وقال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، أمس الأربعاء، إنّ "تركيا منفتحة على إجراء محادثات لحل جميع المشاكل العالقة مع الولايات المتحدة كشركاء على قدم المساواة، رغم كل ما جرى، بشرط عدول واشنطن عن لغة التهديد".
جاء ذلك في كلمة لجاووش أوغلو في لقاء السفراء الأتراك العاشر في أنقرة، حيث لفت الأنظار توقيت هذا الاتفاق والإعلان، في ظل أزمة دبلوماسية تركية أميركية.
وأضاف، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول"، أن "المشاكل التي شهدتها العلاقات التركية مع بعض دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، نتيجة طبيعية لنظرة التعالي وأسلوب الإملاء الذي تمتلكه هذه الدول".
وتابع: "إن علاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي تتطور مرة أخرى على أسس أكثر صلابة".
كما أشار إلى أن "المشاكل التي تواجه العلاقات التركية الأميركية تسري أيضاً على علاقات واشنطن مع البلدان الأوروبية".
ولفت جاووش أوغلو، إلى أن "واشنطن تستخدم أسلوب الهجوم، وأن الجميع رأى ذلك بوضوح في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث لم تحترم الولايات المتحدة الآخرين، ولم تفكر إلا بمصالحها الخاصة".
وشدد الوزير التركي، على أن "بلاده تريد للدبلوماسية أن تضطلع بدور أكثر فعالية في هذه الأزمة، إلا أن الجانب الآخر لا يمتلك شخصيات قادرة على إدراك جوهر هذا الفهم بشكل صحيح".
من جهة أخرى، قال جاووش أوغلو إنه اتّفق بشكل مبدئي مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، في لقائهما الثلاثاء، على إطار لإلغاء موسكو تأشيرات الدخول "الفيزا" على جوازات السفر الرسمية التركية، تسهيلاً لحركة التجارة والدبلوماسيين، وأنه سيجرى تطبيق الأمر بعد عيد الأضحى، متمنياً أن يشمل ذلك جميع أنواع جوازات السفر التركية لاحقاً.
وخلال اللقاء، أفاد جاووش أوغلو بأن وزارة الخارجية التركية تعمل على تسهيل حركة رجال الأعمال والمستثمرين لدول العالم، وهناك 74 دولة لا تفرض تأشيرات دخول على جواز السفر التركي.
ويشمل الاتفاق، بحسب جاووش أوغلو، جواز السفر الدبلوماسي، وجواز سفر "الخدمة"، والجواز الأخضر، والجوازان الأخيران يمنحان للموظفين ومن لهم ميزات خاصة، كرجال الأعمال، فيما لا يزال جواز السفر العمومي يخضع لإجراءات الحصول على تأشيرة الدخول، ومقابل ذلك تعفي تركيا حامل جواز السفر الروسي من طلب تأشيرة الدخول.
وقبيل أزمة إسقاط طائرة روسية في الأجواء السورية من قبل مقاتلة تركية في عام 2015، كانت روسيا تعفي جميع جوازات السفر التركية من تأشيرات الدخول، لتعود إلى فرضها بعد الأزمة، ولم تزلها بل خففت من إجراءاتها، ويعتبر تصريح جاووش أوغلو تطوراً كبيراً في هذا الإطار.
كذلك أوضح جاووش أوغلو أن المناقشات مع الاتحاد الأوروبي حول رفع تأشيرة دخول دول الاتحاد للمواطنين الأتراك، ما زالت مستمرة، إذ كان الاتحاد الأوروبي قد وضع 72 معياراً جرى تطبيقها باستثناء 7 معايير، نزلت إلى 6، وستكون هناك لقاءات مستقبلية مع الاتحاد الأوروبي قريباً، من أجل تكثيف جهود رفع التأشيرة.