جامعة الدول العربية: "احترموا حرية الصحافة"... لكن من يسمع؟

03 مايو 2015
شوكان خلف القضبان (العربي الجديد)
+ الخط -

في اليوم العالمي لحرية الصحافة، أصدرت جامعة الدول العربية بياناً بعنوان "دعوا الصحافة تزدهر... نحو تعزيز التغطية الإعلامية والمساواة بين الجنسين وسلامة الإعلاميين في العصر الرقمي". لكن بينما دعت الجامعة إلى "احترام الحق في التعبير عن الرأي وتفعيل الحوار الثقافي البناء وتعزيز مهنية وسائل الإعلام" يواجه الصحافيون والإعلاميون العرب القتل والسجن والتشريد. ووفق بيان لـ "المرصد العربي لحرية الإعلام"، قتل خلال الأشهر الخمسة الماضية صحافي ومصور مصري. الأول قتل داخل مصر وهو شريف الفقي، والثاني خارجها وهو محمد جلال، ليلحقا بعشرة صحافيين سبقوهما على الدرب، من دون أن يعاقب أي من قتلتهم. وقد سجن منذ مطلع هذا العام سبعة صحافيين جدد بالمخالفة للدستور المصري ذاته  ليرفعوا عدد السجناء إلى 109 صحافيين وإعلاميين.

وقبل أقل من شهر من الاحتفال بذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة حكمت محكمة مصرية  يوم 11 أبريل/نيسان 2015 على أحد الإعلاميين بالإعدام، وهي المرة الأولى التي يحكم فيها بالإعدام ضد إعلامي في مصر. وحكمت لأول مرة أيضاً في التاريخ المصري بالسجن المؤبد على 15 صحافياً آخر جريمتهم هي نشر الأخبار والصور والفيديوهات لاعتصام سلمي جرى في عام 2013، تنديداً بالانقلاب العسكري الذي وقع في 3 يوليو 2013.
وإلى جانب القتل والإصابات والحبس شهدت الأشهر الماضية المزيد من القيود على حرية الإعلام، وإغلاق بعض الوسائل الإعلامية أو مداهمتها أو وقف برامج على خلفيات سياسية. وأشار التقرير إلى أن إغلاق قناة "رابعة الفضائية" التي تبث من تركيا بضغوط مصرية على إدارة القمر الصناعي "يوتل سات"، وذلك يوم 30 إبريل/نيسان 2015 سبقه إغلاق قناة "سوريا الغد" التي تبث من مصر. وفي المقابل أيضاً تعرضت مدينة الإنتاج الإعلامي التي تحتضن غالبية القنوات الخاصة إلى تخريب متعمد لبرجي الكهرباء المغذيين لها. 

وقد أكدت السفيرة هيفاء أبوغزالة الأمينة العامة المساعدة لجامعة الدول العربية، ورئيس قطاع الإعلام والاتصال أن جامعة الدول العربية حرصت على تأكيد أهمية احترام حرية التعبير وتوخي الدقة والصدق والموضوعية وإثراء مجال الحوار والمشاركة الواسعة، مما يكسب الإعلام العربي المصداقية وثقة المواطن. وذلك في ضوء حرية الاختيار الكاملة المتاحة له الآن من المصادر العديدة، إذ إن هذا أحد أهداف الاستراتيجية العربية للإعلام. إلا أن المرصد دعا جميع المنظمات العاملة في مجال حرية الصحافة محلياً ودولياً لبذل الجهد الكافي لتوثيق هذه الانتهاكات، والضغط على السلطات لوقفها، والتعهد بعدم تكرارها.

المساهمون