وقال روحاني، خلال لقائه بجاووش أوغلو، إن تقارب كل من أنقرة وطهران يصب لصالح تحقيق أمن واستقرار المنطقة، معتبراً أن اعتماد هذا المبدأ في التعامل بين البلدين كفيل بحلحلة أزمتي سورية والعراق من دون الحاجة لأن تلعب القوى الخارجية دوراً في قضايا المنطقة.
وأضاف الرئيس الإيراني، أن المنطقة تمر بظروف حساسة ومعقدة للغاية وهو ما يستدعي الحوار الإيراني التركي، معتبراً أن "العلاقات بين الطرفين إيجابية، وبأن رأيهما يصب في اتجاه واحد، حيث من الضروري حفظ وحدة البلدان التي تتعرض للأزمات وإعادة اللاجئين إلى منازلهم".
كما اعتبر أن الغرب يتعامل بـ"ازدواجية فيما يتعلق بتحقيق الديمقراطية". وأشار إلى المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، قائلاً إن "الأتراك أثبتوا أنهم أوفياء لخياراتهم الانتخابية".
من جهته، قال جاووش أوغلو، إن الحفاظ على وحدة وانسجام سورية والعراق يصب لمصلحة طهران وأنقرة، مؤكداً ضرورة "العمل والتنسيق المشترك لمكافحة الإرهاب".
وأشار إلى أن الأطراف الفاعلة تعمل في الوقت الراهن في سبيل تحقيق وقف لإطلاق النار في سورية وطرح حل سياسي مجدي لأزمة هذا البلد.
ووصل وزير الخارجية التركي إلى طهران، صباح اليوم، في زيارة رسمية، لم يعلن عنها سابقاً، وتوجه مباشرة للقاء روحاني، كما التقى نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، وبحث معهما تطورات العلاقات الثنائية، فضلاً عن قضايا الإقليم التي تعني كلا الطرفين، ولا سيما ما يخص سورية والعراق.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إن هذه الزيارة تأتي في إطار استمرار الحوار المتبادل بين طهران وأنقرة حول قضايا تخص كلا البلدين فضلاً عن قضايا المنطقة.
ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عن قاسمي قوله إن بين الطرفين العديد من القضايا المشتركة التي تقتضي البحث الدائم. كما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، أن رئيس جهاز المخابرات التركي هاكان فيدان رافق جاووش أوغلو إلى طهران، والتقى وإياه الرئيس الإيراني ووزير خارجيته.
وقال المدير السياسي لمكتب الرئاسة الإيرانية حميد أبو طالبي إن "الطرفين الإيراني والتركي أكّدا ضرورة حفظ استقلالية ووحدة أراضي دول المنطقة، وإيقاف نزيف الدم المستمر فيها، فضلا عن ضرورة تقديم المساعدات للنازحين".
وأضاف أبو طالبي، بحسب الوكالة، أن الضيفين التركيين أكّدا ضرورة التنسيق لمواجهة "الإرهاب"، الذي يهدد المنطقة برمتها وللوقوف بوجه التحديات الإقليمية.
كما نقلت المواقع الإيرانية أن زيارة وزير الخارجية التركي تأتي ضمن إطار السعي لتنسيق أكبر بين الطرفين، في وقت يلوح فيه الخلاف بين تركيا وقوات "الحشد الشعبي" في العراق الذي تدعمه إيران، فضلاً عن الضربات التي تعرض لها الأتراك في سورية، بالإضافة إلى ملف الأكراد.
وهذه الزيارة هي الثانية لجاووش أوغلو إلى طهران، منذ المحاولة الانقلابية في تركيا منتصف يوليو/تموز الماضي، بينما زار ظريف أنقرة مرتين، كانت الأخيرة في شهر سبتمبر/أيلول الماضي. كما زار مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية حسين جابري أنصاري تركيا الشهر الماضي، والتقى مسؤولين فيها وبحث قضايا لها علاقة بتطورات سورية والعراق.