خلود، إحدى الفنانات المشاركات في المرسم الفني الأول "صحة نفسية للجميع"، والذي ضم جدارية بطول 500 متر مربع، ضمن مشروع تحسين الوعي حول قضايا الصحة النفسية وحقوق متلقي الخدمة، بالتزامن مع اليوم العالمي للصحة النفسية، والذي نفذته جمعية أصدقاء الصحة النفسية، بالشراكة مع جمعية "العون الطبي للفلسطينيين"، ونشطاء ومبادرين.
وتوضح خلود لـ"العربي الجديد"، وهي طالبة في قسم اللغة العربية، أنه "لا يوجد مريض نفسي، بل علينا جميعاً التكاتف من أجل مساعدتهم على التعبير عن أنفسهم وتجاوز تلك المحنة"، لافتة إلى وجود العديد من النوافذ والبوابات من أجل مساعدة تلك الفئة، وأحد أكبر تلك النوافذ .. الفن.
أمّا الفنانة هند مرشود، التي شاركت برسم لوحة تجريدية ضمن رسومات الجدارية، تدعم متلقي الخدمات النفسية، فتقول إن لوحتها تحاول إظهار الجانب الإيجابي والمشرق أمام المرضى النفسيين، من أجل دعم صحتهم النفسية، لافتة إلى أنها تشارك في معظم الفعاليات الفنية المشابهة، من أجل "أداء واجبها ورسالتها الهامة".
وقال الفنان أحمد صبح إنه شارك إلى جانب عدد من الفنانين "من أجل التأكيد على أهمية حصول المرضى على الرعاية اللازمة"، بينما يشير صديقه محمد الغولة لـ"العربي الجديد"، إلى أهمية الفن في إيصال مختلف الرسائل، وأنه لغة يمكن أن يفهمها الجميع دون كلام.
وأوضحت غدير الشرفا، المشرفة في مبادرة شام التطوعية، أنها شاركت إلى جانب 12 من أعضاء المبادرة في الجدارية عبر ثلاثة اسكتشات، تظهر جوانب مختلفة في دعم المرضى النفسيين، إحدى تلك اللوحات عبارة عن لغز، تضيع زواياه في حال عدم الحصول على الخدمات المطلوبة.
وبيّن منسق الجدارية الفنان أحمد السحار، أن الرسومات المشاركة في الجدارية انقسمت إلى زاويتين، الأولى تظهر معاناة المرضى النفسيين وحالات القتل والتشرد والانتحار والضيق، والثانية عبارة عن معالجة لتلك الظواهر، من خلال رسم الشروق، الأمل، الانفتاح، والتفكير في المستقبل، إلى جانب زاوية رسم حر للأطفال.
من ناحيته، أشار مدير المشروع رائد إبراهيم، إلى أن الجدارية تأتي تزامناً مع اليوم العالمي للصحة النفسية، من أجل لفت انتباه المجتمع المحلي لحقوق المرضى النفسيين، وعائلاتهم، من خلال تظاهرة فنية بمساحة 500 متر مربع، تضم 125 لوحة، 2 متر بطول 1 متر.
وأوضح أن الجدارية تأتي بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني من أجل دعم المرضى النفسيين، مبيناً أن المشاركين في الرسم عبارة عن مجموعتين، الأولى تضم فنانين تشكيليين، والثانية لأشخاص من متلقي الخدمات النفسية، وأطفالهم، وأشخاص مهتمين بدعم الصحة النفسية.
وأكد إبراهيم أن المشروع حاول الخروج عن النمطية والتقليد، من خلال نشاط الجدارية التي تم تنفيذها في الهواء الطلق، بعيداً عن الرسمية، لافتاً إلى أن الفن والرسم أكثر الوسائل خصوبة في التعبير عن المشاعر، وأن الألوان وأدوات الرسم تعطي الشخصية طرقاً جديدة للتعبير.