أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، أن موسكو وأنقرة اتفقتا على تنسيق الجهود لدفع التسوية في سورية. فيما قال نظيره الروسي سيرغي لافروف، إن بلاده تأمل في إجراء اتصالات بين الجيشين التركي والروسي بهذا الشأن.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية، عن وزير الخارجية التركي، قوله، بعد لقائه بنظيره الروسي، أن على تركيا وروسيا العمل معاً لإيجاد حل سياسي للمشكلة السورية.
وأضاف جاووش أوغلو، أن أنقرة تحارب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مباشرة، ولهذا السبب فإن تركيا هدف للإرهابيين.
ونسبت وكالة "إنترفاكس" للوزير قوله، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد يجتمعان في أغسطس/آب في سوشي.
من جهته، أكد لافروف، خلال محادثاته مع جاووش أوغلو، اليوم الجمعة، على "أهمية ألا يستخدم الإرهابيون أراضي تركيا".
وجاء لقاء جاووش أوغلو، وسيرغي لافروف، على هامش اجتماع منظمة التعاون بين الدول المطلة على البحر الأسود، المنعقدة في مدينة سوشي الروسية، في أرفع لقاء بين الجانبين منذ بداية الأزمة، إثر إسقاط سلاح الجو التركي لطائرة روسية على الحدود السورية في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي.
في غضون ذلك، أعلن الكرملين، اليوم، أنه من المحتمل أن يلتقي بوتين وأردوغان، أيضاً في سبتمبر/أيلول المقبل على هامش قمة دول العشرين التي تعقد في العاصمة الصينية بكين.
وكان جاووش أوغلو، قد أكد في مقال نشره في صحيفة "كوميرسانت" الروسية، مساء الخميس، أن "الشعبين التركي والروسي، ينتظران منا استخلاص الدروس من تجارب الماضي، والنظر باتجاه المستقبل، ونحن لدينا رغبة مخلصة في الاستجابة لما يريده الشعبان، والعمل معاً لتأسيس مستقبل مشترك، وإنشاء بداية جديدة معا".
وقال جاووش أوغلو، في مقالة إنه "في الوقت الذي تعاني منه المنطقة والعالم من العديد من المصاعب، شهد يوم 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حدوث واقعة غير مرغوب فيها"، وأضاف، أن "تركيا شعرت بالحزن على مقتل الطيار".
وأورد وزير الخارجية التركي في مقاله، أن بلاده "تحركت مباشرة لكي تداوي مع الروس الجراح الناجمة عن تلك الواقعة. وبعد يوم من حدوثها، أجريت اتصالاً هاتفياً مع نظيري الروسي سيرغي لافروف، عزيته خلاله، واقترحت العمل معاً من أجل التغلب على آثار الحادث. وبعد ذلك التقيته في ديسمبر/ كانون الأول الماضي في بلغراد، واقترحت تشكيل لجنة مشتركة، للتحقيق في الحادث".
واعتبر جاووش أوغلو، أن العلاقات التركية الروسية، إحدى أهم قضايا الأجندة الدولية التي تحظى بمتابعة كبيرة، لأنها تؤثر بشكل مباشر على عدد كبير من الناس في منطقة جغرافية واسعة، موضحاً أن "التوتر في العلاقات بين البلدين بعد الواقعة المؤسفة التي حدثت (إسقاط المقاتلة الروسية)، أثرت على ملايين الأشخاص، ووجهت ضربة للاقتصاد، وتركت الكثير من العائلات في وضع صعب".
وتأتي هذه التطورات، بعد الاتصال الهاتفي الذي جمع كلاً من أردوغان وبوتين، أول أمس الأربعاء، بعدما أرسل الأخير إلى موسكو، رسالة، عبر فيها عن حزنه العميق لحادثة إسقاط الطائرة، مقدماً تعازيه لعائلة الطيار الذي لقي حتفه إثر الحادث.
