جثمان القشيبي في صنعاء وصادق الأحمر يبارك جهود السعودية

20 يوليو 2014
لم تقرّ السلطات حتى اليوم بمقتل القشيبي (محمد حمود/الأناضول/getty)
+ الخط -

أفادت مصادر مقربة من أسرة قائد اللواء "310" مدرع، العميد حميد القشيبي، الذي قُتل في المعارك مع الحوثيين أثناء سيطرتهم على عمران، أن جثمانه وصل صباح اليوم الأحد، إلى القاعدة الجوّية في صنعاء على متن مروحية عسكرية نقلته من معقل "الحوثيين" بصعدة شمالي اليمن.

وعلم "العربي الجديد" أن تسليم جثمان القائد العسكري جاء بعد زيارة غير معلنة قام بها إلى صعدة وزير الأوقاف والإرشاد حمود عباد يومي الجمعة والسبت. ويعتصم محتجون من أبناء محافظة عمران التي ينتمي إليها القشيبي، أمام منزل وزير الدفاع في صنعاء اللواء محمد ناصر أحمد، للمطالبة بكشف مصير القشيبي، ويتهمونه بالوقوف وراء اغتياله.

وطالب المعتصمون في مؤتمر صحفي عقد أمس السبت، بإقالة وزير الدفاع من منصبه وإحالته إلى التحقيق على خلفية اتهامه بـ"الخيانة العظمى" وتسريب معلومات بمكان تواجد القشيبي إلى "الحوثيين".

ولقي القشيبي (74 عاماً) مصرعه على يد مسلحي جماعة الحوثي في الثامن من الشهر الجاري بعد نحو شهرين من المواجهات بين مسلّحي الجماعة واللواء "310" مدرع في مدينة عمران، الذي كان مدعوماً بمسلّحين من القبائل.

ولم تقرّ السلطات الرسمية حتى اليوم بمقتل القشيبي، ولم يصدر عنها بيان نعي، لعدم حصولها على الجثمان، الذي من المتوقع أن يؤدي وصوله صنعاء إلى اعتراف رسمي بمقتل العميد القشيبي، وتشييعه في جنازة رسمية وشعبية مهيبة.

ويعد القشيبي من أبرز القادة الميدانيين في الجيش اليمني، وهو من المقربين من اللواء علي محسن الأحمر، مستشار الرئيس اليمني لشؤون الدفاع والأمن. وقد أثار مقتله على يد "الحوثيين" صدمة كبيرة في الشارع اليمني، ولاتزال مئات الصفحات في مواقع التواصل ترفع صوره وتصفه بالشهيد.

الأحمر يبارك جهود السعودية

من جهة ثانية، خرج "شيخ مشايخ" قبيلة "حاشد" اليمنية صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر، عن صمته نافياً في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، بشكل قاطع أن يكون اتّهم السعودية بلعب دور في سقوط مدينة عمران بيد مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين)، مؤكداً أن السعودية "لا يأتي منها لليمن إلا كل خير".

وفي أول تصريح له منذ سقوط محافظة عمران التي ينتمي إليها، بأيدي "الحوثيين"، نفى الشيخ صادق الأحمر صحة ما تردد عن تواطؤ السعودية مع "الحوثيين" لإسقاط معقل آل الأحمر في العصيمات انتقاماً من دورهم في الثورة الشبابية، قائلاً إن ذلك محض افتراء. وأضاف أنّ "الأشقاء في المملكة دائماً وأبداً، لا يأتينا منهم إلا الخير، ولا ينكر ذلك إلا جاحد، ومكرمات خادم الحرمين المتواصلة لليمن خير دليل".

وحول الأنباء عن عملية مصالحة ترعاها السعودية بين الأطراف اليمنية الفاعلة، قال الأحمر: "ليس لدينا علم بذلك، ولكن نحن مع أي جهود تقوم بها السعودية ونباركها وسندعم ذلك بكل ما نستطيع".

تجدر الإشارة إلى أن علاقات وطيدة ربطت مشايخ آل الأحمر بالرياض منذ فترة الستينيات، وتعرضت هذه العلاقة للفتور وربما القطيعة، بسبب تصريح لرجل الأعمال القيادي في حزب "الإصلاح" حميد الأحمر (شقيق صادق) هاجم فيه السعودية لموقفها من ثورات الربيع العربي. وتعرضت منازل آل الأحمر للتفجير من قبل مسلحي جماعة "الحوثي" في معقلهم بالعصيمات مطلع العام الجاري، وفي مدينة عمران مطلع الشهر الجاري.

هادي يجتمع بقادة"االمؤتمر"

في هذه الأثناء، اجتمع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بأعضاء اللجنة العامة لحزب "المؤتمر الشعبي العام"، الذي يرأسه صالح، ويشغل فيه هادي منصب النائب الأول لرئيس المؤتمر والأمين العام. وذلك بغياب صالح.

وقال موقع الحزب إن هادي أشاد بالدور الذي لعبه أعضاء "المؤتمر الشعبي العام" في مختلف مؤسسات الدولة، وهو الدور الحريص على تقدم العملية السياسية وإنجاز مهام المرحلة الراهنة التي يتبوأ فيها فخامته موقع القيادة.

وأشار في الاجتماع إلى أن الأوضاع الراهنة في البلاد "قد أفرزت جملة من المعطيات التي تتطلب تفسيراً سياسياً مختلفاً يقوم على الدعوة لاصطفاف وطني واسع ومصالحة شاملة لا يُستثنى منها أحد، تؤمن بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل باعتبارها برنامجاً وطنياً وخياراً استراتيجياً لا رجعة عنه أجمعت عليه مختلف القوى السياسية".

وتحدث عن الأوضاع التنظيمية في المؤتمر، داعياً أعضاء الحزب وأنصاره ومؤيديه إلى "التمسك بخيارات الوطن الكبرى في الجمهورية والوحدة والديمقراطية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتدعيم مسارها بما يحقق الأهداف المنشودة في الاستقرار والحفاظ على الوحدة الوطنية".

وقال الموقع إنّ أعضاء اللجنة العامة أيّدوا توجُّه هادي "نحو الدعوة إلى مصالحة وطنية واصطفاف واسع يحمي التجربة اليمنية المتميزة للخروج من الأزمة التي لا تزال آثارها تخيم على أوضاع البلاد وأحياناً تهدد كيان الدولة والمجتمع ككل".

ويأتي الاجتماع في ظل أنباء عن جهود مصالحة بين المؤتمر وخصومه برعاية سعودية لخلق تقارب سياسي يحول دون لحاق العاصمة صنعاء بعمران وصعدة اللتين باتتا تحت سيطرة مسلحي جماعة "الحوثي".

المساهمون