جامعات بريطانيا تتقدم

14 مارس 2020
"أكسفورد" جامعة عريقة (أولي سكارف/ Getty)
+ الخط -
تصدرت الجامعات البريطانية المراتب الأوروبية، في التصنيف العالمي لعام 2020 وفقاً لمؤشر "كيو إس" الذي وضع جامعة "أكسفورد" على رأس القائمة الأوروبية، وفي المرتبة الرابعة عالمياً، بعد ثلاث جامعات أميركية. وتصدرت "أكسفورد" التصنيف العالمي السنوي في ثمانية اختصاصات، من بينها الصيدلة والأنثروبولوجيا، في أداء استثنائي مقارنة بخمسة اختصاصات العام الماضي. أما جامعة "كامبردج" فقد فشلت في تصدر قوائم التصنيف في أيّ من الاختصاصات، لكنّها حلّت ضمن العشر الأوائل عالمياً في 38 اختصاصاً.

وتصدرت الجامعات البريطانية 13 من أصل 48 اختصاصاً عالمياً في نتيجة تماثل العام الماضي؛ إذ تصدرت جامعة "ساسكس" دراسات التنمية، بينما تصدرت "الكلية الملكية للفنون" اختصاصها، وتصدرت "كينغز كوليدج في لندن" اختصاص طب الأسنان.




ويشير التصنيف إلى ارتفاع حصة الجامعات البريطانية من التصنيف العالمي في الاختصاصات المشمولة من 13.1 في المائة عام 2016 إلى 14.2 في المائة العام الجاري، مما يعكس عدم تأثرها بمسألة الخروج من الاتحاد الأوروبي.

ويمنح التصنيف جامعة "الملك عبد العزيز" السعودية المرتبة الأولى عربياً، والمرتبة 186 عالمياً. وتتبعها عربياً جامعة "الملك فهد" السعودية في المرتبة 200 عالمياً، ثم الجامعة الأميركية في بيروت في المرتبة 244 عالمياً.

ويأتي هذا التحسن في الأداء البريطاني مقابل تراجع لرابع عام على التوالي للجامعات الأسترالية، بالإضافة إلى جمود في أداء التعليم العالي في الصين، مع تراجع تصنيف الجامعات الأوروبية مثل الألمانية والهولندية والإيطالية والسويسرية في عدد من الاختصاصات.

من جهتها، ما زالت الولايات المتحدة تهيمن على مستوى اختصاصات التعليم العالي عالمياً، إذ تتصدر جامعاتها 30 من الاختصاصات المشمولة في التصنيف. وجاءت "هارفارد" في المرتبة الأولى في 11 اختصاصاً من بينها الحقوق والطب والاقتصاد. وتصدر معهد ماساشوستس للتكنولوجيا "إم آي تي" 12 اختصاصاً بما فيها الفيزياء والكيمياء والرياضيات.

ويقوم تصنيف "كيو إس" بتقييم نحو 1300 برنامج دراسي في نحو 100 من الجامعات البريطانية. ويشير التصنيف إلى تحسن أداء 306 من هذه البرامج بينما تراجع أداء 238 منها. ويقول مدير الأبحاث في "كيو إس" بن سوتر إنّ التصنيف "يشهد على التفوق المستمر للتعليم العالي البريطاني". ويضيف: "بالرغم من عدم اليقين الذي يشوب المناخ المتبدل دوماً في مجال التعليم العالي، بالإضافة إلى استبدال حكومتين، والعديد من التعديلات والتغيرات الاستراتيجية الحكومية، والمصاعب الموثقة المتأتية من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإنّ مؤسساتنا قد استجابت في ما يبدو لهذه التحولات بطريقة مثيرة للإعجاب وتستمر في توفير بعض من أفضل برامج التعليم الجامعي عالمياً".

ويعتمد التصنيف عدداً من العوامل التي تمتد من أثر الأبحاث وصولاً إلى ثقة أرباب العمل في كفاءة خريجي هذه الجامعات. ويجري قياس الاختصاصات لتعكس حجم الاقتباسات من منتج الجامعات البحثي في الأوراق العلمية مع الأخذ في الاعتبار ميول أرباب العمل إلى عدم توظيف خريجي اختصاصات مثل الفنون والإنسانيات.

وشهدت "أكسفورد" العام الماضي أداء مبهراً لتتصدر في نهايته الترتيب البريطاني. وكانت الجامعة قد حصلت على تبرع بقيمة 150 مليون جنيه استرليني، وهو الأكبر في تاريخ بريطانيا، لتمويل قسم جديد يختص بالإنسانيات. وكان التبرع هدية من الأميركي ستيفن شوارتزمان، مؤسس مجموعة "بلاكستون". وتجاوزت قيمة الهدية تبرعاً بقيمة 100 مليون جنيه استرليني تلقتها كامبريدج في فبراير/ شباط الماضي من قبل المصرفي البريطاني ديفيد هاردينغ.




كذلك، أعلنت "أكسفورد" عن استثمارات واسعة لبناء مركزين للتعاون والإبداع خارج المدينة، على شاكلة مشروع "سيليكون فين" الخاص بجامعة "كامبريدج". ويهدف هذا البرنامج إلى تأسيس الآلاف من فرص البحث العلمي، والاستفادة من المواهب البحثية التي تمتاز بها "أكسفورد". وأبرمت اتفاقاً مع مجموعة استثمار مالي لبناء آلاف الوحدات السكنية لطلاب الجامعة والعاملين فيها بهدف حلّ أزمة السكن التي تعاني منها.

وكان تصنيف "كيو إس" العالمي لتصنيف الجامعات قد تأسس عام 2004، ويعد المصدر الأول للبيانات المقارنة حول أداء الجامعات السنوي عالمياً.
المساهمون