرية اجتماعية، بهدف وصل أبناء المجتمع بعضهم ببعض.
في جولة على مقربة من ميدان انقلاب، لوحظ إقبال المواطنين على حائط الود، وقد وضعت بعض الملابس المستعملة على حائط قريب من الميدان. ويوضح المشرف على أنه لا يحتاج غالباً إلى التحدث إلى من يريد أخذ قطعة ملابس، بل تنحصر مهمته في منع سرقة الأغراض والثياب المستعملة، أو محاولة أخذها من قبل من لا يحتاج إليها، وهذا ليس أمراً صعباً.
ويلفت إلى أن الناس يتفاعلون مع هذه المبادرة. يأتون إلى المكان ويلتقطون الصور ثم يضعون الملابس، حتى لو اقتصرت مشاركتهم على وضع قطعة واحدة فقط. ويتوقع استمرار المشروع لأشهر عدة بسبب نجاح الفكرة واقتراب موسم الأعياد، علماً أن الإيرانيين يستعدون للاحتفال برأس السنة الشمسية وعيد النوروز في 21 مارس/ آذار المقبل.
حقّقت الفكرة نجاحاً كبيراً، وكتب عنها في وسائل الإعلام المحلية الإيرانية وحتى الأجنبية، لتتحول إلى مشروع تبنته جمعيات خيرية بدعم من بلديات، بالإضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، علماً أن الإيرانيين يعانون من مشاكل اجتماعية واقتصادية كثيرة.
وتساهم مبادرات من هذا النوع في زيادة الوعي ورفع مستوى التعاون الاجتماعي، في بلد يزيد عدد سكانه عن 78 مليون نسمة. من جهة أخرى، تشير تقارير وزارة العمل الإيرانية إلى أن ثلث الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر، ويسكن 30 في المائة منهم في العاصمة طهران وحدها. وتشير أخرى إلى أن عدد المشردين في البلاد يبلغ 15 ألف شخص، ثلثهم من النساء، وقد يكون هؤلاء بحاجة إلى المساعدة، التي تستطيع مبادرات من قبيل "حائط الود" تأمينها، ولو نسبياً.
اقرأ أيضاً: 50 قتيلاً كلّ يوم على طرقات إيران