وقُتل خاشقجي، في قنصلية بلاده في إسطنبول التركية، في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبعد 18 يوماً من الإنكار، قدمت خلالها الرياض تفسيرات متضاربة للواقعة، اعترفت المملكة بمقتل خاشقجي، إثر "شجار" مع أشخاص سعوديين، وتوقيف 18 مواطناً في إطار التحقيقات، من دون الكشف عن مكان الجثة.
وفي 3 يناير/كانون الثاني الحالي، أعلنت النيابة العامة السعودية عقد أولى جلسات محاكمة مدانين في القضية، إلا أن الأمم المتحدة اعتبرت المحاكمة غير كافية، وجددت مطالبتها بإجراء تحقيق "شفاف وشامل".
وفي 5 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أصدر القضاء التركي، مذكرة توقيف بحق النائب السابق لرئيس الاستخبارات السعودية أحمد عسيري، وسعود القحطاني المستشار السابق لولي العهد محمد بن سلمان، للاشتباه بضلوعهما في الجريمة.
وكان جاووش أوغلو قد أوضح، الإثنين، في كلمة خلال زيارته المركز الشبابي في بلدية إسطنبول الكبرى، أنّ بعض الدول الغربية تحاول التستر على جريمة مقتل خاشقجي، وتركيا تدرك أسباب محاولتهم هذه، لافتاً إلى أنّ بلاده أنهت استعدادها من أجل تحقيق دولي في ملف الجريمة، وأنّها ستقدم على هذه الخطوة خلال الأيام المقبلة.
المنطقة الآمنة بسورية
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية التركي، في حديث إلى قناة "الخبر" التلفزيونية، اليوم الخميس، وفق ما أوردت "رويترز"، إنّ بلاده لديها القدرة على إقامة "منطقة آمنة" في سورية بمفردها، لكنّها لن تستبعد الولايات المتحدة أو روسيا أو أي دول أخرى تريد أن تتعاون في هذه المسألة.
لكنه استدرك قائلا: "لا شيء مؤكداً بعد بشأن المنطقة الآمنة في سورية".
وكان أردوغان قد أعلن، الأسبوع الماضي، أنّ تركيا ستتولّى تشكيل منطقة آمنة في شمال سورية، مشيراً إلى احتمال امتداد مساحتها إلى 20 ميلاً، وذلك بعد التوافق بشأنها مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، خلال اتصال هاتفي.
وأشار جاووش أوغلو إلى أنّ تركيا بدأت مناقشات مع الولايات المتحدة، بشأن من سيتولى إدارة مدينة منبج بمحافظة حلب شمالي سورية، معتبراً أنّ "الحل الأمثل هو تنفيذ خارطة طريق منبج على شرقي الفرات".
وفي يونيو/حزيران الماضي، توصلت واشنطن وأنقرة، لاتفاق "خارطة طريق" حول منبج التابعة لمحافظة حلب، تضمن إخراج مسلحي "وحدات حماية الشعب" الكردية، من المنطقة، والتي تعتبرها أنقرة نسخة سورية من حزب "العمال الكردستاني" المصنف لديها في خانة التنظيمات "الإرهابية".
إلى ذلك، قال جاووش أوغلو إنّ "هناك توافقاً في نهجي تركيا وأميركا في سورية باستثناء بضع نقاط، مؤكداً من ناحية أخرى أنّ تركيا وروسيا لديهما نفس التوجه فيما يتصل بالحل السياسي في سورية، باستثناء مسألة بقاء بشار الأسد في منصبه".
وأعلن أن تركيا تجري اتصالاً غير مباشر مع النظام السوري، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.